قررت محكمة تركية وضع رئيسي حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد قيد الاحتجاز الاحتياطي في إطار تحقيق متعلق بـ”مكافحة الإرهاب” على علاقة بحزب العمال الكردستاني، بعد ساعات على انفجار قوي يحمل بصمات حزب العمال الكردستاني أسفر عن سقوط تسعة قتلى ومئة جريح.
وقررت محكمة في دياربكر وضع صلاح الدين دميرتاش وفيغان يوكسك داغ فضلا عن ثلاثة من الحزب قيد الاحتجاز الاحتياطي حسبما أفادت وكالة أنباء الأناضول، بعد أن كانوا أوقفوا ليل الخميس، ما أثار انتقادات شديدة من الاتحاد الاوروبي.
وأدان حزب الشعوب الديموقراطي في بيان الجمعة توقيف رئيسيه وعدد من نوابه، معتبرا أن ذلك يشكل “نهاية للديموقراطية” في تركيا. ويأتي توقيف رئيسي “حزب الشعوب الديموقراطي” ليل الخميس، مع 11 نائبا في إطار عملية غير مسبوقة ضد القوة السياسية الثالثة في البلاد، بينما تشهد تركيا حملة تطهير للمعارضين تشنها السلطات مغتنمة حال الطوارئ التي فرضت بعد محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب اردوغان ونسبت الى الداعية فتح الله غولن.
وعبرت واشنطن عن قلق “شديد” إثر قرار المحكمة التركية سجن رئيسي حزب الشعوب الديموقراطي، حسبما قال توم مالينوفسكي المكلف حقوق الانسان في وزارة الخارجية الأمريكية على تويتر. وأضاف “عندما تهاجم الديموقراطيات مسؤولين منتخبين، من واجبها تبرير تصرفاتها والحفاظ على الثقة بالنظام القضائي”.
كما عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الجمعة عن قلق الاتحاد العميق إثر عمليات التوقيف. وكتبت على تويتر أنها ستدعو الى اجتماع لسفراء الاتحاد الاوروبي في أنقرة.
وقال غارو بايلان النائب في حزب الشعوب الديموقراطي خلال مؤتمر صحفي في المقر العام للحزب في إسطنبول “إنه انقلاب ضد حزب الشعوب الديموقراطي، انقلاب ضد التعددية والتنوع والعدالة”. وقالت زميلته هدى كايا “يغلقون باب البرلمان في وجوهنا، هذا يعني تجاهل تصويت ستة ملايين شخص، تجاهل المطلب الديموقراطي لهذا الشعب، وامله بسلام مستقبلي”.
صعوبة في استخدام وسائل التواصل
وفرقت قوات الأمن بواسطة الغاز المسيل للدموع عشرات المتظاهرين المتضامنين مع حزب الشعوب الديموقراطي في أنقرة. وكان من الصعب الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل القصيرة ويوتيوب الجمعة في تركيا.
وظهر اليوم الجمعة، ذكر موقع “تركي بلوكس” المتخصص في متابعة مواقع التواصل إنه “رصد قيودا على الدخول الى عدد من الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب ابتداء من فجر الجمعة”. وذكر صحافيون أنهم لم يتمكنوا من استخدام تطبيق “واتس اب” للرسائل القصيرة.
وسجلت الليرة التركية تراجعا جديدا الجمعة أمام الدولار بعد توقيف رئيسي حزب الشعوب الديموقراطي لتنخفض منتصف نهار الجمعة الى 3.15 ليرات مقابل الدولار. وبذلك خسرت الليرة 1.25% من قيمتها ووصلت الى مستوى أدنى من ذاك الذي سجلته غداة محاولة الانقلاب منتصف تموز/يوليو.
وفتحت السلطات التركية تحقيقات عديدة بحق دميرتاش ويوكسك داغ بشبهات تتعلق بالارتباط بحزب العمال الكردستاني. وقالت وكالة الأناضول إن توقيفهما تقرر بهد رفضهما المثول طوعا أمام القضاء في حال استدعائهما. ويرى اردوغان أن “حزب الشعوب الديموقراطي” على علاقة وثيقة بحزب العمال الكردستاني وقال انه لم يعد يعتبر هذا الحزب محاورا شرعيا ووصف أعضاءه بأنهم “إرهابيون”.
وقرر البرلمان التركي في ايار/مايو رفع الحصانة عن النواب المهددين بملاحقات قضائية في إجراء استهدف خصوصا نواب “حزب الشعوب الديموقراطي”.
ودميرتاش الذي يلقب أحيانا “بأوباما الكردي” نظرا لقوة شخصيته، ظل لفترة طويلة يعتبر منافسا محتملا لأردوغان على الساحة السياسية التي يهيمن عليها الرئيس التركي. وبتأثير منه، وسع الحزب قاعدته الشعبية التي لم تعد تقتصر على الأقلية الكردية التي تعد 15 مليون نسمة بل تحول الى حزب حديث مفتوح للنساء ولكل الأقليات.
وبعد دخول الحزب إلى البرلمان في حزيران/يونيو 2015 في سابقة ساهمت في حرمان حزب العدالة والتنمية الحاكم من الأغلبية المطلقة، أصبح دميرتاش العدو اللدود لأردوغان الذي ضاعف هجماته الشخصية عليه واتهامه بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.
وينفي “حزب الشعوب الديموقراطي” اتهامه بأنه “الجناح السياسي” لحزب العمال الكردستاني ويتهم اردوغان بأنه يريد إقامة نظام ديكتاتوري.
+ There are no comments
Add yours