إذا كان من السهل تغيير سمات شخصيتنا عندما نكون أطفالًا أو في سن المراهقة فإنه من الممكن أيضًا أن نحصل على نتائج إيجابية عندما نصبح كبارًا.
على عكس ما نعتقده،شخصياتنا ليست كياناً ثابتاً وبلا حراك، ويمكن تشكيلها من خلال مؤثرات خارجية، وكل ما يحيط بنا، فمنذ سنواتنا الأولى نُدمج العادات والخبرات، وحتى الصدمات التي تُشكل وتُبلور شخصيتنا.
نحن نميل إلى الاعتقاد بأننا “هكذا” منذ ولادتنا، وأنه من المستحيل أن نتغير، لكننا مع ذلك نملك القدرة على “توليد” بعض التغييرات في شخصيتنا والقدرة على ان نحوّل أنفسنا إلى الأفضل، حتى نحصل على علاقات أكثر تناغماً حسبنا فقط أن نتخذ بعض الالتزامات تجاه أنفسنا.
الشخصية تتبلور مع مرور الوقت
إن ما هو واضح وبديهي هو أنه بمرور الوقت، تظل مواقفنا في كثير من الأحيان هي نفسها، أو جد متشابهة، وهو مايجعلنا نعتقد في نهاية المطاف بأن شخصيتنا موسومة بالحديد والنار، كما لو كانت وشما لا يمحى.
ولكن الخبر السار، حسب تحليل موقع nospensees.fr المتخصص في التنمية الشخصية، أن لدينا القدرة على تعديل الصفات التي لسنا راضين عنها، وعلى تحسين العلاقة التي تربطنا بأنفسنا ومع الآخرين.
إذا كان من السهل تغيير سمات شخصيتنا عندما نكون أطفالاً، أو في سن المراهقة فإنه من الممكن أيضاً أن نحصل على نتائج إيجابية عندما نصبح كبارًا.
التغييرات الطفيفة في شخصيتك تجلب لك السعادة
حتى لو كنت تفكر في عمرك، وفي أنه يستحيل عليك التغيير، فمن المستحسن أن تفكر مرتين قبل أن تتبنى هذا الاعتقاد الخاطئ بشكل نهائي.
ربما لن تكون التغييرات مدهشة وملموسة على النحو الذي تريده، ولكن سيكون هناك تغييرات، ويمكنك أن تكون على يقين من ذلك. هذه التحولات الخفيفة في شخصيتك يمكن أن تحقق لك سعادة أعمق، وتساعدك على أن تكون شخصًا أفضل.
كن كالنهر الجاري
لا حاجة لك لأن تعاني من اضطرابٍ قوي في شخصيك لكي تستعين بطبيب نفساني، وتبدأ في تتغير مواقفك تجاه ما يحيط بك.
التغييرات في جوهرها إيجابية وضرورية، لأننا لا يمكن أن نبقى طوال حياتنا كلها في نفس الموقف، تذكّر الجملة التي تقول: “كن كالنهر الجاري ولا تظل راكداً”، ثم طبق هذه المقولة في الحياة اليومية.
هل كانت لك نفس الشخصية وأنت في الثانية، أو الخامسة، أو العاشرة من عمرك؟ بصرف النظر عن القامة والوزن أو الخبرة.
وعن الدراسات أو قصص النجاح إن ما كان يعجبك عندما كنت صغيراًهو بالتأكيد ليس نفس ما تريده اليوم. فلماذا التشبث بفكرة أن الشخصية لا تتحول؟
هل يمكنني تغيير شخصيتي
لِم لا تسأل نفسك “هل يمكنني تغيير شخصيتي؟”، لعل طريقة تصرفك تُخرب، من حيث لا تدري، علاقتك مع الآخرين، أو حتى مع نفسك.
الخطوة الأولى في هذه العملية هي الرغبة في أن تحسن ذاتك، ولعلها تحققت! بعدها تبدأ المرحلة التي تطلب فيها المساعدة، والتي تتبع فيها النصائح التي لا تحبها، والتي مع ذلك هي نصائح قد تدفعك إلى الأمام، وتجعلك تتلمس التغييرات.
معظم الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في نفس الوضع الذي أنت فيه يتمنون تغيير سمة محددة من شخصيتهم. الأخصائيون بالطبع لا ينصحونك بأن تصبح شخصاً مناقضاً تماماً لِما كنت أنت عليه من قبل، ولكن ينصحونك بتحسين الجوانب التي ليست إيجابية فيك حقًا.
ربما أحباؤك لاحظوا أنك أناني، أو أنك مشتّت الأفكار وغير مبالٍ، أو أنك لا تتخذ القرارات الصائبة، أو أنك تأخّرك في الالتزام بالمواعيد قد زاد عن حده في هذه الحالات يمكنك أن تحقق الكثير من التغييرات!
الخطوة الأولى لتغيير شخصيتك
كل التغييرات التي تريد أن تُدخلها على شخصيتك تستغرق وقتاً وجهداً.
اعلم أن هذه التغييرات لن تسقط من السماء،فلن تستيقظ في صباح أحد الأيام لتكتشف أنك صرت شخصا مختلفاً لا بد وأن تمر من خلال طريق صعب مع العديد من التحديات التي عليك تجاوزها، ومن المواقف التي سوف تضعك على المحك.
التحوّل والتجاوز والسموّ
كن صبوراً، واتكئ على الذين تحبهم، كن مواضباً، وثق على الخصوص في قدراتك.
وهذا أمر أساسي في عملية يمكن أن تكون معقدة جدا، ويمكن أن تبكيك وتهيجك وتغيضك وتخيب أملك ولكن إذا حدث هذا فاعلم أنك قد بدأت بالفعل السير في مسار التحول، والتجاوز والسمو.
+ There are no comments
Add yours