قال مسؤولون محليون باكستانيون، السبت، إن أكثر من 300 انفصالي، بينهم 17 قياديا، سلموا أنفسهم لقوات الأمن في إقليم "بلوشستان" جنوب غربي البلاد، وذلك تمشيًا مع جهود الحكومة لتحقيق مصالحة سياسية في الإقليم، حسب إعلام محلي.
وخلال احتفال أقيم اليوم بمجلس الدولة في مدينة "كويتا" عاصمة الإقليم، قام هؤلاء الانفصاليون بتسليم أسلحتهم لقوات الأمن.
وخاطبهم، رئيس وزراء حكومة بلوشستان، نواب ثناء الله خان زهري، قائلا لهم: " نرحب بكم جميعاً"، حسب صحيفة "داون نيوز" المحلية.
وأضاف أن "قلب بلادنا كبير جدا حيث يتسع للجميع، حتى أولئك الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، ثم رجعوا عن تلك الأفعال".
وتابع: "حان دوركم الآن لتكافحوا من أجل استقرار البلاد وتقدمها".
واعتبر محللون عدد المسلحين الذين تخلوا عن أسلحتهم اليوم، قياسيا وغير مسبوق، لاسيما أن من بينهم 17 من القادة، وأفراد من عدة جماعات مسلحة محظورة مثل "جيش تحرير بلوشستان"، و"جبهة تحرير بلوشستان"، و"جيش الجمهوري البلوشي".
وحتى الآن استسلم ما يقرب من ألفي شخص يشتبه في أنهم انفصاليون خلال العامين الماضيين، حسب وسائل إعلام محلية.
ومنذ أكثر من عقد، يشهد إقليم بلوشستان، الواقع جنوب غربي باكستان، هجمات يشنها انفصاليون من القومية البلوشية، على قوات الأمن، كما تندلع فيها من حين لآخر اشتباكات طائفية وعرقية، فيما تسعى الحكومة لإقرار مصالحة بالإقليم.
ويطالب مسلحو "البلوش" منذ سنوات باستقلال إقليم بلوشستان، الغني بالذهب والغاز الطبيعي، والذي يشكل 44% من مساحة باكستان، وقد تبنوا العديد من الهجمات التي وقعت في الإقليم.
وتسعى السلطات الأفغانية إلى إرسال الأمن في إقليم "بلوشستان" وتحقيق مصالحة سياسية فيه؛ خاصة أن الإقليم يتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة تنبثق من موقعه الاستراتيجي كممر تجاري هام.
وفي 13 نوفمبر/تشرين ثان 2016، دشنت كل من باكستان والصين الماضي الممر الاقتصادي في "بلوشستان"، وانطلقت منه أول سفينة تجارية صينية من ميناء "غوادر" باتجاه بحر العرب.
وتعهدت الصين بتخصيص 54 مليار دولار لاستثمارات مشروعات على طول الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني في إطار خطة "الحزام والطريق" الطموحة، التي تربط الصين بالشرق الأوسط وأوروبا.
+ There are no comments
Add yours