وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ساعة مساء متأخرة من أمس السبت، مدريد في أول زيارة رسمية له إلى إسبانيا منذ وصوله السلطة، تلبية لدعوة من العاهل الأسباني الملك فيليب السادس، قادماً من العاصمة البولندية وارسو.
وكان في استقباله بمطار قاعدة توريخون (25 كلم شمال شرق مدريد) كل من العاهل الإسباني ونائب رئيس الحكومة، صوريا ساينز دي سانتاماريا.
وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية، أن أوباما وصل مدريد قادمًا من وارسو، عقب مشاركته بأعمال قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” بالعاصمة البولندية.
وبحث أعضاء الناتو في القمة التي عقدت اليومين الماضيين (8 و9 يوليو/ تموز الجاري)، في وراسو، قضايا عدة بينها: التحركات الروسية العسكرية، ومكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، وضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية بصورة غير قانونية، ومستقبل العلاقات البريطانية مع الحلف والاتحاد الأوروبي، عقب قرار خروج المملكة من الأخير.
واضطر أوباما لاختصار زيارته الرسمية لإسبانيا، حتى مساء اليوم الأحد، والتي كانت مقررة في البداية بثلاثة أيام، على خلفية أحداث مدينة “دالاس” الأمريكية التي تشهد أعمال عنف على خلفية عرقية.
وفي إطار الزيارة، يعقد أوباما اليوم الأحد، اجتماعًا مع العاهل الإسباني، ويلتقي رئيس حكومة تسيير الأعمال ماريانو راخوي، وزعماء أحزاب المعارضة الرئيسية.
ومن المقرر أن يجري الرئيس الأميركي أيضًا زيارة لقاعدة “روتا” البحرية في قادش (جنوب إسبانيا)، حيث تتمركز 4 سفن حربية تابعة لبلاده، تعمل في إطار منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية، قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة لزيارة دالاس.
وتأتي الزيارة قبل مغادرة أوباما للبيت الأبيض بستة أشهر، وهي أول زيارة لرئيس أمريكي إلى إسبانيا منذ 15 عامًا، بعد زيارة قام بها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، في عهد رئيس الوزراء الاسباني الأسبق، خوسيه ماريا أزنار.
وقالت السفير الأمريكية في مدريد، جيمس كوستوس، عبر بيان لها، اليوم، إن الزيارة تأتي لـ “تعزيز العلاقات في مجال الأمن والدفاع والتجارة والاستثمار”، مشيرة إلى إسبانيا تعتبر من أهم المستثمرين في الولايات المتحدة.
فيما تشير أرقام وزارة التجارة الإسبانية، إلى أن إسبانيا تعتبر تاسع أكثر مستثمر في الولايات المتحدة، بحجم استثمارات يصل إلى 60 مليار دولار أمريكي، فيما توظف الشركات الإسبانية 81 ألف أميركي في مجالات كالصيرفة والطاقة المتجدّدة والصناعات الغذائية.
وتشهد مدينة “دالاس” الأمريكية، احتجاجات على “ممارسة عناصر الشرطة العنف ضد ذوي البشرة السوداء”، بحسب المتظاهرين.
وبدأت الأزمة عندما قام شرطي أبيض، بقتل مواطن من ذوي البشرة السمراء يدعى “آلتون سترلنغ” (37 عامًا)، الثلاثاء الماضي، في مدينة باتون روج، عاصمة ولاية لويزيانا الأمريكية، أثناء قيام الأخير ببيع نسخة مقلدة من أقراص مدمجة للأغاني والأفلام، خارج أحد متاجر المدينة (وهو ما يجرّمه القانون الأمريكي).
ويوم الأربعاء الماضي شهد كذلك حدثا مماثلًا، إذ خرّ الشاب صاحب البشرة السمراء “فيلاندو كاستيل” (32 عاماً) صريعاً، إثر قيام شرطي أبيض بفتح النار عليه.
وسبق أن أعلنت شرطة دالاس مساء الخميس، مقتل 5 من رجالها وجرح 7 أصيبوا برصاص قناصة، خلال مظاهرة ضد “عنف الشرطة”.
+ There are no comments
Add yours