السعوديات يترقبن قرارًا تاريخيًا يسمح لهن بقيادة السيارة

1 min read


كشفت إحدى الصحف المحلية عن استطلاع علمي شمل جميع مناطق المملكة حول قبول أو رفض إقرار قيادة المرأة للسيارة.
عندما شاهد السعوديون الملك عبدالعزيز آل سعود، راكبًا في سيارة قبل نحو 70 عامًا، بدا لهم أن سحرًا ما يستخدمه مؤسس المملكة ليجعل الحديد يسير وحده على حد وصف كثير ممن عايشوا تلك الحقبة التي وصفوها بالحلم، لكن ذلك الحلم الذي تحول لحقيقة فيما بعد بامتلاك ملايين السعوديين للسيارات وقيادتها، لم يشمل النساء حتى هذا اليوم.


فالمملكة التي تعد واحدة من أكثر دول العالم استيرادًا للسيارات بمختلف أنواعها تلبية لعلاقة وثيقة تجمع سكان البلد الخليجي الصحراوي بالسيارات، لم تسمح للنساء بقيادة السيارات استنادًا لفتاوى قديمة لعلماء الدين الذين رأوا في الأمر حينها مخالفة لتفسيرهم المتبع في البلاد للشريعة الإسلامية.

ورغم المطالب الواسعة التي قادتها ناشطات سعوديات خلال السنوات الماضية، والحملات التي نظمنها، وتحدين في بعضها الحظر بقيادة السيارات في شوارع السعودية قبل أن يتم توقيفهن، إضافة للانتقادات الدولية التي جلبها ذلك الحظر للمملكة، ظلت نساء المملكة محرومات من قيادة السيارة حتى الآن.

لكن حلم النساء بقيادة السيارة في السعودية يبدو قريبًا جدًا اليوم مع توالي الأنباء والمؤشرات حول قرب صدور قرار السماح للنساء بقيادة السيارة بالتزامن مع بدء المملكة بتنفيذ خطة تحول جذري في طريقة إدارة البلاد تشمل مختلف جوانب الحياة.

وكان مصدر حكومي مطلع قال لموقع “إرم نيوز” قبل نحو أسبوع، إنه اطلع على مسودة قرار حكومي حول السماح للنساء باستخراج رخص قيادة للسيارة، لكنه أشار إلى أن مناقشتها وصدورها في قرار رسمي تأجل حتى نيسان/ أبريل المقبل.

وبعدها أعلن الأمير السعودي البارز، طلال بن عبدالعزيز، من القاهرة، أن المملكة ستسمح للنساء بقيادة السيارة في أبريل/ نيسان المقبل، منهيةً بذلك حظرًا جعلها الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر على النساء قيادة السيارات.

كما كشفت إحدى الصحف المحلية، أن مركز الحوار الوطني في السعودية، أجرى استطلاعًا علميًا منهجيًا شاملًا لجميع مناطق المملكة دون استثناء، رجالًا ونساء، حول قبولهم أو رفضهم لإقرار قيادة المرأة للسيارة في السعودية والأسباب، بناءً على طلب جهة حكومية بشكل سري.

ووجدت تلك المؤشرات صداها بالفعل على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت في السنوات القليلة الماضية الساحة الرئيسة لحملات المطالبة بالسماح للنساء بقيادة السيارات والتي تجد ملايين المؤيدين لها.

ويهيمن الحديث عن موعد صدور القرار الرسمي للسماح للنساء بقيادة السيارة على غالبية النقاشات التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية حاليًا بدلًا من أسلوب الانتقاد الذي لازم تدوينات المؤيدين لمطالب النساء خلال السنوات الماضية.

وكتبت المدونة السعودية، إيما الزهراني‏ معلقة على ما يتم تداوله حول القضية، قائلة: “كثرة الإشاعات حول قيادة المرأة السعودية للسيارة ما هي إلا جس لنبض الشارع ولتهيئة المجتمع لهذا القرار”.

لكن كلام الزهراني لا يبدو شائعًا مقارنة بتدوينات غالبية الناشطات السعوديات اللاتي راح بعضهن يدعو لتعلم قواعد وقوانين المرور في المملكة، في ثقة تامة بصدور قرار السماح لهن بقيادة السيارة قريبًا.

ووصلت الثقة بصدور القرار، إلى حد تحول النقاشات حول القضية إلى ساحة للطرافة والسخرية فيما يشبه الاحتفال المبدئي الذي يسبق احتفالًا أوسع ستشهده مواقع التواصل الاجتماعي وربما شوارع المملكة بصدور قرار السماح بالقيادة.

وعلق الأكاديمي السعودي، إبراهيم العطوي‏، في أحدث تدوينات قيادة السيارة على موقع “تويتر” قائلاً في تغريدة طريفة: “إرشادات المرور الجديدة.. زوجك وأولادك في انتظارك، تعديل نقابك قد يسبب انقلابك، سرعتك قد تخرب تسريحتك، لا تسوقي بالكعب العالي”.


ولا يوجد قانون رسمي يحظر قيادة السيارة على المرأة في السعودية، لكن القانون لا يسمح لها باستخراج رخصة قيادة، وبالتالي فهي ممنوعة من قيادة السيارة، حيث تعتمد النساء في السعودية في تنقلاتهن على السائقين الأجانب الذين يصل عددهم في المملكة إلى نحو 800 ألف سائق يشكلون ضغطًا على دخل الأسر السعودية الذي فقد كثيرًا من قيمته مع ارتفاع الأسعار.

وتشهد السعودية تطبيق خطة تغيير جذرية في إدارة البلاد تحت مسمى “رؤية السعودية 2030” التي تستهدف تنويع الاقتصاد المعتمد على النفط الذي تهاوت أسعاره خلال العامين الأخيرين وتسبب بعجز كبير في موازنة الدول النفطية.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours