من أجل علاقات أقوى مع القارة السمراء.. مصر تبحر في المحيط الهندي متجهة إلى تنزانيا
عامر أبوالخير: 4 سنوات من الدراسة لـ"جسر الوحدة" وندعو كل شركات المقاولات المصرية ليشاركونا البناء
"جسر الوحدة" سيكون نقلة اقتصادية شاملة وقفزة استراتيجية كبيرة لتنزانيا قيادة وشعبًا
الجسر يربط تنزانيا بجزيرة زنجبار بطول 42 كم وعرض 27 مترًا
حوار: أبوبكر أبوالمجد
سعت مصر قبل سنوات وخاصة تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى استعادة مكانة مصر الإفريقية، وتوطيد العلاقات مع مختلف الدول في القارة.
واستجابة لهذه الرغبة القيادية، سعت العديد من الشركات والعقول الوطنية إلى البحث عن طريق الوصول إلى قلب وعقل الشعوب الإفريقية. وما حدث مع تنزانيا كان نموذجًا لهذه التحركات الواعية لمثل هذه العقول الوطنية، والتي أسفرت تحركاتهم عن زيارة الرئيس السيسي لدار السلام في أغسطس 2017، والتي أضافت قوة دفع كبيرة لعلاقات البلدين كان من أبرز ملامحها انعقاد فعاليات الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين في القاهرة في يناير 2018، وذلك بعد 21 عاماً من انعقاد الدورة الثانية في "أروشا" عام 1997.
وتجدر الإشارة أن مصر وتنزانيا قد وقعتا عقد "ستيجلر جورج"، في 12 ديسمبر الماضي، بحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي حين كان وزيرًا للإسكان، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري، ومحسن صلاح، رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب، التي تنفذ السد.
وتقرر أن تنفذ شركة المقاولون العرب السد بجميع مراحله بالتعاون مع شركة السويدي، التي تتولى تنفيذ محطة كهربائية ضمن المشروع.
وكانت المقاولون العرب، فازت في مناقصة لتصميم وبناء سد ستيجلر جورج الضخم والذي يجرى تأسيسه على ضفاف نهر روفيجي بتنزانيا بتكلفة تبلغ 2.9 مليار دولار.
وتعتبر تنزانيا، السد، واحدا من أهم المشروعات الوطنية لتوليد الطاقة، واختيار شركة مصرية لتنفيذه؛ يعد ثقة كبيرة في القدرات المصرية.
ومن هنا تأتي أهمية مشروع "جسر الوحدة"، والذي سيكون مشروعًا أضخم من سالفه (سد ستيجلر جورج)، فبحسب المستشار التجاري لسفارة تنزانيا بالقاهرة، م. عامر أبوالخير، فإن هذا المشروع سيتم على ثلاث مراحل، وبتكلفة تتجاوز 10 مليار دولار، وللمزيد من التفاصيل كان لنا معه هذا الحوار:
ما الذي دعاكم للاستثمار في تنزانيا؟
تنزانيا من الدول الإفريقية القريبة منا جدًا ليس من حيث المسافة، وإنما الثقافة، وكثير من المصريين وربما العرب لا يعرفون الكثير عنها على الرغم من أن بيننا الكثير من المشتركات، منها الدين واللغة.
أعلم أن اللغة الرئيسية للتنزانيين هي الانجليزية؛ لكن الكثير منهم يعرف العربية ويتحدث بها، بل إن اللغة السواحلية التي يتحدث بها سكان تنزانيا خليط بين العربية والانجليزية.
هذه معلومة سريعة نسوقها لمن يسأل لماذا تنزانيا؟ لكن هذه الثقافة لا دخل لها في الاستثمار، فما دعانا لاختيار تنزانيا هي الثروات الطبيعية الكثيرة التي تملكها، مثل الجزر الرائعة، والطبيعة الخلابة، وخصوبة التربة، وكثرة المراعي بها، وتنوع مناحها على امتداد مساحتها، فضلًا عن إمكانية توليد الكهرباء بها، كلها إمكانيات تجذب أي مستثمر للمجئ إلى تنزانيا والاستثمار بها.
فماذا عن مشروع "جسر الوحدة"؟
قبل الإفصاح أو الحديث عن المشروع القومى الكبير بدولة تنزانيا "جسر الوحدة"، أود أن أوجه الشكر للقيادة السياسية الواعية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي طالما وجه لاستعادة العلاقات مع إفريقيا، وتوطيدها بكافة السبل، وقد كان لزيارته إلى دار السلام في أغسطس 2018 أبلغ الأثر على تعجيلنا باتخاذ خطوات إيجابية بالتنسيق مع الجانب التنزاني، حيث بدأت دراسة هذا المشروع وعرضه على الحكومتين المصرية والتنزانية منذ العام 2015.
ولإيماني الشخصي ومعي كثير من المستثمرين أن "مصر تستطيع"، تحدثنا إلى أكبر الشركات المتخصصة في شئون بناء وتشييد الجسور، وفحصنا كل الطريق الواصل بين منطقة باجومايو إلى دار السلام ثم إلى جزيرة زنجبار، والذي يبلغ طوله 42كم، وسيكون بعرض 27م، في مياه المحيط الهندي من أجل بناء الجسر الذي سيكون نقلة اقتصادية شاملة لتنزانيا وشعبها، ويدب الحماسة فينا تنفيذ مصر حاليًا لمشروع "سد ستيجلر جورج"، والذي سيتكلف 3 مليارات دولار.
وكيف سيكون هذا الجسر نقلة كبيرة وشاملة لاقتصاد تنزانيا؟
حال تمّ بناء هذا الجسر فسيكون ترتيبه الثامن عالميًا، وسيكون بمثابة "لاند مارك" لتنزانيا، الأمر الذي سيعطيها أهمية اقتصادية وجيوسياسية أيضًا.
لكن ليس هذا كل شيء، فبناء الجسر سيسمح بإنشاء العديد من الاستثمارات الاستراتيجية، في السياحة بجميع أنواعها الرياضية والترفيهية والصناعة وإنشاء أكبر منطقه استثمارية وصناعية ولوجوستية في شرق ووسط إفريقيا.
وعلى أحد أطراف الجسر، على شاطيء تنزانيا عند دار السلام يتم عمل عاصمة إدارية جديدة على مساحة 50كم2، وبمسافة 15كم من طول الجسر على المحيط الهندي، إضافة إلى أكبر مدينة للرياضات المائية، وأخرى علمية تهتم في المقام الأول بالبحوث الزراعية نظرًا لما تتمتع به التربة التنزانية من خصوبة عالية جدًا.
وسنقوم كذلك ببناء محطات خدمية للمياه والكهرباء وأكبر تجمع للمعارض الدولية.
طبيعة تنزانيا الخلابة، وبيئتها النظيفة، ستجعل السياحة فيها تنافس بجدارة موريشيوس والمالديف، والمشروعات الصناعية التي نخطط لتنفيذها خلال مراحل تشييد "جسر الوحدة" الثلاثة، سيكون من شأنها جذب الاستثمارات العالمية، وسيجعل من تنزانيا الأولى في النمو الاقتصادي على مستوى القارة السمراء، وهذا من شأنه أن يعود بالنفع على مصر، نظرًا للثقة التي ستكتسبها الشركات المصرية المنفذة لهذه المشروعات في إفريقيا والعالم، فضلا عن المكاسب المادية المتحصلة من هذه الإنشاءات.
هذه المشروعات معظمها بحسب حديثكم سيكون في اتجاه دار السلام فماذا عن زنجبار؟
هذا المشروع هدفه الأول ربط جزيرة زنجبار بدار السلام وباقي مناطق تنزانيا، وهذا في ذاته نفع كبير لزنجبار؛ ولكن نحن نضع لزنجبار أيضا مجموعة من المشروعات ولكن على مستوى أقل نظرًا لصغر المساحات فيها.
وما هي المعوقات التي تواجه هذا المشروع الاستراتيجي؟
مكثت على دراسة هذا المشروع منذ 2015، وتم استيفاء دراسته من كل الوجوه، الفنية والاقتصادية والجغرافية والمالية، وتم تحديد الأعماق واختيار أماكن وضع الجسر واختيار المنطقه التى سوف تقام عليها المنطقه الاستثمارية، وتواصلت مع جميع الجهات المعنية، حيث أن الشعب التنزانى منبهر وسعيد جدًا من إقامة هذا المشروع، لما له من عظيم الأثر سياحيًا واستثماريًا، ويذلل كل العقبات تلك الرغبة التنزانية في جذب المستثمرين وتذليل كافة العقبات أمامهم من أجل تحقيق نهضة كبيرة في تنزانيا يرى كثيرون أنها مؤهلة لها.
فبالنسبة للتنفيذ والدراسات فنحن وبحمد الله قمنا بالتوقيع مع أكبر بيت للخبرة فى هذا المجال وهو مكتب "محرم وباخوم"، نظرًا لما له من خبرة مشهود له بها فى هدا المجال وتم توقيع مذكرة شراكة معه فى نوفمبر الماضي، وذلك بعد انتهاء مؤتمر الاستثمار الإفريقي في مصر، ليكون هذا التوقيع، وهذا المشروع، باكورة ثمار هذا المؤتمر الأول في القارة السمراء بأيادي مصرية، بعد مشروع سد ستيجلر جورج.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع جسر الوحدة فكرة وتصميم شركة A جروب، وبتنسيق ومباركة الجانبين المصري والتنزاني.
أما العقبة الكبرى وهي التمويل، فإن لدينا عروضًا جادة من بنوك دولية خليجية، ولذلك سوف نقوم فى بدايه العام الجديد ٢٠٢٠ بعمل مؤتمر صحفي عالمى للإعلان عن أكبر مشروع في القارة السمراء وثاني أكبر مشروع لتنزانيا بأيادٍ وأفكار وتصميم مصري بدار السلام وبحضور القادة السياسيين والمهتمين بالاستثمار بالأراضي التنزانية المخصصة لهذا المشروع.
وختاما نحن ندعو كل الشركات المصريه التى تعمل فى هذا المجال إلى الانضمام لنا حيث أننا نرغب أن تكون كل الأعمال بأيادٍ مصرية.
+ There are no comments
Add yours