أحيت العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة، الذكرى الـ34 لوقوع مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها الآف من سكان مخيم “صبرا وشاتيلا” للاجئيين في بيروت على أيدي مسلحين من أحزاب لبنانية وعناصر من الجيش الإسرائيلي خلال اجتياحه لبنان في العام 1982.
وأقامت بلدية الغبيري، لهذه الغاية احتفالا مركزيا في أحد مراكزها، بمشاركة حشود من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية، الى جانب وفد من السفارة الإيرانية في بيروت، ووفد أوروبي يزور لبنان لإحياء الذكرى.
ورفع اللاجئون المشاركون صور أبنائهم من ضحايا المجزرة، الى جانب الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة “فتح”.
الناشطة الإيطالية، ستيفاني لميت ألقت كلمة لجنة “كي لا ننسى”، انتقدت فيها “عدم حصول ضحايا المجزرة على حقوقهم بالرغم من مرور 34 عاما على وقوعها”، مشيرة الى أن “من نجا من المجزرة وبقي على قيد الحياة، يعيش اليوم أوضاعا مأساوية صعبة”.
وشددت أن “النشطاء الأوروبيين لن ينسوا تلك الحادثة، ولن يسمحوا بأن تنسى أو يُنسى الشعب المظلوم”، مطالبة الحكومات الأوروبية بـ”استعادة الحق والعدالة لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا”.
وذكّرت لميت أن “الشعب الفلسطيني له الحق بالعودة الى أرضه، فلا يوجد أي حق يقول أن فلسطين هي لليهود فقط”، مضيفة “نحن لا نريد أن نرى على شواطئ حوض البحر الأبيض المتوسط دولة عنصرية كإسرائيل”.
وشبهت الناشطة الأوروبية ما حصل للشعب الفلسطيني من تهجير في العام 1947 إلى “التهجير الذي يتعرض له الشعب السوري جراء إرهاب تنظيم داعش”.
من ناحيتها، أكدت شهيرة أبو ردينة، التي ألقت كلمة أسر ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا أن “الجرح مازال نازفا، وأن العين مازالت على فلسطين التي لن نتخلى عنها مهما حصل، ومهما طال الزمن”.
ودعت أبو رينة الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية إلى “نبذ الفرقة والعصبية، والعمل من أجل الوحدة والتضامن، وإلا ستضيع حقوقنا وستضيع فلسطين”.
من جانب آخر، قال رئيس بلدية الغبيري معن منير خليل، أن “يوم عودة الشعب الفلسطيني الى أرضه آت لا محال”، مضيفا “إن انتزعتمونا من فلسطين فإنكم لم تنتزعوا فلسطين منا”.
وشدد خليل في كلمته على “الوحدة الوطنية الإسلامية والمسيحية من أجل مواجهة الاحتلال والاستبداد”.
وختم أن “الموعد سيكون قريبا في القدس الشريف، وفي المسجد الأقصى وكنيسة القيامة”.
وختم الحفل، بمسيرة نحو المقبرة الجماعية التي تضم رفات ضحايا المجزرة في مخيم “صبرا وشاتيلا”، بمشاركة فرق كشفية وفرق موسيقية.
وكانت عناصر حزبية مسيحية لبنانية موالية لإسرائيل اقتحمت مخيم “صبرا وشاتيلا” للاجئين الفلسطنيين في 16سبتمبر/أيلول عام 1982 وشرعوا على مدى 3 أيام متتالية، بمعاونة من الجيش الإسرائيلي الذي كان يحتل قسما كبيرا من لبنان، بقتل عدد كبير من سكان المخيم بينهم أطفال ونساء مستخدمين أسلحة بيضاء ما أدى الى مقتل حوالي 3 آلاف شخص من أصل 20 ألفا كانوا متواجدين في المخيم.
وتمكنت المنظمات الدولية والفصائل الفلسطينية من إحصاء أسماء 3 آلاف قتيل جراء المجزرة.
وتقدر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفسطينيين عدد اللاجئين الفسطينيين في لبنان المسجلين لديها بحوالي 460 ألفا منتشرين على 12 مخيما في مختلف المناطق اللبنانية التي بدأوا بالوصول إليها منذ العام 1948.
+ There are no comments
Add yours