أبوبكر أبوالمجد
تداولت العديد من الصحف والقنوات المحلية والعالمية خبر استهداف الفرقاطة كنارك التابعة لبحرية الجيش الإيراني، وهي التي تم استهدافها بنيران صديقة بصاروخ من طراز كروز.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن الصاروخ المذكور تم إطلاقه من على متن المدمرة جماران التابعة للجيش أيضًا، وتشير التقارير الإيرانية بأن هذا الحدث حصل بالخطاء خلال مناورات مشتركة مابين الجيش والحرس الثوري الإيرانيين في بحر العرب، ما أدى إلى مقتل حوالي 19 عسكريًا وجرح حوالي 11 شخصًا آخر، وأفادت المصادر بأن حالة العديد منهم حرجة.
يذكر بأن هنالك أنباء عن فقدان عدد آخر كانوا على متن البارجة.
لكن الخبير في الشؤون الإيرانية وجدان عبدالرحمن، قال أنه غير خاف عن أحد بأنه لا يمكن الوثوق بالأخبار التي تنشرها الصحافة الإيرانية لأنها في كثير من الأحيان ملفقة وغير واقعيةـ سيما التفاصيل المارة أعلاه، حيث تشير بعض المصادر شبه الموثوقة بأن الاستهداف الذي حصل للفرقاطة كنارك، كان متعمدًا وليس من باب الخطاء، وذلك من خلال زورق تندر تابع للحرس الثوري الإيراني مستخدمة صاروخ نور أو نصر، مما ينفي الرواية الرسمية بهذا الصدد.
ويرى عبدالرحمن، أن المقصود من هذا الاستهداف الحصول على عدة مكتسبات لصالح الحرس الثوري, فمن المعروف أن ثمة خلاف كبير ما بين الجيش والحرس الثوري الإيراني، تعاظم بعد الإخفاقات التي تعرض لها الحرس، بداية بمشاركته في قمع المظاهرات الشعبية داخليًا وفقدان أحد كبار قادته في الخارج (قاسم سليماني) وأخيرًا وليس آخرًا إسقاط الطائرة الأوكرانية؛ بينما على العكس من ذلك ظهر الجيش في عدة حوادث سيما السيول والزلازل التي استهدفت البلاد بمظهر المساند للشعب والذاب عن حماه، وبالتالي أظهر نفسه على أنه ما زال صاحب قوة وقدرة في إيران وهذا ما لا يريده الحرس الثوري.
وأضاف الخبير في الشؤون الإيرانية، من هنا كانت المناورة الأخيرة فرصة للحرس الثوري لإيجاد توازن بالفشل إن صح التعبير ولبيان أن الجيش حده لا يعتمد عليه في النزاعات التي قد تحدث في المنطقة.
وأردف عبدالرحمن، لهذا قررت وحدة من الحرس الثوري تحديد هدف تابع للجيش، فوجهه زوارق “تندر” التابعة للحرس الثوري الإيراني بصواريخ من طراز نور أو نصر للفرقاطة كنارك، وبعدها الإيهام على أن الضربة حصلت بالخطأ من قبل المدمرة جماران، وبذلك استطاع الحرس الثوري الإيراني إظهار عدم مقدرة الجيش حماية قواته.
وذكر الخبير في الشؤون الإيرانية، أن المصادر أفادت بأن هذه الخطوة التي قام بها الحرس الثوري لم تأت من فراغ؛ بل حدثت بعد المشاورة والتنسيق مع مجتبى خامنئي، الحليف الرئيسي والطامع بالسلطة بعد موت والده, لهذا يسعي الحرس الثوري الإيراني استغلال الفرصة لتقليل نفوذ الجيش عبر آليات مختلفة سيما الآلية التشريعية خاصة بعدما أصبح البرلمان الإيراني يهيمن عليه اليمين المتشدد وأغلبهم من الحرس وقوات الأمن والباسيج، فأصبحت الفرصة متاحة لعرض هذا المشروع على البرلمان الإيراني.
وكشف وجدان عبدالرحمن، هناك قواعد بحرية تابعة للجيش يريد الحرس الثوري السيطرة عليها وإبعاد الجيش عنها خاصة من مينائي جاسك وجابهار اللذين تسيطر عليهما قوات الجيش حاليًا، ومن المحتمل جدًا أن مسعى الحرس لأخذ هذه القواعد البحرية هي ضمن خطة مستقبلية له لتسلمها للقوات البحرية الروسية ضمن عملية توازن القوى على ضفتي الخليج العربي .
ويؤكد عبدالرحمن، أن الحدث الأخير جاء مدبرًا وضمن حلقة من الصراع الداخلي في إيران، ويعد مجتبى خامنئي الطامع بالسطلة أحد أطرافها الرئيسيين.
+ There are no comments
Add yours