باحث في شؤون إيران: التهديد الإيراني ضمانة الحفاظ على المكتسبات الاقتصادية الخليجية

1 min read

— ضم البرنامج الصاروخي للبرنامج النووي الإيراني سيكون شرط بايدن على مائدة المفاوضات

— الفرقة وغياب المشروع السني وراء التمدد الشيعي الإيراني في الدول العربية

حوار: أبوبكر أبوالمجد

رغم أن البعض يتحدث عن مفاجآت يختزنها الرئيس الأمريكي التي تنتهي ولايته في الـ20 من يناير المقبل، دونالد ترامب، ربما تعيده ثانية للبيت الأبيض، إلا أن الأرجح هو تولي جو بايدن الفائز في الانتخابات الرئاسية تولي مهام منصبه وممارسة دوره كرئيس للإدارة الأمريكية.

رئاسة بايدن بكل الوجوه لن تكون كنظيرتها في عهد ترامب من غير شك، ولذا اخترنا أن نحاور ضيفنا الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، وأستاذ اللغة الفارسية بجامعة كفر الشيخ، د. مسعود إبراهيم حسن، حول رؤيته لما يمكن أن يتخذه الرئيس الجديد من قرارات فيما يخص إيران.

— هل يهب نجاح جو بايدن قبلة الحياة لإيران؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نتذكر كيف أن دونالد ترامب انسحب من الاتفاق مع إيران؛ بل ومن العديد من الاتفاقيات الدولية كاتفاقية المناخ، بشكل أحادي، وهذا يضع مسؤولية أخلاقية على بايدن، بحكم أن الولايات المتحدة ليست بالدولة الصغيرة كي تتخلى عن مسؤولياتها وتعهداتها بهذه البساطة والخفة التي مارسها الرئيس الأمريكي الجمهوري ترامب.

وبما أن جو بايدن كان نائبًا للرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، أثناء توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وكان بحكم منصبه أحد المشاركين في وضع بنوده، فمما لا شك فيه أنه سيعود إلى طاولة المفاوضات، خاصة وأنه يؤمن أن الانسحاب الأحادي، وتطبيق العقوبات لن يكون هو الطريق الأنجع في التعامل مع إيران.

هذه الرغبة في العودة للتفاوض مع إيران قد يمنحها المزيد من القدرة على المناورة وتحقيق مكاسب ما، ومن ثم يهبها مجددًا قبلة الحياة، بعد معاناتها الشديدة من العقوبات التي فرضتها أمريكا-ترامب، على غير كل الفترات الماضية التي عوقبت فيها.

— ولماذا أثر العقوبات هذه المرة كان شديدًا عليها؟

لأن إدارة ترامب، كانت منتبهة هذه المرة لكل الأساليب التي طالما انتهجتها إيران للتحايل على العقوبات، ففرضت عقوبات على الكثير من الأشخاص الموالين للنظام الإيراني في العراق ولبنان وحتى اليمن، والتي كانت تستخدم أرصدتهم لنقل الأموال إلى أذرعها ومليشياتها حول العالم وخاصة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

إضافة لفرض عقوبات على الحكومة العراقية والشركات الأوروبية التي كانت تهرب النفط الإيراني عن طريق أفغانستان.

— وما هو الموقف الإيراني الآن مما يجري في الولايات المتحدة؟

إيران تراقب بحذر ما يجري في الولايات المتحدة، وستظل على حذرها هذا حتى يتسلم جو بايدن السلطة رسميًا، كونه خليفة أوباما في سياسته الخارجية، والمنتظر أن يعيد طاولة التفاوض كبديل في التعامل مع إيران عن العقوبات.

— وهل سيبادر بايدن بالفعل بإسقاط العقوبات على إيران؟

الولايات المتحدة ليست الدولة التي تتغير سياساتها بمجرد تغير الأشخاص، ومن ثم حتى لو كان بايدن سيمنح إيران فرصة لالتقاط الأنفاس؛ لكن هذا لا يعني أنه سيرفع كل العقوبات عنها، خاصة وأن إيران استمرت في خرقها لبنود الاتفاق؛ لكن في المقابل بايدن لديه قناعة أن الاتفاقات تقيد الأطراف، وأن السبيل الوحيد لمحاسبة وضبط تصرفات إيران فيما يخص تطوير سلاحها النووي، هو الاتفاقيات، حتى تكون العقوبات وربما الحرب إن لزم الأمر مبررة قانونيًا.

— وما الذي يدفع “بايدن” ليعيد أمريكا إلى الاتفاق النووي مع إيران؟

جو بايدن، لديه قناعة أن الاتفاقات تقيد الأطراف، وهي الضامنة للسيطرة على التصرفات الإيرانية، والعقاب إن لزم الأمر.

وأنه على الرغم من ذلك، لن يكون من السهل على بايدن الردة على قرارات وعقوبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأن بايدن حتى لو قرر العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران، والاتفاق النووي السابق؛ غير أن ثمة شرط ضروري لا بد أن يضاف لبنود الاتفاق، وهو ضم البرنامج الصاروخي الإيراني إلى برنامجها النووي، كي يؤدي خدمة ضرورية لدولة الاحتلال الإسرائيلية.

— وهل ستقبل إيران بهذا الشرط؟

بكل تأكيد إيران لن تقبل بأي حال هذا الشرط، حيث ترى أن برنامجها الصاروخي خط أحمر، لكونها تتحصن به كما تزعم دائمًا في مواجهة إسرائيل، وهذا على غير ما يحدث في الواقع، حيث لم تقذف إيران صواريخها سوى على السعودية، ولم تدمر بها غير الدول العربية!

— وماذا عن موقف الولايات المتحدة من التمدد الإيراني والقلق الخليجي؟

إيران لن تتخلى عن مشروعها التوسعي ونشر التشيع في العالم العربي.

والفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، سيسعى للمحافظة على النفوذ الأمريكي في منطقة الخليج، ومراقبة إيران لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ لكنه سيسمح في الوقت نفسه بحرية التحرك الإيراني في الأراضي العربية بهدف صناعة المزيد من القلق في الداخل العربي لحساب أسرائيل.

وهذا الحرص من بايدن على التواجد في منطقة الخليج العربي سيحفظ لأمريكا المكاسب الاقتصادية التي تحققت في عهد دونالد ترامب، وبقاء التهديد الإيراني للأمن العربي والخليجي هو ضمانة ذلك، ومن ثم سيعطي بايدن لإيران مساحة للمناورة واللعب في الداخل العربي لأجل بقاء الفزع العربي في الخليج، ومن ثم الاستمرار في شراء السلاح ودفع فاتورة الدفاع الأمريكي عنه.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours