العالم يدين المجزرة “الكيميائية” في إدلب

لقي الهجوم الكيميائي الذي تعرضت بلدة "خان شيخون" في ريف إدلب الجنوبي بسوريا أمس، إدانات دولية واسعة اليوم الأربعاء، ومطالبات بمحاسبة المتورطين بارتكابه.

وبهذا الخصوص، أدانت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، الهجوم ووصفته بـ "البربري"، وقالت "تلقينا بغضب كبير أخبار الهجوم الكيماوي الذي أسفر عن مقتل أطفال بشكل قاس".

وأضافت فريلاند في بيان صادر عن وزارتها اليوم "على الرغم من أنه لم تتضح بعد جميع الحقائق المتعلقة بالهجوم، إلا أنه يتشابه مع ما يقوم به النظام الوحشي الذي سبق له أن استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه".


وفي تصريحات له، أدان وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف، الهجوم الكيميائي على خان شيخون، وقال إن بلاده "تعرف جيدا ما يترتب على استخدام مثل هذه المواد".

وأشار إلى أن كازاخستان كانت لسنوات طويلة مسرحا لتجارب نووية.

بدوره، قال رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم تيرنبول، إن حكومته "تدين بأشد العبارات الممكنة الهجوم بالأسلحة الكيميائية على خان شيخون".

وأضاف تيرنبول في بيان صدر عنه اليوم، أن استخدام الأسلحة الكيميائية "بغيض وغير قانوني"، مشدداً على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجوم.

كما أعربت الحكومة النيوزيلندية اليوم، عن إدانتها للهجوم على خان شيخون ودعت إلى محاسبة المتورطين فيه.

ودعا وزير خارجية نيوزلندا، موراي ماكوللي، في بيان نشر على موقع الحزب الوطني النيوزيلندي، إلى فتح تحقيق شامل في الهجوم.

وأيضًا حلف الشمال الأطلسي (ناتو)، شجب الهجوم الكيمياوي، مشيرًا أن "هذا ثالث تقرير يردهم حول استخدام هذه الأسلحة البربرية في الشهر الأخير لوحده".

من جهته، استنكر البابا فرنسيس، بشدة الهجوم، واصفًا إياه بـ "المجزرة غير المقبولة".

ودعا البابا في تصريحات أمام جمهوره العام في الفاتيكان، اليوم إنه "الذين يتحملون المسؤولية السياسية على الصعيدين المحلي والعالمي، لإيقاف هذه المأساة وتقديم الإغاثة لسكان سوريا الأعزاء الذين انهكتهم الحرب الطويلة".

ومن الأردن، شجبت الحكومة الهجوم، مؤكدةً أن "هذه الجريمة المروعة يجب أن تضع المجتمع الدولي بأسره أمام مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية لتحديد مرتكبيها ومحاسبتهم".

وقال الناطق باسم الحكومة محمد المومني، في بيان بثته وكالة "بترا"، إن "مثل هذه الأفعال اللاانسانية البشعة واستمرار العنف واستهداف الأبرياء المدنيين أيّاً كانت دوافعها ومبرراتها تؤكد من جديد الحاجة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية الذي دعا إليه الأردن منذ بداية الأزمة".

أمّا النائب الأول لرئيس وزراء الكويت وزير الخارجية، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، فوصف الهجوم بـ"المجزرة البشعة"، مطالبا بـ"تقديم المسؤولين عن مثل تلك الجرائم إلى العدالة".

وطالب الصباح في كلمته أمام المؤتمر الدولي بشأن سورية المنعقد في بروكسل، المجتمع الدولي بضرورة تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بحماية الشعب السوري، والعمل على وضع حد لدوامة العنف وسفك الدماء في سورية التي تلقي بظلالها على المنطقة والعالم أجمع.

الخارجية المصرية بدورها، أدانت بأشد العبارات "القصف العشوائي (..) الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، من بينهم عدد كبير من الأطفال الأبرياء".

وقال الخارجية المصرية، في بيان، إن "المشاهد المؤلمة إنسانياً، وغير المقبولة، التي تناقلتها وسائل الإعلام جراء هذا القصف، تؤكد مرة أخرى أهمية دعم التسوية السياسية للأزمة السورية في أسرع وقت على أساس قرارات الشرعية الدولية".

وكذلك حركة "النهضة" التونسية وصفت الهجوم، بـ"الجريمة البشعة"، كما اعتبرته "جريمة حرب وإرهاب دولة بحق الشعب السوري".

ودعت "النهضة" في بيان أصدرته اليوم، إلى "محاسبة مرتكبي الجريمة، وتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته من أجل وقف الهجمات والانتهاكات"، لافتةً إلى أن الدلائل تشير إلى "مسؤولية النظام (السوري) في هذا الهجوم المروّع".

وقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، أمس الثلاثاء، على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب.

وعد الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل أكثر من 1300 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس/ آب 2013.

وسبق أن اتهم تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، النظام السوري بشن هجمات بغازات سامة. 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours