بعد 7 سنوات.. حصاد ثورة سورية تحولت إلى فوضى

1 min read

أبوبكر أبوالمجد

سبع سنوات مضت على الثورة السورية.. اختلطت كل الأوراق.. مواقف كثير من الدول والساسة خاصة في عالمنا العربي.. حتى العربية السعودية التي قادت يومًا مسيرة الكراهية ضد النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد باتت اليوم مستعدة لاستقباله في جامعة الدول العربية، وتلاقت الرغبة السعودية حينها مع دول غربية رأت في الإطاحة بالنظام السوري مصلحة كبيرة للكيان الصهيوني.

الولايات المتحدة التي كانت تفكر في الانسحاب في العراق تحت مطالب وشعارات رفعها الرئيس دونالد ترامب دخلت إلى أتون المعركة بجانب روسيا وإيران وتركيا ثم ها هي تفكر في الانسحاب بعد خلافاتها مع تركيا بسبب دعمها للأكراد في سوريا، لتحل ربما فرنسا بدلًا منها وتمتص هي غضبات تركيا.

البداية

بدأت الثورة السورية ككل الثورات العربية عبر السوشيال ميديا، ثم تظاهرات وتغطيات إعلامية لعبت فيها الجزيرة بجانب العربية هذه المرة دورًا بارزًا في شحنها نظرًا لحالة التقارب في وجهات النظر بين السلطتين القطرية والسعودية وقتئذ، حيث كان الأسد هو المطلوب الأول.

بدأ النظام السوري في تقديم بعض التنازلات وبتاريخ 24 مارس 2011 تم إلغاء العمل بقانون الطوارئ، ووقف الرقابة على وسائل الإعلام وتشكيل لجان خاصة للتواصل مع المناطق والقرى التي شهدت تظاهرات واحتجاجات للوقوف على متطلباتهم والعمل على تلبيتها.

لكن التظاهرات استمرت ثم تداخلت بها عمليات تخريب واعتداء على الممتلكات ثم حمل السلاح والاعتداء على قوى الأمن السورية ردًا على الاعتقالات والتعذيب الذي تعرض له من تم إلقاء القبض عليهم من الثوار.

تلاقي المصالح

تلاقت مصالح كثير من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية مع الرغبة السعودية آنذاك في الإطاحة بالنظام السوري، ورأت في ذلك مصلحة كبرى للكيان الصهيوني بقطع جسر الإمداد الواصل بين حزب الله الإرهابي وإيران.

الانشقاقات والفوضى

وقعت بالفعل انشقاقات داخل النظام السوري وكاد يسقط لولا التدخل الروسي والإيراني الكبير. وصلت الانشقاقات أعلى مستوياتها حيث انشق رئيس الحكومة الأسبق رياض حجاب وتوجه للسعودية.

لكن هذه الانشقاقات لم تنجح في دعم الثورة بقدر ما دعمت الفوضى الخلاقة التي نبأت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس.. فما بين الثورة والفوضى حاجز ضئيل وفارق بسيط ربما بتنا نراه الآن أكثر من أي وقت مضى بعدما رأينا الخراب والدمار والنار والنزوح والجوع يعم سوريا ويطارد السوريين في الداخل والخارج.

فلقد تقطع أمر الثوار بينهم زبرا وأصبحت كل فرقة وجماعة فرحة بما لديها، حتى ولد أبوبكر البغدادي ليعلن نفسه خليفة للمسلمين.

إحصائيات الحرب

تراوح عدد الضحايا لهذه الحرب الأهلية السورية بحسب أدنى الإحصائيات بين 300 ألف إلى 350 ألف قتيل في مختلف المحافظات السورية، وان ما يقارب 12000 شخص سقطوا منذ مطلع العام الحالي 2018 فقط حتى الآن.

قدر عدد المقاتلين الأجانب في سوريا بحوالي 90 ألف مقاتل ينتمون لأكثر من 93 جنسية أبرزها (السعودية – تركيا – الشيشان – تونس – ليبيا – العراق – لبنان – تركمنستان – مصر – الأردن)، ووصل عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوربية وأمريكية إلى 21500، عاد منهم 8500 مقاتل إلى بلدانهم، وبلغ عدد الفصائل المسلحة المقاتلة في سوريا 800 فصيلًا.

والآن بعد الدعم الروسي والإيراني الكبيرين للنظام استعاد جيش الأسد سيطرته مع حلفائه في حزب الله الكثير من المناطق في أرياف دمشق ودير الزور ومدينة حلب وثلث ريف إدلب، حتى بات يسيطر على حوالي 85%.

أشهر الفصائل ومواقعهم

في ريف درعا جنوب سوريا تنتشر جبهة النصرة وعناصر لواء الفرقان، وفي مدينة إدلب وأريافها الشمالية والجنوبية يسيطر عدد من الفصائل المسلحة أبرزها "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام" و"الحزب التركستاني" و"فتح الشام" و"جند الأقصى".

وفي حماه يسيطر "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"جيش المجاهدين" و"لواء الإسلام" على الريف الشمالي والجنوبي.

أما في حلب فما يزال الريف الغربي وبعض أجزاء الريف الجنوبي تحت سيطرة الفصائل ومنها (حركة نور الدين الزنكي، هيئة تحرير الشام، الحزب التركستاني، وجيش السنة).

وفي ريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية العراقية ما تزال بعض جيوب داعش متواجدة، في حين تتركز الميليشيات الكردية بمناطق شرق الفرات بريف دير الزور بحماية أمريكية.

وفي الحسكة لايزال بعض أجزاء ريف المحافظة تحت سيطرة داعش والميليشيات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.

أما قوات سوريا الديمقراطية أو ما يسمى "وحدات الحماية الكردية" باتت القوة ذات النفوذ الثاني في سوريا من حيث سيطرتها على مساحات جغرافية، إذ تفرض سيطرتها على نحو 42 ألف كلم مربع من مساحة الأراضي السورية بنسبة نحو 22.8% بعد أن تمكنت خلال الأشهر الفائتة، من تحقيق تقدم كبير بدعم أمريكي جوي، وتمتد مناطق سيطرتها من الحدود السورية العراقية إلى ريف منبج الغربي مروراً بالرقة وأجزاء من محافظة دير الزور، إضافة لسيطرتها على أحياء في مدينة حلب وريف حلب الشمالي الشرقي.

اللاجئون

تجاوز عدد اللاجئين السوريين إلى مناطق خارج سوريا، 5 ملايين شخص، وتجاوز عدد هؤلاء اللاجئين الهاربين من المناطق التي يسيطر عليها التنظيمات المسلحة إلى مناطق سيطرة الدولة السورية 8 ملايين شخص، في حين وصل عدد المنازل المدمرة بفعل الحرب الأهلية إلى 3.5 مليون منزل.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours