تمكنت فصائل المعارضة السورية، اليوم السبت، من تحقيق تقدما ملحوظا في العملية العسكرية التي أطلقتها أمس بهدف كسر الحصار الذي يفرضه النظام السوري على أحياء المدينة.
ووصلت فصائل المعارضة بعد مئات الأمتار من الأكاديمية العسكرية (غرب حلب) أكبر معاقل النظام والميليشيات الشيعية الموالية له في المنطقة، وتمكنت مساء أمس من السيطرة على “ضاحية الأسد” على مدخل مدينة حلب الغربي واقتحام “مشروع 300 شقة” بالقرب من حي الحمدانية وسيطرت على كتلة أبنية فيه، لتصبح بذلك على بعد نحو 3 كيلومترات من مركز المدينة، بحسب وكالة الأنباء التركية الرسمية “الأناضول”.
وأوضح عمار سقار، المتحدث العسكري باسم “تجمع فاستقم”، أحد فصائل المعارضة السورية العاملة في حلب و ريفها، أن المعركة تم الإعداد لها عسكريًا ووضعت فيها كل إمكانيات الفصائل، موضحًا أن الهدف الأولي للمعركة يتمثل بكسر الحصار عن المناطق المحاصرة في المدينة، والدخول بعد ذلك إلى مناطق سيطرة النظام في المدينة، مشددًا على أن المعركة اعتمدت على تكتيك جديد يتمثل بالعمل على النقاط بشكل مركز وقصف التجمعات.
وأشا سقار، إلى أن الخطة في اليوم الأول، نجحت في إحكام السيطرة على قلاع قوات النظام السوري في المنطقة الغربية من المدينة ومنها حاجزي مناشر منيان ومعمل الكرتون ومن بعدها ضاحية الأسد، متعهدًا القيام بأعمال عسكرية قريبا جدا ستكون نتيجتها تحرير المدينة (حلب)، لافتًا أن المعارضة السورية “تقاتل دولا عظمى منها إيران وروسيا ومليشيات طائفية من مختلف بقاع الأرض”.
تجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية تحشد منذ فترة لبدء ما أطلق عليه الناشطون “معركة حلب الكبرى” أو “معركة فك الحصار عن حلب” وكان “جيش الفتح” (تحالف فصائل معارضة) تمكن من كسر حصار قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب (الأحياء الشرقية) في مطلع أغسطس الماضي بعد عملية واسعة استغرقت 7 أيام، ليعيد النظام والميليشيات المتحالفة معه حصارها بعد شهر بمساندة من سلاح الجو الروسي.
ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، غارات جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وتعاني أحياء حلب الشرقية ، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، و التي يقطنها نحو 300 ألف شخص، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية.
+ There are no comments
Add yours