القوات العراقية تحرير مئات المدنيين من داعش في الموصل القديمة

1 min read

فتحت قوات عراقية طرقا لخروج مئات المدنيين لتمكينهم من الفرار من المدينة القديمة في الموصل أمس فيما تقاتل لاستعادة الحي التاريخي من أيدي متشددي تنظيم داعش الذين يقاومون في مواجهة أخيرة دفاعا عن معقلهم الرئيسي الأخير في العراق. وتوجه قوات عراقية دربتها الولايات المتحدة على حرب المدن هجومها إلى شارعين متقاطعين في قلب المدينة القديمة بهدف عزل المتشددين في أربعة جيوب.

وتدخل المعركة الدائرة منذ أسبوع في المدينة القديمة أكثر مراحلها دموية في إطار الحملة المستمرة منذ ثمانية أشهر بدعم من الولايات المتحدة لاستعادة المدينة الشمالية التي سيطر عليها المتشددون في يونيو 2014. وشاهد مراسل من رويترز فتاة صغيرة مصابة بجروح في الوجه وهي تسير في ذهول وصدمة عبر جبهة القتال لدى خروجها من الحي المكتظ بالسكان مع مجموعة من جيرانها الذين قالوا إن عائلتها بالكامل قتلت في انهيار منزلهم.

وعبرت الأمم المتحدة أمس عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى المدنيين في المدينة القديمة المكتظة بالسكان وقالت إن ما يصل إلى 12 مدنيا قتلوا فيما أصيب المئات أمس وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق في بيان «القتال شرس جدا في المدينة القديمة والمدنيون يتعرضون لخطر شديد ويصعب تخيله، هناك تقارير عن أن آلافا وربما عشرات الآلاف من الناس محتجزون دروعا بشرية» لدى داعش .

 وتابعت قائلة «مئات المدنيين بينهم أطفال يتعرضون لإطلاق النار». وتتطلع السلطات العراقية إلى إعلان النصر على داعش في المدينة الواقعة في شمال البلاد في عطلة عيد الفطر. وذكر مراسل لرويترز من موقع قريب من جبهة القتال الأمامية إن طائرات هليكوبتر تقدم الدعم للهجوم البري بقصف تحصينات المتشددين في المدينة القديمة.

ويفتح تقدم القوات الحكومية ممرات للهروب للمدنيين المحاصرين في مناطق خاضعة لسيطرة داعش وخرجت أسر بأعداد قليلة ولكن متواصلة أمس يحمل بعضهم أطفالا مصابين أو يعانون من سوء التغذية. وقالت إحدى الأمهات «طفلي لم يتناول إلا الخبز والماء على مدى الأيام الثمانية الماضية». ووصل 100 مدني على الأقل إلى منطقة آمنة تسيطر عليها القوات الحكومية غربي المدينة القديمة خلال 20 دقيقة وقد بدا عليهم التعب والجوع والخوف.

ووزع عليهم جنود الماء والطعام. ولا يزال أكثر من 100 ألف مدني يعتقد أن نصفهم من الأطفال محاصرين في بيوت عتيقة في المدينة القديمة في ظل نقص في إمدادات الغذاء والماء والرعاية الطبية. وتقود وحدات دربتها الولايات المتحدة على حرب المدن القتال في متاهات الشوارع الضيقة بالمدينة القديمة متنقلين من منزل إلى منزل في مواقع أضيق من أن تسمح باستخدام عربات مدرعة. وقال تلفزيون فرنسا في بيان أمس السبت إن مراسلته فيرونيك روبير توفيت في باريس بعد إصابتها في انفجار بالموصل الأسبوع الماضي.

وأسفر انفجار لغم عن مقتل الصحفي العراقي بختيار حداد والصحفي الفرنسي ستيفان فيلينوف في حين أصيب مراسل آخر يعمل حرا بجروح طفيفة. وتقول منظمات إغاثة والسلطات العراقية إن داعش تحاول منع المدنيين من المغادرة لاستخدامهم دروعا بشرية.

 وقتل مئات المدنيين لدى محاولتهم الفرار من المدينة القديمة على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. ويقدم تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة دعما بريا وجويا للحملة المستمرة منذ ثمانية أشهر لاستعادة السيطرة على الموصل وهي أكبر مدينة سيطر عليها التنظيم المتشدد في اجتياح مفاجئ لمناطق من العراق وسوريا قبل ثلاث سنوات.
  

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours