نرصد في هذا التقرير كيف كان موقف الدول العربية عند الساعات الأولى من الانقلاب وما تلاها بحسب التوقيت المحلي للجمهورية التركية الجديدة.
لم تمر إلاّ ساعات قليلة على الإعلان عن المحاولة الانقلابية الفاشلة حتى سارعت دول عربية إلى اتخاذ مواقف رسمية عبّرت في معظمها عن رفضها القاطع لتلك الخطوة ودعمها التام للحكومة التركية المنتخبة والرئيس رجب طيب أردوغان، لحقتها دول عربية أخرى بعد أقل من أربع وعشرين ساعة باستثناء عدد محدود جدا.
وكانت عناصر محدودة في الجيش التركي تابعة لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية قد نفذت في ساعة متقدمة من ليلة الجمعة، الخامس عشر من يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلابية جوبهت برد فعل شعبي في معظم المدن التركية أجبر الآليات العسكرية للانقلابيين على الانسحاب وإفشال المحاولة الانقلابية.
واتخذت دول عربية عدة مواقف متفاوتة في نبرتها وتوقيتها، في حين أعربت معظمها عن ارتياحها لسيطرة الحكومة التركية على تطورات الموقف واستمرار الحكومة المنتخبة شعبيا في إدارة شؤون البلاد.
كما أبدت دول عربية مواقف حذرة دعت إلى الحفاظ على العملية الديمقراطية دون إدانة الانقلاب؛ وكان لافتا تفرد كل من مصر وسوريا عن اتخاذ مواقف رسمية صريحة من المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وفيما يلي تسلسل زمني تقريبي أعدته لردود الفعل العربية تجاه المحاولة الانقلابية، التي بدأت الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (19.00 تغ) يوم الجمعة:
أولا: مواقف الساعات 24 الأولى من محاولة الانقلاب: –
صباح السبت 16 يوليو/تموز:
قطر: أجرى الأمير القطري، الشخ تميم بن حمد آل ثاني، اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي، بعد أقل من ست ساعات عن إعلان المحاولة الانقلابية، هنأه فيه على “التفاف الشعب التركي حول قيادته ضد محاولة الانقلاب الفاشلة”، أعقبه بيان للخارجية القطرية أكدت تضامن الدوحة مع أنقرة “في كافة الإجراءات القانونية التي تتخذها الحكومة التركية الشرعية”.
المغرب: أكدت وزارة الخارجية في بيان رسمي أنها “متشبثة” باستقرار تركيا، مشيرة إلى أن الرباط “ترفض، من حيث المبدأ، أي استخدام للقوة من أجل تغيير النظام القائم”.
المعارضة السورية: أدانت الحكومة المؤقتة في بيان لها محاولة الانقلاب وعبرت عن “وقوفها إلى جانب الحكومة التركية، ورئيس الدولة، في وجه محاولة الانقلاب على السلطة الشرعية”.
ظهر السبت 16 يوليو/تموز
المملكة العربية السعودية: رحبت وزارة الخارجية في بيان “بعودة الأمور إلى نصابها بقيادة أردوغان، وحكومته المنتخبة، وفي إطار الشرعية الدستورية، وفق إرادة الشعب التركي”، وفي اليوم التالي أجرى العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي “هنأه بعودة الأمور إلى نصابها، وترحيب المملكة باستتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق”.
مملكة البحرين: رحبت وزارة الخارجية في بيان “بعودة الأوضاع إلى طبيعتها في الجمهورية التركية الصديقة”، مؤكدة على “تضامن المملكة مع الجمهورية التركية”، وفي اليوم التالي أجرى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي عبر خلاله عن “تضامن البحرين مع الشعب التركي ودعمها الكامل للحكومة التركية المنتخبة ديمقراطيا وشعبها”.
السودان: أصدر الرئيس عمر البشير، بيانا رئاسيا “أدان فيه المحاولة الانقلابية التي تعرضت لها الحكومة التركية”، كما نقلته وكالة السودان للأنباء، مؤكدا على وقوف حكومة وشعب السودان “صفاً واحداً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته وشعبه”.
الصومال: استنكر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في بيان رئاسي، “الانقلاب الفاشل من قبل مجموعة خائنة، ضد الحكومة المنتخبة والديمقراطية”.
تونس: أعلنت وزارة الخارجية في بيان “تضامن تونس مع السلطات التركية المنتخبة” داعية إلى “ضرورة الحفاظ على المؤسسات الدستورية واحترام إرادة الشعب التركي”.
عصر السبت 16 يوليو/ تموز
دولة الإمارات العربية المتحدة: أجرى وزير الخارجية والتعاون الدولي عبدالله بن زايد اتصالا هاتفيا بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو “أعرب فيه عن حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار تركيا”، كما جاء في الموقع الرسمي للوزارة الذي أضاف، أن بن زايد “رحّب بعودة الأمور إلى مسارها الشرعي والدستوري”.
الأردن: صرح وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، في بيان بأن “استقرار تركيا عامل مهم في استقرار وأمن المنطقة”، وأعرب عن أمله في أن “تتجاوز تركيا هذه المحنة وتحافظ على صلابة ووحدة مؤسساتها”.
اليمن: حيت الحكومة في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية “الموقف الوطني الجامع في تركيا رفضا للانقلاب وإفشاله”.
لبنان: أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، بيانا رحب فيه بـ “استتباب الأمور في تركيا لصالح الشرعية الدستورية، ممثلة بالرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة ومؤسسات الدولة”، حسب بيان اطلعت “الأناضول” على نسخة منه.
مساء السبت 16 يوليو/تموز
جيبوتي: رفض الرئيس إسماعيل عمر جيله “محاولة قلب الحكومة الديمقراطية المنتخبة من قبل الشعب”، مستهجناً “محاولة الوصول إلى السلطة بالانقلاب”، وذلك في تصريحات خاصة للأناضول.
الكويت: هنأ أمير الدولة، الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك، الرئيس التركي في برقية بعث بها إليه “بنجاح الشرعية والانتصار للديمقراطية وإرادة الشعب التركي الصديق بالمحافظة على مكتسباته الدستورية”، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.
موريتانيا: أعربت وزارة الخارجية عن إدانتها لأي نشاط يستهدف النيل من أمن واستقرار تركيا أو المساس بوحدة شعبها، كما وجه رئيسها، محمد ولد عبد العزيز، رئيس القمة العربية في دورتها الحالية، برقية إلى نظيره التركي جدد من خلالها “وقوف الشعب الموريتاني وحكومته إلى جانب الشعب التركي الشقيق وقيادته”، بحسب نص البرقية التي نشرتها الوكالة الموريتانية الرسمية.
ليبيا: أجرى رئيس المجلس الأعلى للدولة هناك، عبد الرحمن السويحلي، مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي “هنأه بفشل المحاولة الانقلابية على النظام الديمقراطي الدستوري في تركيا”، كما عبّر خلال المكالمة عن “تضامن الشعب الليبي مع الشعب التركي الصديق”.
فلسطين: باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هنأ وزير الخارجية رياض المالكي في اتصال هاتفي نظيره التركي بـ”انتصار الديمقراطية وهزيمة الانقلابيين”، بحسب وكالة وفا الفلسطينية، فيما استنكرت حركة “حماس” في بيان “المحاولة الآثمة للانقضاض على الخيار الديمقراطي للشعب التركي الشقيق”، بحسب ما ورد في الموقع الرسمي للحركة.
العراق: أعرب بيان باسم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، عن أمله “بأن تستطيع الجارة تركيا اجتياز هذه الأزمة”؛ في حين أكد بيان لرئيس الوزراء حيدر العبادي “على احترامه للمؤسسات الدستورية في أي بلد، ومنها الجارة تركيا، واحترام إرادة مواطنيها وحقوقهم”، كما أصدرت رئاسة مجلس النواب بيانا أكد على “ضرورة احترام الشرعية الدستورية والقانونية وعدم المساس بها”، بحسب وسائل إعلام حكومية.
ثانيا: مواقف اليوم التالي (ما بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب): –
الجزائر: بعث الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة برقية إلى نظيره التركي، مساء الأحد 17 يوليو/ تموز، أدان من خلالها “المحاولة الانقلابية التي جاءت للإخلال بالنظام الدستوري القائم”؛ مجددا “مساندته للرئيس التركي وتضامنه معه”، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
ثالثا: مواقف أخرى: –
مصر: في موقف مغاير لموقف معظم الدول العربية التي أجمعت على رفضها الانقلاب والوقوف إلى جانب الحكومة والشعب التركيين، لم تصدر القاهرة أي تعليق رسمي على المحاولة الانقلابية الفاشلة؛ وفي وقت لاحق من يوم السبت 16 يوليو/ تموز عرقل ممثل مصر في مجلس الأمن الدولي إصدار بيان باسم المجلس يدعو “كل الأطراف” لضرورة “احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا”، بحسب وكالات نقلت عن “دبلوماسيين”.
سلطنة عمان: لم يصدر موقف رسمي معلن من قبلها، لكن السفير التركي في مسقط، أغور دوغان، “أشاد” في مؤتمر صحفي عقده بمبنى السفارة في 2 أغسطس/ آب، “بتضامن السلطنة حكومة وشعبا والوقوف مع الحكومة التركية وشعبها”، بحسب وكالة الأنباء العمانية.
النظام السوري: لم تعلن حكومة بشار الأسد موقفا رسميا من محاولة الانقلاب الفاشلة، لكن تصريحات أدلى بها رئيس النظام في مقابلة له مع وكالة “برنسا لاتينا” الكوبية في 21 يوليو/ تموز قال فيها “بصرف النظر عمن سيحكم تركيا ومن سيكون الرئيس ومن سيكون قائد تركيا فهذه قضية داخلية”.
جزر القمر: التزمت الصمت حيال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
+ There are no comments
Add yours