دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، مساء اليوم الأحد، طرفي الاشتباكات الدائرة بمنطقة "جنزور" غربي العاصمة طرابلس، إلي "وقف فوري للقتال وضبط النفس والتوقف عن ترويع المواطنين".
وتجددت مساء اليوم الاشتباكات بمنطقة "جنزور" غربي طرابلس بين كتيبة "فرسان جنزور"، ومسلحين تابعين لمنطقة ورشفانة" القريبة، وذلك بعد ساعات من التوصل إلى اتفاق بينهم يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين.
وأعرب المجلس الرئاسي في بيان، عن "بالغ الأسف لما وقع ويقع من اشتباكات مسلحة في منطقتي جنزور والصياد (غرب) أودت بحياة عدد من المواطنين"، دون ذكر حصيلة لذلك.
وأعلن المجلس "عن اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتفادي كل ما يثير الصدام ويدفع للتصعيد".
وأكد في ختام بيانه "علي مواصلة وتكثيف جهوده لتوحيد الصف وتحقيق الأمن والقضاء علي مسببات النزاع والتوتر ويأمل أن يسود العقل وأن تتوقف المواجهات والتصرفات غير مسؤولة التي تحبط أمال الليبيين في حقن الدماء وتحقيق الاستقرار ويتعهد بمعاقبة العابثين ومسببي الفوضى أينما كانوا".
وقال مصدر بكتيبة "فرسان جنزور"، مفضلاً عدم ذكر اسمه في تصريحات سابقة، إن "الاشتباكات تجرى بجميع أنواع الأسلحة بالقرب من محطة الكهرباء غربي العاصمة طرابلس مع عصابات تمتهن الحرابة والخطف تنتمي لمنطقة ورشفانة".
وأضاف المصدر أن "الاشتباكات التي بدأت منذ يوم الخميس الماضي خلفت قتيلا تابعا للكتيبة وإصابة 4، وهدف كتيبتنا هو الدفاع عن منطقة جنزور وليس لدينا أي أهداف أخري".
وأشار إلى أن "تساقط القذائف بشكل عشوائي تسبب في عملية نزوح لبعض العائلات القريبة من مناطق الاشتباكات دون تسجيل أي إصابات في صفوف المدنيين باستثناء الخسائر المادية".
وتأتي الاشتباكات مساء اليوم بعد ساعات من التوصل إلي اتفاق، صباح اليوم، يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين أشرفت عليه مجموعة من أعيان وحكماء منطقة "ترهونة" المجاورة .
وحسب مراسلنا، لم تعلن الكتيبة والمسلحين الذين اندلعت الاشتباكات بينهم ولائهم لأي من الحكومتين المتواجدتين حاليا في طرابلس، وهما الوفاق الوطني" بقيادة فايز السراج، المعترف بها دوليا، و"الإنقاذ" بقيادة خليفة الغويل، غير المعترف بها دوليا .
وعن سبب الاشتباكات، قال جلال بشير، قائد الدوريات بكتيبة "فرسان جنزور"، في تصريحات لقناة ليبية، إنها اندلعت على خلفية قبض كتيبة "فرسان جنزور" على شخص من منطقة ورشفانة متهم بمحاولة سرقة سيارة قرب نقطة "كوبري 17" الواقعة بين منطقتي جنزور وورشفانة .
ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا انقساماً سياسياً، تزامن مع فوضى أمنية أدت إلى قيام بعض المسلحين بتشكيل كتائب فيما بينهم وتنصيب أنفسهم لحفظ الأمن في بعض المناطق، وبعضها انضم للحكومات التي حكمت بعد الثورة والبعض الآخر رفض ذلك ولم تستطع السلطات السيطرة عليه .
يشار إلى أن طرابلس، شهدت في 12 ديسمبر/كانون أول 2016 اشتباكات مماثلة بين كتائب مسلحة وسط الأحياء السكنية، وقرب منطقة القصور الرئاسية التي تضم مقار جهات سيادية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في تلك المعارك التي استمرت ثلاث أيام.
+ There are no comments
Add yours