أبوبكر أبوالمجد
الهلال الشيعي.. ليست أسطورة، ولا وهم يعيشه السنة، بل اتضح تماما احتضان إيران لهذا المشروع الجهنمي الذي يستهدف دماء المسلمين خاصة العرب.
ولأننا لا ننسى، فقد سبق واعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، في السابع من مايو 2015 بأن تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة، وذكر ذلك محطة “برس تي في” الإخبارية الإيرانية.
وفي قلب هذا المشروع الشيطاني أقدس الأقداس.. مكة المكرمة.. التي قرر المتمردون اليمنيون وآخرون ممكن سنكشف عنهم فيما بعد وبرعاية طهران استهدافها من الأراضي اليمنية.
غضب إسلامي
دان الأزهر الشريف، إطلاق الميليشيات الحوثية المتمردة صاروخاً باليستياً تجاه مكة، مؤكدا أنه “إجرام خبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان”.
وأكد الأزهر أنه “والمسلمين من خلفه، يعلنون رفضهم لهذا التجاوز الخطير الذي استهدف قلب المسلمين وقبلتهم في صلاتهم وأول بيت وضعه الله للناس”.
كذلك دان الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، إطلاق صاروخ من قبل الميليشيات الحوثية تجاه مكة المكرمة.
وشدد في بيان، على أن ما قامت به ميليشيات الحوثيين هو “ضرب من الجنون واعتداء فاجر على حرمة مكة المكرمة التي بها بيت الله الحرام”.
كذلك أعربت مصر عن إدانتها الشديدة لهذا الاستهداف، واصفة إياه بأنه تجاوز غير مقبول.
وجاء في بيان للخارجية المصرية، أن “هذا العمل يمثل تطوراً خطيراً، وسابقة غير مقبولة، واستخفافاً لا يمكن السكوت عنه بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم”.
كما أكد البيان على “تضامن مصر الكامل مع المملكة العربية السعودية تجاه هذا الاعتداء السافر، وعلى موقفها الثابت الداعم للحكومة الشرعية في اليمن، وللجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل لتسوية سلمية شاملة للأزمة اليمنية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني وسائر القرارات الدولية ذات الصلة”.
ومن جانبه ندد مجلس التعاون الخليجي بإطلاق ميليشيات الحوثي صاروخاً باتجاه مكة المكرمة.
واعتبر المجلس أن “اعتداء الحوثيين الغاشم استفزاز لمشاعر المسلمين، وأنه دليل على رفضهم الانصياع للمجتمع الدولي وقراراته”.
بينما قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن “جماعة الحوثي وصالح المدعومة من إيران لم تراع إلاً ولا ذِمّة باستهدافها البلد الحرام مهبط الإسلام وقِبلة المسلمين حول العالم”.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، إن إيران تدعم ميليشيات تستهدف مكة المكرمة بالصواريخ، معتبراً أن “نظام إيران يدعي الإسلام ويدعم إطلاق الصواريخ على مكة”.
وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، إن إطلاق صاروخ باتجاه مكة المكرمة، يعد اعتداءً سافراً على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
وقالت هيئة كبار العلماء إن “التعرض للحرمين عظيمة وبرهان جديد على هدف إيران من زرع جماعة الحوثي في اليمن”، فيما بيّن موقع اليمن الآن أن “المخلوع يأبي ان يختم تاريخه الأسود إلا ان يكون قرين أبرهة في استهداف مكة بصواريخه”.
وبدورها، أعربت دولة الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين “لإطلاق جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح صاروخا باليستيا باتجاه مكة المكرمة”.
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في بيان أن “استهداف قبلة المسلمين يعد استفزازا لمشاعرهم وتجاهلا لحرمة هذه البقعة المباركة واستخفافا بالمقدسات الإسلامية”، حسب ما جاء على وكالة الأنباء الكويتية.
واعتبر وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، أن “التصعيد الذي مارسه الانقلابيون وآخرها ضرب الصواريخ على مكة المكرمة يكشف أن الميليشيات مجرد أداة في يد إيران، وأنها أداة لتدمير اليمن وأشقائه”.
ودانت حركة “النهضة” التونسية في بيان موقع من رئيسها راشد الغنوشي، استهداف جماعة الحوثي لمكة المكرمة بواسطة صاروخ، مؤكدة أن الاستهداف “يمثل استخفافاً بالمقدسات الإسلامية وانتهاكاً لحرمتها”.
وتابع البيان بأن النهضة “تعتبر استهداف مكة المكرمة تصعيداً خطيراً واستفزازاً لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين عبر العالم وتدعو إلى الكف عنه”.
كما دانت المملكة المغربية بقوة، إقدام ميليشيات الحوثي، على إطلاق صاروخ باليستي، في اتجاه مكة المكرمة.
ووصفت الخارجية المغربية في بيان، إطلاق الصاروخ بـ”العمل الإجرامي المنبوذ الذي لا يمكن السكوت عنه، لما يحمله من انتهاك للحرمات المقدسة الإسلامية واستهتار بمشاعر ملايين المسلمين عبر العالم، ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية”.
وجددت الرباط تضامنها المطلق مع الرياض، في مواجهة كل ما من شأنه أن يمس سيادتها وطمأنينتها، معبرة عن استعدادها التام لمساندة الحكومة السعودية في رد أي سوء عن الحرم المكي الشريف”.
وفي سياق متصل ندد مفتى عام القارة الأسترالية والمفكر الإسلامي الدكتور إبراھيم أبو محمد، بجريمة استهداف الحوثيين لمنطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي أطلق من الأراضي اليمنية.
وعد ذلك جريمة تعبر عن جنون طائفي وتعصب أعمى تستهدف مشاعر كل المسلمين في جميع بقاع الأرض.
وقال المفتي في تصريح: «إن مكة ليست مجرد مدينة، مكة عاصمة قلوب كل المؤمنين، إليھا تھوى أفئدتهم، وفيھا تطمئن نفوسھم وحمايتھا من أقدس دعائم الإيمان، فكفوا عن العبث بمقدسات المسلمين واستفزاز أكثر من المليار ونصف المليار مسلم وثقوا أن أيديكم ستقطع قبل أن يجرح في بلد الله الحرام قلامة ظفر لمسلم».
ولفت أبومحمد، إلى أن حماية البلد الحرام ليست فقط مسؤولية المملكة فحسب، بل كل المسلمين في جميع أقطار العالم سيكونون مع المملكة وخلفها في الدفاع عن بلد الله الحرام.
الأذرع الشيعية المتورطة
أفادت مصادر يمنية، بأن عناصر من حزب الله الإرهابي متورطة مع جماعة الحوثي في إطلاق الصاروخ الباليستي على مكة المكرمة.
وقالت تلك المصادر إن النظام الإيراني بمساعدة حزب الله أقاما مراكز للتدريب وتصنيع المتفجرات والصواريخ في صعدة، وفق صحيفة عكاظ السعودية.
وأوضحت المصادر القبلية أن ميليشيات الحوثي تمتلك صواريخ من نوعية «زلزال» و«راد»، فضلا عن الصواريخ الباليستية والألغام.
وأشارت المصادر إلى أن مراكز التدريب والورش التي يديرها إيرانيون و«حزب الله» توجد في بلدة كدبة في منطقة بني غربان بصعدة.
وكان المغرد المعروف باسم «منشق عن حزب الله» اتهم في تغريدة له على موقع التدوين المصغر «تويتر» أمس ميليشيا «حزب الله» بإطلاق الصاروخ الباليستي على مكة المكرمة.
وأضاف أن الحزب هو من يدرب الحوثي على الإرهاب والإجرام، متسائلا: ألم يحن بعد ضرب «حزب الله» في عقر داره؟
بالمقابل، التزم «حزب الله» ودوائره الإعلامية والسياسية في لبنان الصمت تجاه هذه التغريدة، فلم تقم بنفيها أو تأكيدها.
يذكر أن المغرد «منشق عن حزب الله» يعد من أكثر المصادر المطلعة على ما يدور في أروقة القرار في الحزب، إذ تتداول بعض الأوساط أنه شقيق لأحد كبار المسؤولين في الحزب، فيما قال البعض إنه قيادي سابق في الحزب وغادر لبنان.
+ There are no comments
Add yours