أعلنت الشركة المنظمة لـ”تجمع الديمقراطية والشهداء”، الذي سيقام في منطقة “يني قابي” باسطنبول غداً الأحد، بمشاركة الأحزاب الثلاثة الكبرى في البلاد (الحاكم وحزبين معارضين)، يتقدمهم الرئيس، رجب طيب أردوغان، أن التحضيرات النهاية للتجمع شارفت على الانتهاء.
وقال فكرت قره دنيز، رئيس مجلس إدارة شركة “YRD İstanbul”، المنظمة للتجمع، في حديثٍ له، مساء اليوم إنهم يتوقعون أن تبلغ المشاركة في التجمع نحو 3 – 5 مليون شخص، وأن الاستعدادات تمت وفقا لذلك العدد، بحسب قوله.
ولفت أنهم أعدوا ميدانًا بالقرب من منطقة التجمع المرتقب، لاستيعاب نحو 7 آلاف سيارة، فضلا عن إعداد محطات لتوزيع الماء والضيافة، على مسافات معينة من مكان الحدث لتقديم الخدمات اللازمة للجماهير المشاركة.
وأشار قره دنيز أنه جرى استئجار 204 سفينة لنقل المشاركين في التجمع من 12 نقطة مختلفة باسطنبول عبر بحر مرمرة ومضيق البسفور القريبين من مكان التجمع، لافتا أن هناك 165 نقطة تفتيش مختلفة ستتولى تفتيش الحضور كإجراء احترازي.
ولفت إلى إقامة منصة بمساحة 60 متر مربع سيعتليها الرئيس وكبار المشاركين، بالإضافة إلى إقامة أنظمة صوت بقوة 1 مليون واط موزعة على 35 برجًا، كي يصل الصوت إلى كل المشاركين في التجمع.
وبحسب قره دنيز، فإنه عقب وصول الرئيس أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم وقادة أحزاب المعارضة المشاركة، سيبدأبرنامج التجمع بعزف النشيد الوطني للبلاد ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم بالدعاء.
ومن المنتظر أن يبدأ رئيس حزب الحركة القومية المعارض، دولت بهجه لي، بإلقاء كلمة في التجمع، يتبعه رئيس حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضه)، كمال قليجدار أوغلو، ثم رئيس الوزراء يلدريم، وتختتم الفاعلية بكلمة أردوغان.
في سياق متصل، أعلنت مديرية أمن اسطنبول، في بيان لها اليوم، أن 15 ألف من عناصرها وحوامتان، سيتولون مهمة حماية أمن التجمع المذكور، برًا وبحرًا وجوًا.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليل 15 يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة (فتح الله غولن) الإرهابية، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. –