شيماء عمرو
“فرصة تاريخية” هكذا وصف رئيس الوزراء بن على يلدريم التشكيل الوزاري التركي الجديد وفقًا لما صرحت به وكالة رويترز الأمريكية.
ورأت “الوكالة” في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، باللغة الإنجليزية (اليوم) بإنَّ التشكيل الوزاري الجديد إنَّما يعكس تزايد سلطات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونقلت عن يلدريم قوله أمام البرلمان بإنه مع اعلان التشكيل الوزاري الجديد أصبح بين يديه” فرصة تاريخية”- على حد وصفه- لتغيير الدستور الذي ولد من رحم انقلاب عام 1980م، والذي مازال –رغم تعديله- يحمل بصمات القادة العسكريين الذين وضعوه، مشيرةً إلى أن التعديلات الدستورية الجديدة ستؤكد على حقيقة أن الرئيس تم انتخابه لأول مرة عبر انتخابات شعبية وليس بترشيح من البرلمان.
“انَّ حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم على قلب رجل واحد” تلك الرسالة التي أراد توصيلها رئيس الوزراء التركي الجديد “بن على يلدريم” حينما قرر اعلان التشكيل الوزاري الجديد من مقر القصر الرئاسي ذو المكانة البارزة حسبما رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
ولفتت”وول ستريت جورنال” إلى الاختلاف الذي نشب ما بين أردوغان وأحمد داود أوغلو رئيس الوزراء السابق، فيما يتعلق بإقرار نظام رئاسي على غرار النظام الأمريكي أو الفرنسي كما يحلو لأردوغان. مشيرةً إلى أن أردوغان صعد إلى سُدة الحكم عقب الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في أغسطس عام 2014م؛ ليزعم أنَّ هذا بمثابة تفويض شعبي حول المكتب الرئاسي إلى مقر تدار من خلاله الحكومة.
وقالت بإنَّ استمرار الحكومة في اتباع نفس السياسات الاقتصادية، والإبقاء على سياساتها الخارجية؛ إنما يعني أنها ستسعى لتحقيق أولويات الرئيس أردوغان؛ مشيرًة إلى أن التعديل الوزاري الجديد لم يطل وزارتي الخارجية والمالية.
وأوضحت أن التشكيل الوزاري الجديد جاء عقب اختيار بن على يلدريم “المقرب من أردوغان”، على حد قول الصحيفة- رئيسًا لحزب “العدالة والتنمية الحاكم”(الأحد)، وتكليف الرئيس التركي له بتشكيل الحكومة الجديدة.
وذكرت بأنَّ أردوغان سيشارك يلدريم في ترأس الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في القصر الرئاسي غدًا (الأربعاء).
وأوضحت “الصحيفة” أن رئيس الوزراء التركي الجديد كان قد صرح بأنَّ الوزارة الجديدة سينصب اهتمامها على وضع دستور جديد يعزز من سلطات الرئيس التركي، ويقضى بزيادة الأجور عبر تبني سياسة التصنيع التي ستزيد من العائد الاقتصادي؛ فضلًا عن السعي للقضاء على التهديد الإرهابي من قبل الانفصاليين الأكراد، وتنظيم “داعش”.
ونقلت عن “يلدريم” قوله خلال خطابه الأول أمام مجلس النواب بوصفه رئيسًا للوزراء: “وجبنا تعزيز مكانة الرئيس بما يتماشى مع الدستور ..فحكومتنا الجديدة نظنها جيدة ومبشرة بالخير لأمتنا”.
ولفتت إلى أنَّ التشكيل الوزاري الجديد يضم مسؤولين لعبوا دورًا محوريًا في زيادة النمو الاقتصادي التركي منذ صعود حزب “العدالة والتنمية” إلى سُدة الحكم في 2002.
وقالت بإنَّ العديد من الوزراء احتفظوا بمناصبهم : “محمد شيمشك” نائب رئيس الوزراء، “ناجي أغبال” وزير المالية، “مولود تشاويش أوغلو” وزير الخارجية . ووزير العدل “بكر بوزداغ”، و”براءت ألبيرق” وزير الطاقة والذي هو في الوقت ذاته زوج ابنة أردوغان.
وانضم للوزارة أعضاء جدد من بينهم “عمر جليك”، حليف أردوغان، والمتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بوصفه وزير شؤون الاتحاد الأوروبي،و “نهاد زيبكجي”الذي عاد إلى منصبه بوصفه وزيرًا للاقتصاد بعدما غادر الحكومة عقب انتخابات نوفمبر.
أشار المستشارون للسيد أردوغان الأسبوع الماضي بأنَّ السيد يلدريم، مهندس مشاريع البناء العملاقة التي أطلقها أردوغان، والمرشح الوحيد في المؤتمر الاستثنائي للحزب، سيكون المشرف على جدول الأعمال الاقتصادي، بينما ستشمل مهمة السيد أردوغان قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية.
+ There are no comments
Add yours