الهند بين الاستفزازات الصينية وارتفاعات كورونا القياسية

1 min read

كتب- أبوبكر أبوالمجد

يبدو أن الهند ستواجه قدرًا هو الأسوأ خلال الأيام المقبلة، حيث قفزت معدلات انتشار فايروس “كورونا المستجد” بها، إلى مستوى غير مسبوق، بالإضافة إلى ما أسمته بالاستفزازات الصينية المتعمدة.

كورونا في الهند

فسجلت الهند اليوم السبت، قفزة قياسية في عدد الإصابات بفيروس كورونا، لتصبح رابع أكبر دولة من حيث عدد الإصابات في العالم بعد كل من الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا.

سجلت الهند أعلى عدد يومي لحالات فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” مؤكدة لليوم الثالث على التوالي.

ويبلغ الآن إجمالي الحالات المؤكدة في الهند 395.048 ألف حالة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 12.948 حالة، وفقًا لما ذكرته وزارة الصحة ورفاهية العائلة السبت.

كما فرضت مدينة تشيناي بجنوب البلاد، الجمعة، إجراءات العزل العام في أعقاب حدوث حالات تفش جديدة للفيروس هناك.

وفي ظل الكثافة السكانية العالية في الهند يحذر الخبراء من أن تفشي وباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا بشكل كبير سيسبب ضغطًا على نظام الرعاية الصحية الذي بلغ بالفعل طاقته القصوى.

وعلى الرغم من استمرار تزايد الإصابات، رفع رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الثامن من يونيو معظم القيود التي كانت جزءًا من إجراءات للعزل العام طُبقت على مستوى البلاد على مدى نحو ثلاثة أشهر.

وأظهرت بيانات وزارة الصحة الاتحادية في الهند، أمس الجمعة، تسجيل 13500 حالة إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مع أكثر من 300 حالة وفاة.

وفرضت ولاية تاميل نادو بجنوب الهند، الجمعة، إجراءات العزل العام مع تشديد القيود في مدينة تشيناي والمناطق المحيطة بها حتى 30 يونيو.

وبدت الشوارع في تشيناي التي تعرف “بديترويت الهند”، نظرًا لشهرتها في مجال صناعة السيارات، خالية إلى حد كبير، مع إغلاق معظم المحال التجارية في حين كانت الشرطة تقوم بدوريات مكثفة للتأكد من الالتزام بالقواعد.

حول العالم

وقد بلغ عدد المصابين بالفيروس منذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية أواخر ديسمبر الماضي إلى الآن، أكثر من 8.6 ملايين شخص عبر العالم، توفي منهم أكثر من 459 ألفًا، وفق إحصاء لوكالة رويترز.

وتم تسجيل الإصابات في أكثر من 210 دول ومناطق، تتصدرها الولايات المتحدة بأكثر من 2.2 مليون إصابة وأزيد من 121 ألف وفاة، ثم البرازيل بأكثر من مليون إصابة وأزيد من 48 ألف وفاة.

وتحتل روسيا المركز الثالث عالميا من حيث عدد الإصابات بأكثر من 776 ألفا وأزيد من 8 آلاف وفاة، ثم الهند بأكثر من 395 ألف حالة إصابة مؤكدة وأزيد من 12 ألف وفاة.

الاستفزازات

وعلى جانب آخر من المواجهة، وجهت الصين إلى الهند اتهاما بالقيام بـ “استفزاز متعمد” في أول تعليق رسمي لها على الاشتباك الدامي الذي جرى الاثنين الماضي، بين قوات الجانبين في منطقة غالوان في ولاية لاداخ، الحدودية المتنازع عليها في جبال الهيملايا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليجيان تشاو إن قوات هندية عبرت الحدود إلى الأراضي الصينية، وقامت بالهجوم، مما أدى إلى حدوث “مواجهات جسدية عنيفة”.

لكنه لم يذكر أي تفاصيل تتعلق بسقوط قتلى أو جرحى بين الجنود الصينين.

وكانت تقارير أفادت بأن جنودًا من الجانبين اشتبكوا بالعصي والهراوات دون إطلاق الرصاص، واتهم كل طرف الطرف الآخر بأنه كان من بدأ القتال.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكد الجمعة أن الحدود الهندية لم تعبرها أي قوات أجنبية، ولم يحصل أي اختراق للحدود أو ضياع للأراضي.

وتعهد مودي بأن الهند ستدافع عن حدودها بالقوة العسكرية في حال لزم الأمر.

وقتل 20 جنديًا هنديًا في الاشتباك الذي جرى في وادي غالوان.

ورغم أن الصين لم تشر إلى وقوع ضحايا في صفوف قواتها، فقد قالت الهند إن الاشتباك أدى إلى خسائر في الأرواح من الجانبين.

وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي في بيان متلفز الجمعة، أنه لم يحصل أي توغل في الأراضي الهندية.

وقال “لم يتطفل أحد على حدودنا، ولا يوجد أي شخص هناك الآن، ولم يتم الاستيلاء على مواقعنا”.

وأضاف أن القوات المسلحة الهندية “منحت كامل الصلاحية لاتخاذ الخطوات اللازمة” لحماية الأراضي الهندية.

وتابع قائلا “إن الغضب والاحساس بالإساءة يعمان البلاد بأكملها جراء الخطوات التي اتخذتها الصين”، وأضاف “الهند تريد السلام وعلاقات الصداقة، ولكن الحفاظ على السيادة يأتي في المقام الاول”.

هراوات وقضبان حديدية تحل محل الرصاص في اشتباكات بين قوتين نوويتين

ما الذي يقف وراء المواجهة العسكرية الخطرة بين الهند والصين؟

وكانت الحكومة الهندية ألقت باللوم على الصين في الاشتباك، وأصدرت وزارة الخارجية الهندية بيانًا الأربعاء الماضي، قالت فيه إن الاشتباك اندلع بعد أن “شرع الجانب الصيني في بناء منشأة في وادي غلوان على جانبنا من خط المراقبة الفعلي”.

لماذا غاب السلاح؟

يحظر اتفاق تم التوصل إليه بين الجانبين في 1996 الأسلحة والمتفجرات ضمن مسافة كيلومترين من خط المراقبة الفعلي على طول الحدود المتنازع عليها وذلك للحيلولة دون تصعيد الموقف.

يذكر أن الصين والهند هما أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان ولديهما أكبر جيشين من حيث عدد الأفراد. كما ان الدولتين لديهما صواريخ نووية، وبالتالي فإن حظر الأسلحة ينظر إليه كطريقة لمنع خروج الحوادث عن نطاق السيطرة.

ولدى الدولتين تاريخ حافل بالمواجهة والمطالب الإقليمية المتداخلة على طول أكثر من 3440 كيلومتراً من الحدود التي رسمت بشكل سيئ لتفصل البلدين فيما يعرف بخط المراقبة الفعلي. وخاضت الدولتان حرباً قصيرة في 1962انتهت بهزيمة مذلة للهند. ومنذ ذلك التاريخ، وقع عدد من المواجهات العنيفة كان أبرزها في العام 1975 عندما أدت مناوشة إلى مقتل أربعة من الجنود الهنود.

لم تطلق رصاصة واحدة منذ ذلك التاريخ. بيد أن التوترات كانت تتصاعد على امتداد الحدود في الأسابيع الأخيرة. ففي مايو الماضي، تبادل جنود هنود وصينيون اللكمات على الحدود في منطقة بحيرة بانغونغ وفي منطقة لاداخ وفي ولاية سيكيم الشمالية الشرقية الهندية على بعد مئات الأميال إلى الشرق.

وتقول الهند إن الصين تحتل 38 ألف كيلومتر مربع من أراضيها، متهمة بكين بتصعيد التوتر من خلال إرسال الآلاف من الجنود إلى وادي غالوان في ولاية لاداخ.

أما الصين فتشير إلى أن الهند تقوم أيضاً ببناء الطرق وتنفيذ مشاريع لمرافق أساسية في المنطقة.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours