حصد وباء الكوليرا أرواح عشرات اليمنيين، خلال الشهرين الماضيين، ومع دخوله شهره الثالث، يبدو أن المرض الذي حبس أنفاس اليمنيين مهددا بفتك آلاف الأرواح ببلد يعاني من انهيار صحي، في طريقه للانحسار، بحسب منظمة الصحة العالمية ومسؤولين محليين.
وبعد 8 أسابيع من تسجيل أرقام مفزعة في عدد الوفيات جراء الكوليرا اعتبرها مراقبون بأنها تنافس الحرب المتصاعدة منذ أكثر من عامين، بدأ كابوس الوباء القاتل بالانزياح عن كاهل اليمنيين، ولكن بعد أن تسبب في مفاقمة سوء التغذية الحاد في البلاد جراء الإسهالات الحادة، وخصوصا بين الأطفال وكبار السن.
وكشفت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها، اليوم الخميس، عن تسجيل انحسار ملحوظ في أعداد ضحايا الكوليرا، مع دخول الوباء شهره الثالث منذ بدء موجة التفشي، في 27 إبريل/ نيسان الماضي.
ووفقا لتقرير المنظمة الدولية، الذي حصلت عليه الأناضول، فإنه لم يسجل منذ منذ 26 يونيو/ حزيران الجاري، سوى 17 حالة وفاة في 20 محافظة يمنية، في مؤشر على أن معدل الوفيات بات تحت السيطرة.
وذكر التقرير، أن حالات الوفيات وصلت إلى 1417 حالة، فيما وصل عدد الحالات المصابة والمشتبه بإصابتها بالوباء إلى 225 ألف و500 حالة.
وخلال الأيام الثلاث الماضية، لم تسجل أي حالة وفاة في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، التي تعد أكثر المحافظات المنكوبة بواقع 223 حالة وفاة خلال شهرين، كما لم يتم تسجيل أي حالات وفاة في العاصمة صنعاء ومحافظة تعز (جنوب غربي)، وجميع مدن الجنوب، حسب التقرير.
انحسار أيضا في الإصابات
حالات الإصابة والاشتباه بالمرض تراجعت هي الأخرى مع دخول الوباء شهره الثالث، ووفقا لتقرير الصحة العالمية، تم تسجيل نحو ألف إصابة خلال 3 أيام في العاصمة صنعاء، التي كانت تشهد تسجيل نحو 3 آلاف إصابة بشكل يومي، أما محافظة حجة أكثر المناطق المنكوبة، فلم تسجل سوى 16 إصابة فقط .
كما تم تسجيل عشرات الإصابات فقط في باقي المحافظات اليمنية شمالا وجنوبا، رغم توقعات الصحة العالمية بأن تستمر حالات الإصابة بالتصاعد والسيطرة على حالات الوفيات.
ووفقا لوكيل وزارة الصحة اليمنية، علي الوليدي، فقد ساهمت التدخلات الكبيرة من قبل الوزارة مع الشركاء الدوليين والخليجيين، في انحسار الوباء بكثير من المناطق.
وقال المسؤول اليمني، للأناضول، إنه "بالإمكان القول إن المرض في طريقه للانحسار، جراء الجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية، وكذلك التثقيف الصحي وتوفير الأدوية والمستلزمات وزيادة الكادر الطبي في المدن المنكوبة".
وتزامن الانحسار مع إعلان رئيس الحكومة الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، رفع حالة الطوارئ الصحية في 5 محافظات جنوبية، لكن وكيل وزارة الصحة إشار إلى أن ذلك كان "ضرورة ملحة".
وقال الوليدي، إن "حالة الطوارئ تأتي ضمن خطة لرفع حالة الاستعداد لمحاصرة الجائحة والسيطرة عليها".
من جانبه، أعرب كبير مستشاري منظمة الصحة العالمية، أحمد زويتن، في بيان صحفي له اطلعت عليه الأناضول، عن أمله "في حدوث نقص ولو طفيف في عدد الحالات المسجلة خلال الأيام القادمة".
وقال زويتن، إنه "من الممكن أن ننتظر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حتى يتسنى التأكد من ذلك (..) اليوم نستطيع القول إن معدل الوفيات تحت السيطرة".
خارطة انتشار المرض
انتشر وباء الكوليرا في 20 محافظة يمنية من أصل 22، فيما ظلت محافظتا حضرموت وسقطرى خاليتين من تسجيل أي اصابات، حسب الصحة العالمية.
وكانت محافظة "شبوة" شرقي البلاد، وفق تقرير المنظمة الطبية العالمية، المنطقة الوحيدة التي لم يتم تسجيل حالات وفاة فيها، رغم وقوع 95 حالة إصابة بالكوليرا، حتى مساء اليوم الخميس.
وخلال الفترة الماضية، أرسلت منظمات دولية، وعلى رأسها الصحة العالمية، يونيسف، والصليب الأحمر، شحنات مستلزمات طبية إلى اليمن، كما أرسل مركز الملك سلمان للإغاثة السعودي والهلال الأحمر الإماراتي والقطري، شحنات أدوية.
واستغلت المنظمات الأممية الوباء لإجبار الشركاء الدوليين على الوفاء بالتزاماتها تجاه اليمن، حيث أعلنت السعودية التبرع بـ66 مليون دولار لمواجهة الكوليرا، كما خصص الاتحاد الأوروبي 8 ملايين يورو.
+ There are no comments
Add yours