اختارت العديد من العائلات الأردنية أن تقضي اليوم الأخير من أيام عيد الأضحى المبارك برفقة أطفالها في “المدن الترفيهية” باعتبارها المتنفس الوحيد لهم، لا سيما مع طول العطلة التي بدأت اعتبارا من يوم الجمعة الماضي وتستمر حتى السبت القادم.
وعادة ما يمضي الأردنيون الأيام الأولى للعيد، في زيارات الأهل والأقارب وإقامة الولائم على شرف الضيوف، فيما ينصرفون بعدها للترويح عن أنفسهم وعائلاتهم في المنتزهات وأماكن الترفيه.
ورصد مراسلنا، أجواء اليوم الرابع للعيد في محافظة إربد (شمالاً)، حيث اكتظت مدن الألعاب بزائريها من الأردنيين والسوريين، والذي أدى طول الأزمة في الجارة الشمالية إلى فرض تعايش فيما بينهم مع وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضي المملكة.
وقال السوري عبد الرحمن حماد (43 عاماً) الذي كان برفقة زوجته وأطفاله بمدينة الألعاب: “جئنا إلى هنا كي نشعر الأطفال بالعيد رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، وبالتأكيد ما كنا نقوم به خلال أيام العيد عندما كنا في سوريا لم يعد متاحا حالياً، ونحن مع الأردنيين نعيش كأهل”.
وأشار الطفل الأردني علي إبراهيم القريوتي (10 أعوام) وهو يجول بنظره باتجاه الألعاب التي ينوي أن يجربها “اليوم آخر يوم بالعيد، ونحن لا نأتي إلى هنا باستمرار، وقد جئنا إلى هنا لأننا نحب الألعاب”.
فيما رأى الأردني محمد الروسان (37 عاماً) أن “الأصل أن يفرح الإنسان بالعيد وينشر الفرح بين أسرته وإخوانه، وأحضرنا الأولاد كي نغير لهم الأجواء، صحيح أن هناك أمور أثرت علينا وطول السنة ونحن نسمع أخبارا تضايق النفس، ولكن في أيام في العيد يجب أن يفرّج الواحد عن نفسه”.
من جهته، قال حسين دمج وهو أردني الجنسية من أصول لبنانية في العقد السادس من عمره، صاحب أحد مدن الألعاب الترفيهية في مدينة إربد إنه رغم الحضور الحاشد الذي تشهده مدينة الألعاب التي يملكها إلا أنه لا يقارن مع كثافته في الأعوام الماضية وذلك نتيجة الظروف التي تمر بها المنطقة.
جدير بالذكر أن الأزمات التي تشهدها الدول المحيطة بالأردن قد أثرت عليه بشكل كبير وقد شهدت صناعة السياحة الأردنية للشهور الخمسة الأولى من العام الجاري، تراجعاً مع استمرار التوترات الأمنية في دول الطوق للمملكة (العراق وسوريا).
ويعتبر الأردن الذي يزيد طول حدوده مع سوريا عن 375 كم، من أكثر الدول استقبالًا للاجئين السوريين الهاربين من الحرب، إذ يوجد فيه نحو مليون و390 ألف سوري، قرابة النصف مسجلين بصفة “لاجئين” في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألفًا منهم دخلوا قبل الأزمة، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية. –
+ There are no comments
Add yours