أبوبكر أبوالمجد
صرح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، في بيان صدر عن مكتبه بالعاسمة الأردنية عمّان، اليوم الثلاثاء، أن "إسرائيل تشن حربا مفتوحة ضد المسجد الأقصى، وأن اعتداءات دولة الاحتلال عليه، هي مقدمة عملية لفرض التقسيم المكاني والزماني في الحرم القدسي الشريف".
وأضاف الزعنون: " إن ذلك يترافق مع حملة التطهير العرقي ضد المواطنين المقدسيين وطردهم من منازلهم، وإحلال مستوطنين متطرفين مكانهم، إلى جانب هدم المنازل وتشريد سكانها التي ارتفعت وتيرتها في الآونة الأخيرة".
وطالب الزعنون، في ختام بيانه، "المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية التحرك الفوري للجم عدوان الاحتلال على مدينة القدس المحتلة".
وكانت الشرطة الاسرائيلية قد وضعت سلاسل على باب الرحمة، بالمسجد الأقصى، مساء يوم الأحد، ما تسبب باحتجاجات فلسطينية واسعة أمس الإثنين.
تنديد واستنكار
من جانبها حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الإثنين، من أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق المصلين في الأقصى والإغلاق الدائم لأبوابه، ينذر" بانفجار قريب في وجه المحتل".
وقالت الحركة، في بيان صحفي: إن "المسجد الأقصى "خط أحمر لن يسمح الشعب الفلسطيني لأي كان بالعبث بهويته الإسلامية".
وأضافت الحركة، أن إغلاق إسرائيل باب الرحمة وتصدي المرابطين والمصلين له، "دليل على إصرار الشعب الفلسطيني على مواجهة كل محاولات تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا".
كانت الرئاسة الفلسطينية قد نددت بإجراءات إسرائيل في المسجد الأقصى شرق القدس وعلى بواباته خاصة إغلاق باب الرحمة بالسلاسل الحديدية.
وحذرت الرئاسة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، من "المخططات الإسرائيلية الساعية لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا تمهيدا للسيطرة الكاملة عليه".
وحملت الرئاسة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التدهور الكامل والتوتر القائم، وحذرتها من الاستمرار في سياساتها "القمعية والتعسفية وتأجيج مشاعر الشعب الفلسطيني وما قد يترتب على ذلك من ردود فعل".
كانت مصادر فلسطينية قالت إن السلطات الإسرائيلية أغلقت اليوم الاثنين جميع أبواب المسجد الأقصى في وجه المصلين الفلسطينيين بعد أن طردتهم من داخل باحاته.
وبحسب المصادر تم إغلاق أبواب المسجد بعد مواجهات بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت خمسة فلسطينيين بينهم سيدة واعتدت على عدد أخر بالضرب.
وجرت المواجهات بعد احتجاجات من مصلين فلسطينيين على إغلاق السلطات الإسرائيلية باب "الرحمة" المؤدي للمسجد الأقصى بسلاسل حديدية منذ الليلة الماضية.
واعتبرت الهيئات الإسلامية الإجراء الإسرائيلي المذكور "اعتداء سافر على جزء أصيل من الـمسجد الأقصى"، محذرة من أي مساس أو محاولة لتغيير الوضع القائم للمسجد أو جزء من أجزاءه.
من جهتها، قالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إن إسرائيل "تخرق كل القواعد والقوانين الدولية ضاربة بعرض الحائط جميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة ومختلف المنظمات والهيئات الدولية حول مدينة القدس المحتلة".
واتهمت الهيئة إسرائيل بأنها تتبع "سياسة التهويد العمراني والاستيلاء على الأراضي التي شملت أراضي في القدس الشرقية، ومنع توسيع الأحياء الفلسطينية وتحويل مساحات واسعة منها إلى مناطق خضراء يحظر البناء فيها".
وحذرت الهيئة من "مخططات هيكلية لإسرائيل تهدف الى زيادة عدد السكان اليهود عبر التطور الاسكاني، فيما عملية شراء الأراضي تتم عن طريق الصندوق القومي والتي تعتبر مؤسسة (هيمنوتا) اليهودية المسؤولة عنها بشكل مباشر".
وطالبت الهيئة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتأمين الحماية للفلسطينيين في القدس ووقف "انتهاج سياسة التطهير العرقي" التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة.
الأردن
قالت وزارة الخارجية الأردنية إنها قدمت مذكرة احتجاج لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عبرت فيها عن إدانة الإجراءات الإسرائيلية المستفزة والمدانة بحق الحرم القدسي الشريف، وطالبتها بوقف هذه الإجراءات فورا.
وطالبت الخارجية الأردنية إسرائيل، كقوة احتلال قائمة، وفقا للقانون الدولي، بإعادة فتح الأبواب فورا واحترام حرمة المكان المقدس وعدم عرقلة دخول المصلين.
وشدد بيان الخارجية الأردنية على سحب جميع المظاهر الأمنية في المسجد الأقصى المبارك واحترام مشاعر المسلمين.
وأكد أن هذه الإجراءات تعد انتهاكا سافرا للوضع التاريخي والقانوني القائم، ولالتزامات إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأوضح البيان أن عمّان تتابع هذا التطور الخطير عبر عدة قنوات لإعادة فتح الأبواب وإعادة الهدوء للحرم الشريف.
+ There are no comments
Add yours