وصفت الخارجية الجزائرية اليوم الأربعاء، تحذيرا أمريكيا من السفر إلى الجزائر بدعوى وجود خطر إرهابي بالنظرة "المشوهة والبالية والتي لا تعكس الواقع".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وجهت في 13 ديسمبر/كانون الأول عبر موقعها الإلكتروني تحذيرا لرعاياها بالجزائر ضمن نصائحها الدورية حول السفر جاء فيه أنها "تواصل تحذير المواطنين الأمريكيين، من التنقل إلى المناطق المعزولة في جنوب وشرق الجزائر وكذا بمنطقة القبائل (شرق العاصمة)، لأن خطر العمليات الإرهابية والاختطافات قائم بقوة".
وحسب بيان الخارجية الجزائرية الذي اطلعت عليه وكالة الأناضول فإن "التحذير الأمريكي يجسد كالعادة نظر معدّيه إلى الوضع بالجزائر بنظرة مشوهة وبالية لا تعكس حقيقة الوضع الأمني بالجزائر".
وأوضح "أمن الجزائر مستتب بصفة دائمة بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي دعا إليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز
بوتفليقة والثمن الباهظ الذي دفعته للتخلص من الإرهاب وكذا بفضل التجنيد واليقظة المستمرين للجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن على كامل التراب الوطني".
وتابع "وتبقى جميع الرسائل الاحادية الجانب التي تسعى بدون جدوى إلى ضمان حماية انتقائية وتفضي إلى تفكيك روابط الشراكة والتعاون ضد ظاهرة الإرهاب ذات مفعول عكسي ولا اساس لها".
وتواجه قوات الجيش والأمن الجزائرية منذ تسعينيات القرن الماضي عدة تنظيمات إرهابية لكن خطرها تراجع خلال السنوات الأخيرة بعيداً عن المدن والتجمعات السكنية.
كما تسجل خلال الفترة الأخيرة هجمات ضد مصالح الأمن والجيش من قبل هذه الجماعات لكنها محدودة.
وتمكنت السلطات الجزائرية من تحييد آلاف المسلحين الذين سلموا أنفسهم واستفادوا من العفو بعد صدور قانون المصالحة الوطنية عام 2005 والذي منح عفواً مشروطاً للمسلحين فيما قتل قرابة 17 ألف مسلح في مواجهات مع قوات الأمن إلى غاية دخول القانون حيز التنفيذ وفق تقارير إعلامية.
وكان الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري قد أعلن في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي قرب نهاية الظاهرة في البلاد بالقول "سنجعل بإذن الله تعالى وعونه، وفي المستقبل القريب، من ظاهرة الإرهاب في بلادنا أثراً بعد عين، وشعبنا لن يسمح بتكرارها مهما كانت الظروف والأحوال".
وأكدت إحصاءات لوزارة الدفاع الجزائرية نُشرت في يونيو/ تموز الماضي أن قوات الجيش قتلت 107 إرهابيين خلال النصف الأول من السنة الجارية في عمليات متفرقة.
ولا توجد أرقام رسمية عن عدد عناصر الجماعات الإرهابية الناشطة حالياً في الجزائر، لكن تقريراً أمنياً نشرته قناة الشروق الخاصة في مايو / آيار الماضي ذكر أن عددهم حوالي 300 عنصر أغلبهم ينشطون في مناطق جبلية شمال البلاد.
وأكد تقرير لمعهد "ثينك تانك الأسترالي حول الاقتصاد والسلام"، في نسخته الخاصة بسنة 2016، أن الجزائر سجلت تقدما كبيرا من الناحية الأمنية هذا العام.
ووفق التقرير، الذي نشر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فإن "منسوب الأعمال الإرهابية في العالم انخفض إلى 10 بالمائة في 2015، وهو التراجع الأول منذ 2010، وأوضح أن من أكثر الدول استفادة من هذه الانخفاض، الجزائر، التي حلّت في المرتبة 42، متقدّمة على فرنسا التي جاءت في المرتبة 29 وألمانيا في المرتبة 41.
وشمل التقرير 163 بلد، وارتكز على مؤشرات أربعة هي: عدد الاعتداءات الإرهابية في السنة وعدد القتلى وعدد الجرحى وتقييم الأضرار المادية.
+ There are no comments
Add yours