لافرنتييف: الدول الضامنة تترقب اعتماد وثائق “مناطق خفض التوتر” في سوريا

1 min read

قال المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، اليوم الأربعاء، إن الدول الضامنة تنتظر القرارات الصادرة عن "مجموعة العمل" لتوقيع الوثائق المتعلقة بـ"مناطق خفض التوتر"، التي أقرت في سوريا قبل نحو شهرين.

وخلال اجتماعات "أستانة 5" في العاصمة الكازخية بشأن الأزمة السورية، والتي اختتمت أعمالها اليوم، قررت الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق في سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران، تشكيل مجموعة عمل، لمتابعة بحث قضية "مناطق خفض التوتر"، على أن تجتمع المجموعة، في العاصمة الإيرانية، مطلع أغسطس/ أب المقبل.

وعقب ختام اجتماعات سوريا، اعتبر المبعوث الروسي، في مؤتمر صحفي، أنه "خلال الشهرين (منذ مؤتمر أستانة 4) تم إنجاز الكثير، وجرت مشاورات مهمة، وتم التدقيق في بعض المسائل المتعلقة بالالتزام بنظام وقف الأعمال القتالية، ومناقشة أشكال وآليات مراعاة الالتزام بوقف إطلاق النار (الساري جزئيًا منذ نهاية عام 2016)".

وأضاف: "استطعنا تبني وثيقة لمجموعة عمل لها صلاحيات في مناقشة الأمور الجارية، وتمت مناقشة عدد كبير من المسائل والوثائق المقرر تبنيها، وهي تتعلق بإنشاء مناطق خفض التوتر، وتشكيل آليات لضمان سريانها".

وعن هذه الوثائق أوضح أنها تتضمن "مركز للتنسيق لتسوية ومراقبة الأوضاع في مناطق خفض التوتر، وانتداب قوات لمراقبة هذه المناطق، واستخدام قوات المراقبة للقوة في هذه المناطق"، دون تحديد بقية الوثائق.

ومضى قائلا إن هذه "الوثائق بحاجة إلى إعادة صياغة للوصول إلى مستوى إنشاء هذه المناطق.. مسار أستانة يعتبر فقط جزء من الجهود الدولية، ونأمل أن تخلق جهودنا هنا أساسًا جيدًا لإيجاد تسوية سياسية في سوريا وتطوير العملية السياسية".

وشدد المبعوث الروسي على أن "كل الوثائق جاهزة، وعندما تقول مجموعة العمل إن الوثائق جاهزة للاعتماد فسنعتمدها، ونعتمد التنفيذ العاجل لبنود الوثيقة".

** قوات روسية
وحول القوات الروسية التي يمكن أن تنتشر في "مناطق خفض التوتر" بسوريا، قال لافرنتييف إنها "دوريات من الشرطة العسكرية، وليس لها مهام قتالية، وتحمل سلاحا خفيفا لأغراض الدفاع عن النفس".

وردًا على سؤال بشأن التحفظات التركية، أجاب بأن "القرارات تتخذ بالتوافق، والجانب التركي قال إنه بحاجة لمزيد من الوقت لتنسيق الجوانب المختلفة لهذه القضية، ونحن لم نلح طالما هم بحاجة إلى وقت.. أجلنا توقيع الوثيقة وهي مسألة مؤقتة".

وكانت الدول الضامنة اتفقت في اجتماعات "أستانة 4"، يوم 4 مايو/أيار الماضي، على إقامة "مناطق خفض التوتر"، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاثة لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.

وبدأ سريان الاتفاق في السادس من الشهر نفسه، ويشمل 4 مناطق هي: محافظة إدلب وأجزاء من محافظة حلب وأجزاء من ريف اللاذقية (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وريف حمص الشمالي (وسط)، وريف دمشق، ودرعا (جنوب).

** المنطقة الجنوبية
وبشأن حدود "مناطق خفض التوتر"، قال المبعوث الروسي إنه "تم تحقيق تقدم كبير ضمن مجموعة العمل، بتنسيق حدود حمص (وسط) والغوطة الشرقية (ريف دمشق)، ولدى خبرائنا العسكريين توافق على هذه الحدود، وتم التوقيع عليها، وهي جاهزة للاعتماد على مستوى أعلى، وهذا يعني أنه يتم وضع أساس لعمل هذه المناطق".

وحول المنطقة الجنوبية (درعا) ورغبة روسيا بإخراجها من اتفاق "مناطق خفض التوتر"، أجاب بأنه "تم إنشاء 4 مناطق مع مراعاة تأثير القوى الخارجية على الأطراف المتنازعة (في تلك المناطق)، ففي إدلب (شمال) وحمص والغوطة الشرقية يوجد تأثير قوي لتركيا وإيران، ونركز على المناطق الثلاث هذه كمناطق أولوية".

وتابع لافرنتييف بقوله: "في الجنوب يوجد تأثير على الفصائل المعارضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، ودون مشاركتهما لا يمكن أن يدور حديث عن مناطق خفض توتر.. يجب أن تجري المفاوضات مباشرة مع يمتلكون التأثير".

** مسار جنيف
من ناحيته، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفن دي ميستورا: "نقدر العمل الجاد للدول الضامنة وكافة الدول المعنية بالتسوية وخفض العنف وتعزيز نظام وقف إطلاق النار.. حاولنا ثلاث مرات وقف العمليات القتالية، والآن نريد أن نعزز ما تم إنجازه".

وأضاف دي ميستورا، في مؤتمر صحفي بأستانة، أن "النزاع معقد، ويتطلب كثيرا من الحماس والرغبة، والقيام ولو بخطوات قصيرة.. لقد أُنشئت منصة أستانة لوقف الأعمال القتالية، وخفض التوتر، ويجب دعم هذا المسار".

وتطرق المبعوث الدولي إلى مسار جنيف السياسي بقوله: "نبدأ جولة جديدة من المفاوضات، ونأمل في استثمار التقدم المحرز في أستانة لتحقيق تقدم سياسي".

وأخفقت ست جولات من المفاوضات في مدينة جنيف السويسرية، أحدثها في مايو / أيار الماضي، في تحقيق أي تقدم يذكر في ملفاتها الأربعة، وهي الحكم، والدستور، والانتخابات، والإرهاب، ويعتزم دي مستورا بدء جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية، في 10 يوليو/ تموز الجاري

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours