السودان وإسرائيل.. تطبيع عربي جديد

0 min read

أبوبكر أبوالمجد

قبيل مغادرته مطار “بن غوريون” في مدينة تل أبيب، متوجهًا إلى أوغندا في زيارة هي الخامسة له إلى أفريقيا خلال السنوات الثلاث الماضية، صرح بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل تعود إلى إفريقيا الكبيرة، وهناك تطور في العلاقات على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني”.

وأضاف: “آمل في نهاية هذا اليوم، أن أعود بأخبار جيدة لإسرائيل”، دون توضيح.

ومساء الإثنين.. وبدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في أوغندا، واتفقا على “بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين”.

هذا ما نشره الحساب الرسمي لمكتب نتنياهو على موقع “تويتر”.

وقال مكتب رئاسة الوزارء الإسرائيلي، في بيان له أن نتنياهو و البرهان بحثا معا سبل التعاون المشترك الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين؛ بينما لم يصدر أي نفي من السلطات السودانية حول هذه الأنباء.

وأضاف البيان أن “نتنياهو يعتقد أن السودان يسير في الاتجاه الإيجابي الصحيح” مؤكدا أن “رئيس المجلس السيادي في السودان، مهتم بمساعدة بلده الذي يمر بمرحلة التحديث عن طريق إخراجه من العزلة ووضعه على خريطة العالم مجددا”.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، مساء الإثنين، عن مصدر

إسرائيلي لم تسمه، أن “لقاء نتنياهو والبرهان يمكن أن يقود لمرور الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق السودان”.

وقالت الصحيفة، إن نتنياهو كان قد صرح بعد استئناف العلاقات مع تشاد في يناير 2019، بأنه يسعى لإقناع السودان وتشاد بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق عبر إفريقيا إلى البرازيل، وهو المسار الذي سيقلص مدة الرحلات الجوية بنحو 3 ساعات.

من جانبها أكدت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله في حديث لها مع قناة الجزيرة الفضائية :” أن لا علم لها بأي لقاء قد يكون جمع البرهان ونتنياهو.”

وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو طلب من البرهان فتح الأجواء السودانية أمام الطيران الإسرائيلي القادم من أميركا اللاتينية.

في المقابل، ذكرت ذات المصادر أن البرهان طلب من نتنياهو التوسط لتخفيف العقوبات الأميركية على بلاده وشطب اسم السودان من لائحة الإرهاب.

وكان نتنياهو قد وصل في وقت مبكر من صباح الإثنين إلى أوغندا واستبق زيارته بالقول إن “إسرائيل عادت إلى أفريقيا، وإن أفريقيا عادت إلى حضن إسرائيل”، شاكرًا الرئيس الأوغندي على مساعدة تل أبيب في “جهودها لتكثيف التعاون مع دول أفريقية”، ومضيفا أن “هذا أمر ذو قيمة كبيرة لإسرائيل ونقدره بعمق”.

من جانبه أكد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، أن بلاده تدرس إمكانية فتح سفارة لها في القدس.

وقال خلال لقائه نتنياهو “إذا قال صديق إنني أريد سفارتكم هنا وليس هناك، فلا أرى سببا لعدم القيام بذلك”، واستدرك بالقول “إننا نعمل بشكل حقيقي وندرس ذلك”.

كوهين وغوش

وذكرت التقارير الإسرائيلية أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين هو أيضا ينضم إلى زيارة رئيس الوزراء نتنياهو على غير عادته. وتأتي زيارة رئيس الموساد على خلفية نفي جهاز الأمن السوداني في مارس 2019 إن رئيس المخابرات والأمن الوطني السوادني صلاح غوش التقى مع رئيس الموساد الاسرائيلي في ألمانيا، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ بهدف إسهام إسرائيل بتلبية طلب السودان بأن تقرر الولايات المتحدة حذفها من لائحة الدول الداعمة للإرهاب التي أضيفت اليها عام 1993 وإزالة العقوبات المترتبة جراء ذلك.

أحلام نتنياهو أوامر

في ديسمبر 2018، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن شركات الطيران الإسرائيلي ستتمكن من التحليق فوق الأجواء السودانية في طريقها إلى أمريكا الجنوبية.

وجاء هذا التصريح من رحم التيارات التي كانت داخل نظام الخرطوم والحكومة وقتئذ اقترحت في وقت سابق السماح للطيران الإسرائيلي بالعبور عبر الأجواء السودانية للاستفادة من الخطوة اقتصاديًا باعتبار أنها ستسهم في المساعدة على اجتياز الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وسبق أن عرضت واشنطن على السودان منح إسرائيل إذن العبور.

حينها تجاهلت الخارجية السودانية التعليق على تصريحات نتنياهو سلبًا أو إيجابًا، كما تجاهلت الرد على التسريبات الإسرائيلية بشأن توجه إسرائيلي إلى التطبيع مع السودان.

وقال الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدني السوداني عبد الحافظ عبد الرحيم، حينئذ للجزيرة نت، إن سلطة الطيران المدني لم تتلق أية تعليمات أو أذونات فيما يتصل بالسماح للطائرات الإسرائيلية بالعبور في أجواء البلاد، وأكد أنها ما زالت محظورة عن التحليق في الأجواء السودانية.

واستفاد السودان من إغلاق المجال الجوي اليمني مع اندلاع الحرب هناك قبل ثلاثة أعوام، حيث تمكنت الخرطوم من تصميم ممرات جوية جديدة وزادت أعدادها من 13 إلى 42 ممرًا جويًا لتقريب حركة الطيران من نقطة إلى أخرى.

وقبل 12 عامًا، فشل مشروع أمريكي في ابتداع ممرات جوية تتحاشى المجال الجوي السوداني من جنوب أفريقيا وكينيا عبورا بتشاد وليبيا وإيطاليا بسبب ضعف الخدمات الملاحية في بعض الدول، فضلا عن التكلفة الاقتصادية والميزات التفضيلية للممر السوداني باعتباره الأفضل بين دول آسيا وأمريكا الجنوبية.

وفي وقت سابق وتحديدًا في نهاية نوفمبر 2018، فتحت الزيارة المفاجئة للرئيس التشادي إدريس دبّي إلى إسرائيل وإعلان إنهاء القطيعة معها؛ باب التكهنات بأن السودان ستكون الدولة التالية في سلم التطبيع.

ورأى محللون وقتها، أن زيارة دبّي لإسرائيل تمت بإيعاز وترتيب من دولتي السعودية والإمارات، وبما أن الخرطوم لعبت دورًا محوريًا في انضمام إنجمّينا إلى حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، فهذا يمثل مؤشرًا على أن السودان ليس بعيدا عن هذه الزيارة.

وهكذا ستلحق السودان ربما قريبًا بتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours