وأوضح السراج في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية أنه لم يحدث لقاء ثلاثي في القاهرة، كما كان من المفترض أن يتم أمس. وأضاف "المشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح رفضا لقائي". وأكد أن "الأساس هو جلوس كل الأطراف لمناقشة الأفكار المطروحة لدى كل طرف، وليس وضع شروط مسبقة". وشدد السراج على أن "الحوار سيمكّن لا محالة من إيجاد الحلول، أما تعنت كل طرف فإنه يؤدي إلى جمود الحل السياسي، وزيادة معاناة الشعب الليبي". ولفت إلى أن الجانب المصري التقى مع كل طرف على حدة، لكن انتهى الأمر دون عقد اللقاء الثلاثي. وأشار إلى أن مصر "تبذل جهودا كبيرة، ونحن نقدر ذلك، ولكن دون حوار، لن يكلل أي اجتماع بالنجاح". وكشف رئيس حكومة الوفاق الليبية اعتزامه إعلان خارطة طريق جديدة خلال أيام، دون أن يفصح عن تفاصيلها. وردا على سؤال حول تشكيل الحكومة المقبلة، أجاب السراج: "ليس لدي مانع من تشكيلها، فالأهم هو تنفيذ استحقاق تعديل الإعلان الدستوري الذي يعطل البرلمان حتى الآن، ومن المفترض أن تجلس الأطراف للاتفاق على خريطة طريق تؤدي إلى إنقاذ ليبيا". والإعلان الدستوري هو الوثيقة الدستورية (بمثابة دستور للمرحلة الانتقالية) صدرت عن المجلس الوطني الانتقالي أول سلطة إبان الثورة التي أطاحت بحكم الزعيم الراحل معمر القذافي، وتحديدا في 3 أغسطس/ آب 2011 ليكون دستور المرحلة الانتقالية حتى صدور الدستور الدائم للبلاد. واتهم رئيس حكومة الوفاق، مجلس نواب طبرق بـ"التعنت"، مضيفا: "إذا تم التوافق على تشكيل الحكومة، فلن يكون ذلك خطوة مفيدة في ظل الخلافات الراهنة". وأشار إلى أن "أية حكومة سيتم تشكيلها لن يتم احترامها، ولن يوافق عليها البرلمان في ظل رفض الحوار والتوافق الثلاثي". وعن ما تردد حول تشكيل مجلس عسكري، وآخر رئاسي بنائبين، نفى المسؤول الليبي ذلك، قائلاً: "هذا الأمر لم يطرح". وأمس الأول الإثنين، وصل حفتر والسراج كل على حدة للقاهرة في زيارتين غير معلنتين تعد الثانية لكل منهما خلال خمسة أسابيع ضمن لقاءات ومشاورات مكثفة مع الجانب المصري لبحث الأزمة الليبية. وأمس، أعلن الجيش المصري في بيان له، عن اتفاق القاهرة مع الأطراف الليبية حول 4 خطوات رئيسية لحل الأزمة، بينها إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في موعد أقصاه فبراير/شباط 2018. وبينما لم يوضح بيان الجيش إذا كانت الاجتماعات مشتركة أم كلٌ على حدة، إلا أن وسائل إعلام ليبية محلية بينها فضائية "ليبيا الحدث" المقربة من حفتر، قالت الثلاثاء، إن الأخير رفض لقاء السراج. وخلال الشهرين الماضيين، شهدت القاهرة لقاءات جمعت شخصيات ليبية سياسية وبرلمانية وإعلامية واجتماعية؛ لبحث الالتزام باتفاق السلام، الذي وقعته أطراف النزاع الليبي، في مدينة الصخيرات المغربية، يوم 17 ديسمبر/ كانون أول 2015، لإنهاء أزمة الانقسام وتعدد الشرعيات في هذا البلد العربي. ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، تتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة متعددة، وتتصارع حاليا ثلاث حكومات على الحكم والشرعية، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما الوفاق برئاسة السراج، والإنقاذ بقيادة خليفة الغويل، إضافة إلى الإنقاذ برئاسة عبد الله الثني، في مدينة البيضاء |
+ There are no comments
Add yours