انطلقت اليوم الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، فعاليات “ملتقى حياة الأسرة 2016″، تحت عنوان “نقطة فاصلة”، بتنظيم من مؤسسة “غراس لتنمية المجتمع”.
ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على دور الأسرة باعتبارها مكوناً أساسياً في تشكيل المجتمع، وتأمين منصة للتواصل بين مجموعة من المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، للتفاعل بين بعضهم البعض، والوصول إلى تقديم أفضل الوسائل التي تتبعها المنظمات في مجال حماية الأسرة في ظروف الصراعات والحروب، بحسب المنظمين.
ويشارك في الملتقى نحو 400 مشارك، من 33 دولة حول العالم، أبرزها تركيا والسعودية والكويت والبحرين وجنوب أفريقيا وسنغافورة وماليزيا وأندونيسيا وتايلند والبرازيل.
وقال “محمد أورنك” من هيئة الإغاثة الانسانية التركية (IHH) في كلمة له “نشاهد الآثار المدمرة في العالم، كالشيشان والبوسنة، وفلسطين التي لم ننساها أبداً، وكذلك العراق وسوريا اليوم، وإن النساء هم أكثر ما يعانون في العالم، وان كانت ظروف الحرب متساوية، فان الرجال يدافعون عن الأرض والوطن، أما المرأة فهي مسؤولة عن العائلة والأولاد والتربية، وهي وحدها تكافح في الحياة”.
وأضاف أورنك في الكلمة الإفتتاحية في الملتقى أن” تركيا تحتضن اليوم أكثر من 3 ملايين ضيف، ونحن في هيئتنا نعتبر أن إخواننا هم سبب البركة التي حلت علينا في المنظمة، واجتمع مع إخواني المسلمين من مختلف دول العالم اليوم، لإيجاد الحلول والمخارج لمشاكل الأسرة في ظل الحروب والأزمات القائمة”.
وتابع أن” الضيوف الذين استضفناهم تعرضوا للقصف الشديد، والظلم في بلادهم، لذلك سنبذل قصارى جهودنا لرعايتهم، وتأمين كل ما يحتاجونه من حقوق إنسانية، ونحن لدينا الكثير من المقومات التي تؤهلنا إلى الإعتماد على أنفسنا في تقديم المساعدات الإنسانية، ولا نحتاج إلى أي مصادر مساعدات من الخارج”.
بدوره أشار “حسن توران”، رئيس مجلس العلاقات اللبنانية التركية في البرلمان التركي، إلى أن” أخوة الإسلام تجمعنا، ونعتبر العائلة اللبنة الأساسية لنا، وعندما نتحدث عن العائلة، يتبادر إلى أذهاننا حمايتها ورعايتها، لكي يتم تنشئة الأسرة وفق منهج سليم، ونشير إلى أن موضوع الآلام التي تعاني منها الأسر، هو بسبب جشع بعض البشر”.
وقال ” المشكلة تكمن في القوى الفاعلة، الذين يطمعون في أراضينا ومصادرنا، والغرب هم الذين يلجأون الى هذا الشي، ويهجمون علينا بدون تردد، لذلك حماية العوائل واجب علينا من هؤلاء الجشعين، وعليه فإنه ينبغي علينا أن نقوم بخطوات حقيقية للخروج من المآزق الإنسانية التي تعاني منها أمتنا”.
ورأى أنه” من الواجب علينا أن نحافظ على وحدتنا بصفتنا عائلة إسلامية واحدة، ويجب أن نلتزم بمبادئ الإيمان الأساسية، وأن نمد يد العون إلى العائلات التي فقدت المعيل، وأن نكون بجانب هؤلاء، وأن نوقف الدماء في العالم الإسلامي، ونحن نسعى في تركيا لأن نكون دواء لهموم المظلومين، تحت مبدأ الأنصار والمهاجرين”.
وقال إن” الضمير الإنساني في الغرب لا يعامل المسلمين بإنسانية، فلماذا تتوالى صرخات المظلومين اللاجئين والمظلومين إلى اليوم في العراق وسوريا، ولماذا إلى اليوم لم تحل قضية اللاجئين الفلسطينين، الذين ما زالوا يعيشون في اللجوء إلى الآن”.
من جانب آخر، أكد “سامي الخطيب” رئيس مجلس إدارة غراس لتنمية المجتمع، منظمة الملتقى، أن” أمتنا في خطر كبير، ليست بسبب أن أعدائنا الكثيرة، بل لأن أسرنا مهددة وهويتنا ممزقة، وتهديد طموح أبنائنا في العمل والإنتاج”.
وحول المؤسسة أضاف أن” غراس تشق طريقها في أوساط التحديات، ونغرس الفكرة الهادفة في رياض الأسرة، ليكون المستقبل هو كفالة عائلة، وابتسامة طفل وتخرج طالب، ونحن في غراس نمد أيدينا إلى جميع المنظمات الخيرية والإنسانية، دون تفرقة أو تمييز، ويسرنا أن نشكركم على معاناة السفر للوصول إلى المؤتمر، والذي نأمل أن نخرج به أفضل النتائج والحلول”.
ومؤسسة غراس، جمعية إنسانية (غير ربحية)، أنشأت في لبنان عام 2012، بهدف تلبية احتياجات العائلة ودعمها وتأهيلها من أجل أن يكون لها دور إيجابي في التنمية والتطوير، بحسب الموقع الرسمي للمؤسسة.
ومن أبرز المشاركين في الملتقى وزارة الأسرة والشؤون الإجتماعية التركية، ووزارة الصحة اللبنانية، ومظمة الأسرة العالمية، والعديد من المنظمات الإنسانية في ماليزيا وأندونيسيا.
ومن المتوقع أن يخرج الملتقى غدًا السبت بالعديد من التوصيات والنتائج، التي من شأنها العمل على إيجاد الحلول والمبادرات لتحسين واقع الأسرة العربية. –
+ There are no comments
Add yours