العراق على شفا حرب جديدة

1 min read

تعيش العراق على شفا حرب جديدة بسبب الإصرار الكردي على السيطرة على مناطق متنازع عليها مع بغداد بالقوة حتى قارب البركان الذي سكن لثلاث سنوات خلت منذ دخول القوات الكردية إلى محافظة كركوك على الانفجار.

واليوم الإثنين، تمكنت القوات العراقية من فرض سيطرتها على هذه المحافظة المركزية في النزاع بين الإقليم وبغداد، الأمر الذي أثار غضب قيادات شمال العراق "كردستان" وبدأت عملية استنفار داخل صفوف قوات الجيش الكردي "البيشمركة" ربما لحرب قريبة محتملة حال إصرار بغداد على إلغاء الإقليم لنتائج الاستفتاء الذي جرى في الخامس والعشرين من الشهر الماضي كشرط رئيسي لبدء حوار مع قيادات الإقليم.

ومساء اليوم، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، إحكام السيطرة الكاملة على مدينة كركوك (شمال) والمناطق المحيطة بها، خلال عملية عسكرية استمرت أقل من يوم (17 ساعة)، لتنهي بذلك وجود قوات البيشمركة في المنطقة منذ 2014.

وكانت كركوك الغنية بالنفط قد شاركت فى الاستفتاء الذى تم بمبادرة من رئيس كردستان، مسعود البارزانى، رغم منع بغداد له، وفى هذا الصدد، نستعرض أهم المحطات التى مرت بها الأزمة بين الحكومة العراقية، وإقليم كردستان، منذ إجراء الاستفتاء، وصولًا إلى المعركة العسكرية، اليوم، فى محافظة كركوك.

عقب الاستفتاء

في اليوم التالي للاستفتاء أعلن رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، حظر الرحلات الجوية الدولية من كردستان وإليه بعد ثلاثة أيام، فى حال لم يتم إخضاع المطارات للحكومة الاتحادية.

وفي 27 سبتمبر، صوت نواب البرلمان العراقي لصالح إغلاق مراكز حدودية فى مناطق خارجة عن سيطرة السلطة المركزية، مطالبين رئيس الوزراء اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للحفاظ على وحدة العراق، مجددين تأكيدهم على ضرورة إرسال قوات أمن إلى المناطق المتنازع عليها.

وفي 29 سبتمبر، تم تعليق الرحلات الجوية بين كردستان العراق، والخارج، بأمر من بغداد، لكن القرار استثنى الرحلات الإنسانية والعسكرية والدبلوماسية، وأكد العبادى، أن الأمر ليس عقابا، بل إجراءً قضائيًا، هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه الولايات المتحدة، أنها لا تعترف بالاستفتاء، داعيه كل الأطراف إلى الحوار وضبط النفس.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة لن تنحاز إلى طرف في الأزمة بين إقليم شمال العراق والحكومة المركزية.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض "لقد كان لدينا علاقة جيدة جداً مع الأكراد على مدى سنين، كما أننا كنا إلى جانب العراق كذلك، بالرغم أنه لم يكن علينا الذهاب إلى هناك أساسًا، لكننا لن ننحاز لأي طرف في هذه المعركة".

وأضاف "لا نحب حقيقة أنهم يصطدمون".

أكتوبر

في 11 أكتوبر، أصدرت محكمة عراقية أمرًا باعتقال رئيس وعضوى المفوضية التى أشرفت على استفتاء انفصال إقليم كردستان، الأمر الذي أثار ثائرة أربيل.

13 أكتوبر، أطلقت القوات الحكومية، عمليات عسكرية فى محافظة كركوك، وحققت تقدمًا مع استعادة مناطق يحتلها المقاتلون الأكراد منذ ثلاث سنوات.

14 أكتوبر، أعطت القوات العراقية، مهلة للمقاتلين الأكراد للانسحاب من مواقعهم والعودة إلى ما قبل عام 2014 فى محافظة كركوك، كما تدخلت واشنطن، فى مسعى للتهدئة.

15 أكتوبر، جدتت القوات العراقية، مهلتها للقوات الكردية، للانسحاب إلى مواقعها كما كانت عليه قبل عام 2014، ومن جانبهم، عقد أبرز المسئولين الأكراد، الذين يرفضون أى شروط للتفاوض من أجل معاجلة الأزمة، اجتماعًا، لبحث التطورات.

المستقبل

واليوم.. لا تزال الأحداث تحمل المزيد من المفاجآت غير السارة ربما، وأن العراق ربما مشرفة على حرب جديدة إضافة للحرب التي تخوضها حاليًا ضد داعش، ولا يستطيع أي مسؤول توقع ما تحمله رحم الأيام القليلة المقبلة.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours