واصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الأربعاء، تحركاته لإحياء مشاورات السلام اليمنية، المتوقفة منذ 6 أغسطس/آب الماضي.
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه وزارة الخارجية الأمريكية، إلى هدنة لمدة 72 ساعة في البلاد، من أجل تمكين “ولد الشيخ” من بدء المحادثات.
وكان من المقرر أن تنطلق الجولة الجديدة من المشاورات، أول أمس الثلاثاء، بعد شهر من رفع مشاورات الكويت حسب إعلان “ولد الشيخ”، لكن التصعيد العسكري الكبير الذي تشهده عدد من الجبهات اليمنية والشريط الحدودي مع السعودية، قلل من فرص إقامتها.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، إن “ولد الشيخ”، الذي وصل الرياض اول أمس الثلاثاء، التقى أمس الأربعاء، بالأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، وناقش معه الملف اليمني.
ووفقا للوكالة ذاتها، فقد بحث الاجتماع تطورات الأوضاع في اليمن، والسبل الكفيلة بتعزيز جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدفع العملية السياسية بين الأطراف اليمنية، وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
وذكرت أن “ولد الشيخ” أطلع “الزياني” على المباحثات، التي أجراها خلال الفترة الماضية، بهدف استئناف المشاورات السياسية للوصول إلى حل سياسي ينهي الصراع في اليمن وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.
وأشارت أن “الزياني” أكد دعم دول مجلس التعاون الخليجي لجهود “ولد الشيخ” والمساعي التي يبذلها من أجل إعادة عقد المشاورات السلمية اليمنية.
في ذات السياق، دعا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى هدنة في اليمن لمدة 72 ساعة من أجل تمكين المبعوث الأممي من البدء في المشاورات الجديدة.
وذكرت “الخارجية” الأمريكية، في تغريدة على حسابها بموقع “تويتر”، أن “كيري التقى ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ونظيره السعودي، عادل الجبير، على هامش قمة مجموعة الـ20 (انطلقت بالصين في 4 سبتمبر/ أيلول الجاري)، وناقش معهم عدة قضايا منها الملف اليمني”.
وأضافت: “شدد الوزير كيري على أهمية تفعيل الهدنة لمدة 72 ساعة من قبل جميع الأطراف للسماح للمبعوث الخاص ببدء المشاورات مع كلا الجانبين”.
التقى المبعوث الأممي، أمس الأول الثلاثاء، في الرياض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وناقش معه الترتيبات للجولة المرتقبة من المشاورات، وذلك غداة لقاءه في العاصمة العمانية مسقط، مع الوفد المشترك لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ويحمل المبعوث الأممي تصورا لحل النزاع اليمني بناء على خطة دولية كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الخميس قبل الماضي، عن بعض ملامحها في مدينة جدة السعودية، عقب اجتماع ضم وزراء دول الخليج وأمريكا وبريطانيا.
وتتضمن الخطة، المعروفة بـ”خطة كيري”، تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها” الحوثيون” مع انسحابهم من العاصمة صنعاء وبعض المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث، لم يتم الافصاح عنه.
ولم تحدد الأمم المتحدة بعد المكان الذي سيحتضن الجولة القادمة من مشاورات السلام اليمنية، لكن مصادر حكومية قالت في وقت سابق لـ”الأناضول”، إنها ستقام في دولة أوروبية.
ومنذ تصاعد النزاع، أواخر مارس/آذار من العام الماضي، رعت الأمم المتحدة ثلاث جولات مشاورات بين طرفي الأزمة اليمنية، الأولى في جنيف منتصف يوليو/تموز 2015، والثانية في مدينة بيال السويسرية منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، والثالثة في الكويت (21 إبريل/نيسان الماضي وحتى 6 أغسطس/آب)، لكنها فشلت جميعا في تحقيق السلام.
وأسفر النزاع بين القوات الحكومية مسنودة بقوات “التحالف العربي” بقيادة السعودية من جهة، وتحالف “الحوثيين” و”قوات صالح” من جهة أخرى، عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فضلا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.
+ There are no comments
Add yours