وصل إلى الخرطوم، اليوم الأحد، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، في أول زيارة رسمية، تستغرق يومًا واحدًا.
وكان في استقبال السراج، بمطار الخرطوم الدولي، الرئيس السوداني، عمر البشير، وعدد من الوزراء.
وقال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، في تصريحات إعلامية، إن "السراج وصل إلى الخرطوم، بدعوة رسمية من الرئيس عمر البشير، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين".
وأوضح غندور، أن "السودان يهمه أمن وسلامة ووحدة ليبيا وفرقائها، ووضع السلاح".
وتابع، "ليبيا تشهد حاليًا مرحلة جديدة في تاريخها".
وأشار غندور، إلى أن الزيارة "ستبحث حزمة من الملفات أبرزها تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا".
وأضاف "تجمعنا حدودًا طويلة مع ليبيا. والسودان ظل يحرس تلك الحدود منعًا لدخول المجرمين وقطاع الطرق، وخاطفي ومهربي البشر، وإيقاف الهجرة غير الشرعية".
وأشار غندور، إلى أن "هناك حركات مسلحة سودانية، دخلت إلى ليبيا بعتاد عسكري قديم، بعد دحرها في دارفور، وهذه الحركات تحتمي ببعض الجهات الخارجة عن سيطرة الحكومة الليبية، والشرعية الدولية، وتعمل على زعزعة أمن واستقرار السودان".
وفي مايو، أيار/ الماضي، أعلن الجيش السوداني، أنه يخوض معارك مسلحة مع "قوات مرتزقة" "دخلت الإقليم من حدود ليبيا وجنوب السودان في وقت متزامن".
ومنذ 2003، تقاتل 3 حركات مسلحة رئيسية في دارفور ضد الحكومة السودانية، وهي "العدل والمساواة"، بزعامة جبريل إبراهيم، و"جيش تحرير السودان"، بزعامة مني أركو مناوي، وحركة "تحرير السودان"، بقيادة عبد الواحد نور.
وتتهم الخرطوم، خليفة حفتر، قائد القوات الليبية المدعومة من مجلس النواب في طبرق (شرق)، بالاستعانة بمرتزقة من حركات التمرد في دارفور، للقتال إلى جانب قواته ضد خصومهم في ليبيا.
ونوَّه غندور، إلى أن "الزيارة ستبحث أيضًا ملف العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتنسيق في المحافل الإقليمية والدولية".
ويجري فائز السراج، في وقت لاحق اليوم، مباحثات رسمية، بالقصر الجمهوري بالخرطوم، ويلتقي الرئيس عمر البشير، ورئيس الوزراء، بكري حسن صالح، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق أول محمد عطا المولى.
وفي مارس/آذار الماضي، اضطر فائز السراج، رئيس الحكومة الليبية، المدعومة من الأمم المتحدة، تأجيل زيارة إلى السودان، بسبب "الأوضاع الأمنية" في بلاده، كانت تعتبر الأولى له منذ تعيينه في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.
ولم تشهد علاقة الخرطوم، أي توتر مع حكومة الوفاق (المعترف بها دوليا)، على عكس الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق، والتي درجت على اتهام الحكومة السودانية بتسليح أطراف مناوئة لحفتر.
وفي يوليو/تموز الماضي، أغلقت الحكومة الليبية المؤقتة في مدينة البيضاء (شرق)، القنصلية السودانية في مدينة الكفرة (جنوب شرق)، بدعوى "ارتكاب موظفيها ممارسات تمس بالأمن القومي الليبي".
وفي يونيو/ حزيران الماضي، نفت الخرطوم أي صله لها بأطراف النزاع في ليبيا، ردًا على اتهامات من قوات خليفة حفتر، "للسودان بدعم وتدريب الجماعات الإرهابية في ليبيا، وتوفير السلاح عبر الحدود السودانية.
وتتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة عديدة، منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالزعيم الراحل، معمر القذافي، عام 2011.
فيما تتصارع فعليًا على الحكم حاليًا حكومتان، إحداهما في العاصمة طرابلس (غرب)، وهي الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، المُعترف بها دوليًا، والأخرى في مدينة البيضاء (شرق)، وهي "الحكومة المؤقتة"، الموالية لحفتر.
+ There are no comments
Add yours