اعتقلت السلطات السودانية، اليوم الأحد، 3 من قادة المعارضة، وصادرت 6 صحف، خاصة وحزبية، إثر ارتفاع أسعار السلع بما فيها الخبز، جراء تطبيق السياسات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة، مؤخرا.وأعلن حزب المؤتمر السوداني (معارض) اعتقال رئيسه عمر الدقير، من ولاية شمال كردفان، الأحد، في مدينة الأبيض (غرب).
وقال بيان صادر عن الحزب اطلعت عليه الأناضول إن رئيس الحزب اعتقل بعد ساعات من اعتقال أمين حقوق الإنسان، جلال مصطفى.
وفي وقت سابق اليوم ، قال الحزب إن جهاز الأمن، اعتقل الرئيس السابق للحزب، إبراهيم الشيخ، وأمين حقوق الإنسان بالحزب، جلال مصطفى. وقال رئيس الحزب، عمر الدقير، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن "جهاز الأمن، اعتقل قياديي الحزب من منزليهما بالخرطوم، في محاولة لممارسة قمعه المعتاد للقوى السياسية والجماهيرية لمواجهة الحراك الثائر رفضا للزيادات الباهظة".
وأضاف، "إن التزام حزبنا وانحيازه إلى قضايا الجماهير وحقهم فى الحياة الحرة الكريمة التزام من صميم برنامجنا".وصادرت السلطات السودانية صحف "التيار"، و"المستقلة"، و "القرار"، و "الصحية"، (الخاصة)، وصحيفتي "أخبار الوطن"، و"الميدان" (الحزبية).
وقال سكرتير صحيفة "القرار"، لؤي عبد الرحمن لـ " الاناضول " إنه تم مصادرة الصحيفة من المطبعة "، مضيفا عدم إبلاغه بالسبب.من جانبها قالت رئيس تحرير صحيفة أخبار الوطن هنادي الصديق، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إنها "لا تعلم أسباب المصادرة، ولم يتم إخطارها"، مرجحة بسبب ما أسمته "التناول الأمين والشفاف لأخبار الزيادات والمتابعة المهنية لغلاء المعيشة".
ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات حتى الساعة 12: 00 بالتوقيت المحلي (10: 00 تغ)وكانت وسائل اعلام محلية نقلت حدوث احتجاجات متفرقة، ومحدودة يومي (الجمعة والسبت) في العاصمة الخرطوم، ومدن أخرى ، تنديداً بالغلاء وارتفاع الأسعار.
وأحدثت الزيادات في الأسعار غضبا شعبيا، لا سيما بسبب الخبز، بعد أن أعلنت المطاحن الرئيسية بالبلاد، الجمعة، زيادة اسعار شوال الدقيق المستخدم في الخبز بنسبة 200%.
إلا أن شرطة ولاية الخرطوم، نفت اليوم الأحد، خروج مظاهرات، وتوعدت مروجي الشائعات، وفقاً لتصريحات مدير شرطة الولاية اللواء إبراهيم عثمان لصحف محلية.
وقال إن "الأوضاع الأمنية هادئه في ولاية الخرطوم، ولم ترصد الشرطة تحرك أي جهة أو عمل غير قانوني بغرض مظاهرة" وشدد إبراهيم على أن إدارته لن تسمح لوسائل التواصل الإجتماعي بإحداث البلبلة، متوعداً مروجي الإشاعات والأجندة الخاصة، قائلا " لدينا إدارة متخصصة لملاحقة مطلقى ومروجي الشائعات"ودعت أحزاب معارضة، الشعب السوداني للخروج في احتجاجات سلمية لمناهضة القرارات الاقتصادية.
وأطلق حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة، نداء للشعب السوداني للتحرك السلمي للإطاحة بالحكومة، إثر تطبيق الزيادات الأخيرة في أسعار الخبز. ودعا المكتب السياسي للحزب في بيان أطلعت عليه الأناضول الشعب السوداني واعضاء الحزب إلى الخروج للشوارع، تعبيراً حراً عن رفض سياسات النظام الاقتصادية الفاشلة.
فيما دعا تحالف قوى الإجماع الوطني (تحالف يضمن احزاب معارضة على راسها الحزب الشيوعي والبعث) الشعب إلى تنظيم الصفوف للإنتفاضة الشعبية. وقال التحالف في بيان، "لا بديل أمام شعبنا سوى إسقاط النظام وتصفيته وتفكيكه عبر الانتفاضة الشعبية السلمية"، وأضاف "وإقامة البديل الديمقراطي بتنظيم صفوفنا ورفع صوتنا عالي".
وأقر البرلمان السوداني، الأحد الماضي، الموازنة المالية للعام 2018، والتي أقرت رفع الدولار الجمركي إلى 18 جنيها بدلا عن 6.9 فضلا عن رفع تعرفة الكهرباء لقطاعات الصناعة والزراعة والتجارة.
وفي سبتمبر/أيلول 2013، سقط العشرات في مظاهرات اندلعت بالخرطوم وعدة مدن سودانية؛ احتجاجا على رفع الدعم الحكومي عن الوقود والخبز.ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، في حين تنتج البلاد ما لا يتجاوز 12 إلى 17 بالمائة من الاستهلاك السنوي.
وتعاني الحكومة من عجز في توفير اعتمادات العملة الصعبة لاستيراد القمح، والتي تتجاوز ملياري دولار سنويا.
+ There are no comments
Add yours