الرئاسة الفلسطينية تجدد استعدادها للتعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصناعة السلام.
أكدت الرئاسة الفلسطينية، مساء الأربعاء، تمسكها بخيار الدولتين والقانون الدولي بما يضمن “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”، فيما اتهمت حركة حماس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”الانحياز” لإسرائيل.
يأتي ذلك بعد نحو ساعة من تصريحات لترامب، بمؤتمر صحافي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بواشنطن، أعرب فيها عن عدم ممانعته لأي حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، سواء أكان بوجود “دولة واحدة أو دولتين”، مخالفًا بذلك إحدى ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بالدعوة لحل الدولتين.
وأضاف ترامب “على إسرائيل أن تبدي مرونة أكبر في التفاوض مع الفلسطينيين، وتوقف بناء المستوطنات مؤقتًا كي يمكن التوصل إلى السلام”.
وفي هذا الصدد، طالبت الرئاسة الفلسطينية، نتنياهو، بالاستجابة لطلب الرئيس الأمريكي والمجتمع الدولي بوقف النشاطات الاستيطانية كافة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وقالت إنها مستعدة “لاستئناف عملية سلام ذات مصداقية بعيدًا عن الإملاءات وفرض الحقائق على الأرض، وحل قضايا الوضع النهائي كافة دون استثناءات، استنادًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002”.
وتنص “مبادرة السلام العربية” على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات.
وجددت الرئاسة الفلسطينية، استعدادها لـ”التعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصناعة السلام”.
واتهمت الرئاسة الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية بـ”العمل على تدمير خيار الدولتين من خلال استمرار الاستيطان وفرض الوقائع على الأرض”، مشيرة إلى أن ذلك “سيؤدي إلى مزيد من التطرف وعدم الاستقرار”.
من جانبها، اتهمت حركة حماس الإدارة الأمريكية الجديدة بـ”الانحياز لإسرائيل والتنكر لحقوق الفلسطينيين”.
وقال حازم قاسم المتحدث باسم الحركة في بيان، إن “تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن رؤيته لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ترجمة لتصاعد الانحياز لإسرائيل”.
وأضاف أن “الإدارة الأمريكية وفرت غطاء للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه”.
وتابع “تراجع واشنطن عن مواقفها السابقة والضعيفة هو دليل على التنكر لحقوق الفلسطينيين والانحياز الواضح للاحتلال”.
ودعا قاسم السلطة الفلسطينية للتخلي عما وصفه بـ”وهم الحل عن طريق المفاوضات، وفكرة أن الولايات المتحدة وسيط للسلام”.
وفي السياق ذاته، أكدت باريس تمسكها بمبدأ حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فرانسوا ديلاتر في مؤتمر صحافي بنيويورك، يوم الأربعاء: “التزام فرنسا بمبدأ حل الدولتين الآن أقوى من أي وقت مضى”.
وجاءت تصريحات السفير الفرنسي ردًا على ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال السفير الفرنسي: “متمسكون بحل الدولتين، وسبق التأكيد في مؤتمر باريس الذي عقد 15 يناير/ كانون الثاني الماضي على التزام المجتمع الدولي بذلك، وتقديم حزمة من الحوافز الإيجابية للطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) من أجل تشجيعهما على السير في هذا الطريق”.
في المقابل، اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، اعتراف الفلسطينيين بـ”يهودية” إسرائيل، واستمرار سيطرة الأخيرة على منطقة “الأغوار” على الحدود مع الأردن، للمضي قدمًا في عملية السلام.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إن “نتنياهو أوضح خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن على الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة القومية للشعب اليهودي، وأن تستمر إسرائيل بسيطرتها على الأراضي التي تقع غرب نهر الأردن (الأغوار)، للمضي قدمًا في عملية السلام”.
+ There are no comments
Add yours