أفاد وزير مغربي، أنّ بلاده لن تتراجع عن القرارات التي اتخذتها مؤخرًا، على خلفية وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وجود المغرب في منطقة الصحراء بـ “الاحتلال”. وغادر جزء كبير من موظفي بعثة الأمم المتحدة في إقليم الصحراء (مينورسو) البلاد، الأحد الماضي (84 شخصًا معنيون بالمغادرة)، بناءً على طلب المغرب، الخميس الماضي، على خلفية التوتر القائم بين الجانبين، بحسب بيان لوزارة الخارجية المغربية.
وأضاف مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة المغربية، اليوم الخميس، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة المغربية الرباط، أن بلاده متمسكة بوقف إطلاق النار وأنها تدافع عنه.
وأوضح الوزير المغربي، إن بعثة الأمم المتحدة في إقليم الصحراء "مينورسو"، مستمرة بالتعاون مع سلطات بلاده على مستوى مراقبة وقف إطلاق النار في المنطقة، وإن بلاده متمسكة بوقف إطلاق النار. وتابع الخلفي أن المغرب "تواصل الاتصالات مع كافة الدول الصديقة في مجلس الأمن"، على خلفية استعمال الأمين العام للأمم المتحدة كلمة "احتلال"، مشددًا أنه "لم يسبق للأمناء العامين للأمم المتحدة استعمال تلك الكلمة في نحو 65 قرارًا صادرًا عن مجلس الأمن" حول الصحراء.
واعتبر الوزير المغربي أن بلاده اتخذت القرارات المناسبة إزاء "الانزلاقات الخطيرة والجسيمة التي أساءت للشعب المغربي"، مشددًا أن بلاده "ترفض أي إمعان في الإساءة إلى وحدة التراب الوطني (للمغرب) أو الإصرار على استفزاز الشعب المغربي".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد زار مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، مطلع مارس/آذار الجاري، وأكد أنه لن يدخر جهدًا للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء، واصفًا وجود المغرب بـ "الاحتلال".وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء "البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت "البوليساريو" قيام ما يسمى بـ"الجمهورية العربية الصحراوية" عام 1976، من طرف واحد، واعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، إلا أنها لم تأخذ مقعدًا بين الدول أعضاء في الأمم المتحدة، أما المغرب فعمل على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح منح الإقليم حكماً ذاتيا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له عقب انتهاء الاحتلال الإسباني.
+ There are no comments
Add yours