آسيا اليوم ووكالات
على مدى الأشهر الماضية، ارتبط اسم مدينة “بني براك”، وسط إسرائيل، بالارتفاع الحاد للإصابات بفيروس كورونا؛ وهي تعود إلى الواجهة الآن بأعداد الرافضين، لتلقي لقاح الفيروس.
وتُشير معطيات بلدية بني براك، التي اطلعت عليها وكالة الأناضول، إلى إصابة 46163 من سكان المدينة، ذات الأغلبية من السكان الملتزمين بالتعاليم الدينية اليهودية، بالفيروس منذ بدء الجائحة أوائل العام الماضي.
ووفقا لهذه المعطيات، فإن واحد من بين كل 5 أشخاص من سكان هذه المدينة، البالغ عددهم 210 آلاف، قد أصيبوا بالفيروس.
وشهدت المدينة في الأشهر الماضية، العديد من الاحتجاجات على القيود التي فرضتها الحكومة، في محاولة للحد من انتشار الفيروس.
وقال بتسلئيل بودولاك، أحد أطباء الخدمات الصحية في المدينة، لوكالة الأناضول “انتشار فيروس كورونا يعتمد أساسا على الكثافة السكانية وبني براك مدينة متدينة مكتظة جدا بالسكان، وهي، أعتقد، أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في إسرائيل، فيكفي أن تنزل إلى الشارع وترى عدد السكان فيه، مقارنة مع المدن الأخرى في إسرائيل”.
وأضاف “لذا فإنه لدينا إصابات أكثر، وأيضا عدد أكبر بالإصابات الصعبة أيضا”؛ ولكنّ الحكومة الإسرائيلية، التي تحاول ترويج لقاح كورونا على أنه السبيل للحد من الارتفاع الكبير بالإصابات، تواجه أيضا صعوبات في اقناع سكان المدينة المدينين بتلقي اللقاح.
ففي حين تشير معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن أكثر من 4 ملايين إسرائيلي تلقوا الجرعة الأولى من لقاح كورونا (من إنتاج شركة فايزر)، و2.7 مليون تلقوا الجرعة الثانية، فإن المعطيات تشير إلى الانخفاض الملحوظ في أعداد متلقي اللقاح في بني براك.
واستنادا إلى معطيات بلدية بني براك، التي اطلعت عليها الأناضول، فإنه في حين أن 60% من مواطني إسرائيل فوق سن 16 عاما، تلقوا اللقاح، فإنه فقط 37% من سكان بني براك فوق سن 16 عاما قد حصلوا عليه.
وقال الطبيب بودولاك “إحدى التحديات المهمة في بني براك، هي إقناع الناس بتلقي اللقاح ووقف انتشار الفيروس”.
وأضاف “مدينة بني براك للمتدينين، وهم أقل تواصلا مع وسائل الإعلام، فمعظمهم لا يستمع إلى المذياع وغالبيتهم ليس لديهم أجهزة تصفح إلكترونية في منازلهم، ومعظمهم غير مرتبط بالإنترنت، ونحن نحاول القيام ببعض الأمور من أجل إصلاح هذا ونحن ننجح إلى حد ما”.
وفي الأيام الأخيرة، حاولت بلدية بني براك، تشجيع السكان على تلقي اللقاح، من خلال تقديم وجبات الطعام بما فيها شرائح البيتزا لمن يوافقون على تلقي اللقاح.
وقال بودولاك “عملية التطعيم بدأت ببطء في بني براك، مقارنة مع المدن الأخرى في إسرائيل، فهناك عدد كبير من كبار السن الذين يرغبون بتلقي التطعيم، ولكن عندما يتعلق بالمجموعات الشبابية فإننا نواجه مقاومة جدية”.
وأضاف “هناك مجموعات لا تؤمن باللقاح، ولكن أيضا هناك جزء كبير من السكان الذين يحبذون الانتظار ورؤية كيفية سير الأمور، وهؤلاء يحتاجون الى نوع من التشجيع ولذا فإننا بدأنا ببذل قصار جهودنا لتشجيعهم”.
وتابع” البلدية تساعدنا من خلال توفير المواصلات للناس وأيضا تقديم بعض المحفزات مثل شرائح البيتزا، وقد أثبت هذا الأمر نفسه، من خلال ارتفاع أعداد من يتلقون اللقاح”.
وأشار إلى أن أسباب عدم تلقي اللقاح “تتفاوت ما بين الجهل والخشية من المجهول، والإشاعات غير الصحيحة عن الآثار الجانبية للقاح”.
وقال الطبيب بودولاك “نصل الى نتيجة مفادها أن اللقاح ضرورة، وأمر واقع وإنه سيحصل”.
ويشكل المتدينون نحو 10% من عدد السكان اليهود في إسرائيل.
+ There are no comments
Add yours