حذر مختصون عراقيون في الجانب الانساني والإغاثي، اليوم الأربعاء، من “كارثة” إنسانية قد يتعرض لها الآلاف من نازحي مدينة الموصل(شمال) مع توقعات بهبوط درجات الحرارة إلى مادون الصفر خلال اليومين القادمين.
وقالت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية اليوم، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى مادون الصفر المئوي شمالي البلاد، اعتبارا من يوم الجمعة المقبل بسبب كتلة هوائية جافة وباردة نسبياً مرافقة لامتداد المرتفع الجوي السيبيري”.
وأظهرت النشرة الجوية اليومية انخفاض درجات الحرارة في محافظات شمال البلاد ابتداءاً من يوم غد الخميس، لتصل الى أدنى مستوياتها الجمعة والسبت المقبلين.
ووفقا للنشرة من المتوقع أن تبلغ درجة الحرارة في محافظة دهوك -1 مئوية، وأربيل -2 مئوية، والسليمانية -2 مئوية.
والمرتفع السيبري كتلة ضخمة من الهواء البارد جدا والجاف تنشأ فوق منطقة سيبيريا (شرق وشمال شرق روسيا) ويسود ضغط مرتفع في المناطق التي يؤثر عليها.
ويعد المرتفع مسؤولا عن موجات البرد القارس والجاف في مناطق واسعة من أوروبا وآسيا، وقد يعبر تأثيره المحيط المتجمد الشمالي ليؤثر على كندا والولايات المتحدة.
وقالت نجاة الجبوري المستشارة في مؤسسة “مجتمعات عالمية” (CHF سابقا -غير حكومية تعنى بتنفيذ برامج التنمية في المجتمعات المتضررة)، إن “مخيمات نازحي الموصل تعاني نقصا في الأغذية والاحتياجات الضرورية إلى جانب الخطورة التي ستشكلها موجة البرد التي ستضرب المنطقة”.
وأضافت الجبوري إن “الحكومة العراقية والمجتمع الدولي مطالبان بالتحرك العاجل لمساعدة نازحي الموصل مع دخول فصل الشتاء وموجات البرد والمطر”.
وأشارت إلى أن “الأطفال والنساء وكبار السن بحاجة إلى الرعاية الخاصة، فالمساعدات الغذائية والمواد العينية لم تعد كافية لمواجة الظروف الصعبة”.
وحذرت من “انتشار الأوبئة والأمراض بين الأطفال النازحين بسبب التقلبات الجوية”، داعية إلى “سرعة التحرك لاحتواء الأزمة ومنع حدود كوراث”.
من جهته قال إياد رافد عضو جمعية الهلال الأحمر العراقية إن “نحو ألفي مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء نزحوا خلال اليومين الماضيين من مناطق شرق وشمال وجنوب الموصل إلى مخيمات قرب المدينة”.
وأضاف رافد أن “هذه المخيمات غير مهيأة لمقاومة انخفاض درجات الحرارة إلى مادون الصفر، ما يشكل خطورة كبيرة على حياة الاطفال وكبار السن والمرضى في مواجهة موجة البرد”.
ويتواجد أغلب نازحي الموصل في مخيمي الخازر (على نحو 30 كلم شرق الموصل) ويتسع لنحو 8 آلاف عائلة، وحسن شام الواقع في منطقة الخازر أيضا، ويتسع لنحو 24 ألف نازح.
وأمس الثلاثاء أعلنت الأمم المتحدة، أن عدد النازحين من الموصل تجاوز 82 ألفا شخص منذ بدء عملية استعادة المدينة من تنظيم “داعش” يوم 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي. –
+ There are no comments
Add yours