انعقاد منتدى سمرقند لحقوق الإنسان بالفيديو كونفرانس

1 min read

كتب- أبوبكر أبوالمجد

انعقد يوم الأربعاء الماضي، في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان منتدى لحقوق الإنسان تحت عنوان “شباب عام 2020.. التضامن العالمي والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان”.

و قام بتنظيم فعاليات المنتدى المركز القومي لحقوق الإنسان بجمهورية أوزبكستان، ووزارة خارجية جمهورية أوزبكستان، ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية.

وجاء انعقاد المنتدى في إطار تحقيق مبادرتين دوليتين مهمتين تقدم بهما رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف من على منبر الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر عام 2017 وتتلخصتان في تنظيم منتدى سمرقند الدائم المعني بحقوق الإنسان وإعداد اتفاقية الأمم المتحدة الدولية لحقوق الشباب.

وتجدر الإشارة إلى أن المنتدى قد أُدرج في قائمة الفعاليات التي تنظمها منظمة الأمم المتحدة في إطار الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ75 لهذه المنظمة وافتتح في 12 أغسطس الجاري –  اليوم الدولي للشباب.

و أبدى رغبته في المشاركة  في أعمال المنتدى ممثلو المنظمات الدولية و البلدان الخارجية، وهذا  يدل على الاعتراف الدولي الواسع بمبادرتي الرئيس ميرضيائيف، وحيوية المسائل المطروحة فيهما، كما يبرهن هذا على أنهما قد نالتا تأييدًا من قبل الأسرة الدولية.

وتخص هاتان المبادرتان أهم اتجاهين لسياسة قيادة أوزبكستان:

أولاهما حماية حقوق وحريات الإنسان و مصالحه الشرعية واستكمال سياسة الشباب.

ويُتوقع أن يناقش في سير منتدى سمرقند مشروع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الشباب، وهي الوثيقة الجديدة التي تعكس خصائص وسمات حقوق الشباب الواجب الاعتراف بها في العالم المعاصر.

ومما لا شك فيه أن إقرار مثل هذه الوثيقة سيلفت انتباه الدول لمسائل الشباب في العالم كله.

شوكت ميرضيائييف

وبمناسبة افتتاح منتدى سمرقند لحقوق الإنسان “شباب عام 2020: التضامن العالمي، والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان” بعث رئيس جمهورية أوزبكستان بكلمة ترحيب بالمشاركين.

و جاء فيها:

السيدات والسادة الكرام المشاركون في المنتدى..

إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أرحب بكم جميعًا.. السيدات والسادة المشاركين في منتدى سمرقند لحقوق الإنسان، تحت عنوان “شباب عام 2020: التضامن العالمي والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان”، وأن أتقدم بخالص التهنئة إليكم بمناسبة يوم الشباب العالمي.

كما أود التعبير عن الامتنان الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لدعمه مبادرة عقد هذا المنتدى.

وأتقدم بالشكر للمشاركة في جدول أعماله من قِبل ممثلي منظمة الأمم المتحدة، واليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، والمنظمة الدولية للهجرة، والاتحاد البرلماني الدولي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومنظمة شنغهاى للتعاون، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرهم من شركائنا الآخرين.

الأصدقاء الأعزاء..

كما هو معروف، فإن الشباب الذي يتطلع إلى المستقبل، يمثل مولدًا للأفكار الجديدة والحلول الإبداعية، التي تهدف إلى جعل الحياة على كوكبنا أكثر ازدهارًا  ورفاهية.

وتؤكد إستراتيجية الأمم المتحدة للشباب على أن “الشباب هم المنبع القيم والحيوي الجدير بالاستثمار، ذلك لأن مثل هذا الاستثمار سوف يؤتى ثماره لعدة مرات”، وأتفق تمامًا مع هذه النقطة المحورية.

منذ بداية هذا العام، أصبح وباء COVID-19 يمثل القضية المركزية في جدول الأعمال العالمي، وقد أسفر انتشار النوع الجديد من فيروس كورونا عن العديد من العواقب الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة في شتى أرجاء العالم.

وصارت الشعوب، وخاصة الشباب، يواجهون العديد من المشاكل التي تتطلب استجابة الدول والمجتمع الدولي عبر اتخاذ التدابير الشاملة لتلك المواجهة.

وفى مثل هذه الظروف، من الضروري الاستماع إلى صوت الشباب، الذي ينبغي منحه الفرصة للمشاركة المباشرة في وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والبرامج القومية والإقليمية والعالمية، الرامية إلى تلبية احتياجاته الملحة وحماية حقوقه ومصالحه المشروعة.

من الجدير بالاهتمام، أنه في ظل الأوضاع الصعبة اليوم، نرى الشباب يستجيب بشكل مناسب لتحديات العصر، بما في ذلك الوباء، وذلك من خلال مبادراتهم الواعدة ومشاريعهم الاجتماعية.

وفى جميع بقاع العالم، يشارك المتطوعون الشباب بنشاط في دعم الفئات الضعيفة من السكان، وتعزيز البرامج الاقتصادية والإنسانية الجديدة.

السيدات و السادة الكرام المشاركون فى المنتدى..

في العالم المعاصر، أصبح الشباب المبادر الناضج فكريًا وروحيًا، يمثل المحرك الدافع للتقدم المستدام، واليوم، يمثل جيل الشباب في أوزبكستان الجديدة، القوة الدافعة والشريك النشط في الإصلاحات المتسارعة واسعة النطاق لتحديث البلاد.

وفى أوزبكستان، حيث يشكل الشباب أكثر من نصف السكان، يعد ضمان حقوقهم وحرياتهم ومصالحهم المشروعة ضمن أولويات سياسة الدولة.

وقد صدر خلال السنوات الأخيرة، سلسلة من القوانين والمراسيم، والقرارات الرئاسية والقرارات الحكومية، التي تصب نحو الدعم الشامل والتنمية المتناغمة لجيل الشباب، بحيث تتيح أن يتبوأ كل شاب وشابة، المكانة اللائقة في المجتمع.

كما تم تشكيل برلمانات للشباب في البرلمان، وتم إنشاء وكالة شؤون الشباب والمجلس الوزارء لقضايا الشباب.

وفى الوقت الراهن، يجرى تطوير مفهوم “شباب أوزبكستان – 2025″، وإدخال المعايير الموحدة لتقييم فعالية العمل مع الشباب، ووضع المؤشر القومي لتقييم سياسة الشباب.

كما أن معظم المشاكل التي تواجه البشرية اليوم مثل – تهديدات السلام ، والإرهاب والتطرف، والعنصرية، وتغير المناخ، وكذلك وباء COVID-19 – تتطلب اتخاذ الإجراءات العالمية المتضافرة، والمشاركة النشطة من قبل الشباب في إيجاد الحلول لتلك القضايا.

في هذا الصدد، فإن اعتماد اتفاقية حقوق الشباب، التي بادرت أوزبكستان بالتقدم بها في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، صار يمثل عاملا هاما لضمان حقوق أكثر من ملياري فتى وفتاة في جميع أنحاء العالم، وسوف تعمل على توسيع التعاون متعدد الأطراف من أجل التنوير والدعم الاجتماعي لجيل الشباب، وحماية مصالحه وتهيئة الظروف لتحقيق ذاته.

وتحظى هذه المبادرة بالدعم الواسع من المجتمع الدولي، وإنني على ثقة من أن المشاركين في منتدى اليوم سوف يدعمون بدورهم هذه المبادرة، ويضيفون إلى مسودة الوثيقة مقترحاتهم البناءة.

وآمل أن يصبح منتدى شباب سمرقند الذي يبدأ أعماله اليوم، بمثابة خطوة عملية أخرى هامة، وإسهاما قيما لجيل الشباب، نحو التضامن العالمي والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان من أجل ترسيخ السلم والازدهار.

في الختام، أتمنى لجميع المشاركين في المنتدى عملًا مثمرًا.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours