الدول الإسلامية تفشل في بلورة تفاعل مناسب لأزمة الروهنغيا

1 min read

دفعت المأساة التي يعيشها مسلمو إقليم أراكان، غربي ميانمار، العديد من دول العالم للشعور بالخجل، إلا أن دولًا من العالم الإسلامي فشلت في بلورة ردٍّ مناسب لحجم هذه الأزمة الإنسانية، وتقديم الدعم اللازم للمسلمين الروهنغيا.

استطاع أكثر من 826 ألف مسلم أراكاني الهروب من بلادهم على خلفية الهجمات الوحشية التي تعرضوا لها من قبل ميليشيات بوذية متطرفة وجيش ميانمار مازالت مستمرة منذ 25 أغسطس/ آب الماضي.

صمَّت حكومة ميانمار آذانها عن الدعوات التي أطلقها المجتمع الدولي حاثًّا إياها على وقف اضطهاد المسلمين في أراكان، في حين تدفقت أفواج اللاجئين من المسلمين نحو الجارة بنغلاديش، للنجاة بحياتهم من هول المجازر التي تستهدف وجودهم والتي جعلت قراهم اثرًا بعد عين. 
اكتفى كل من العراق والبحرين بنشر بيان دعيا من خلاله لوقف العنف والتنديد بالانتهاكات الجارية في أراكان، دون إرسال أي مساعدة للمسلمين الروهنغيا الذي أجبروا على اللجوء إلى بنغلاديش.

من جهتها، أرسلت الإمارات العربية المتحدة 300 طن من المساعدات الإنسانية، فيما أعلنت المملكة العربية السعودية عن تعهدها بتقديم مساعدات لأراكان بقيمة 15 مليون دولار. 
من جانبها إيران نشرت رسائل إدانة حول الانتهاكات التي يشهدها إقليم أراكان، وأرسلت ما مجموعه حوالي 100 طن من المساعدات الإنسانية إلى مسلمي الروهنغيا في بنغلاديش. 
ومن بين دول الشرق الأوسط، اكتفت كل من مصر ولبنان بنشر رسائل إدانة دعيا من خلالها إلى وقف العنف. 
أما الأردن، فقد نشر بيانًا أدان من خلال الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الروهنغيا في أراكان.

كما زارت الملكة الأردنية رانيا القرويين الروهنغيا في بنغلاديش ووصفت ما تعرضوا له من اضطهاد بـ"غير مقبول". 
وأدانت سنغافورة ما يتعرض له مسلمو الروهنغيا، وتعهدت بتقديم 100 ألف دولار كمساعدات للاجئين من أراكان في بنغلاديش. 
من جهتها، نشرت المملكة المغربية بيان إدانة للعنف والتمييز الذي يتعرض له مسلمو الروهنغيا، كما أرسلت مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين الروهنغيا في بنغلاديش.

فيما اكتفت كل من تونس والجزائر بنشر بيانات تنديد لأعمال العنف والقتل بحق الروهنغيا. 
أما تركيا، فقد بدأت اعتبارًا اليوم الأول للأزمة باتخاذ مبادرات سياسية مختلفة أشرف عليها الرئيس، رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته، مولود جاويش أوغلو. 
جاء ذلك بالتزامن مع بدء وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، ورئاسة الكوارث وإدارة الطوارئ في رئاسة الوزراء (أفاد)، والهلال الأحمر التركي، ووقف الديانة التركي، وهيئة الإغاثة التركية (İHH) بإيصال وتقديم المساعدة الإنسانية لمسلمي أراكان. 
من جهتها، سارعت مختلف الجمعيات والمؤسسات الخيرية القطرية لدعم مسلمي أراكان، إذ خصص الهلال الأحمر في ذلك البلد، ملايين الدولارات لمساعدة مسلمي الروهنغيا والتخفيف من مأساتهم. 
أما وزير الخارجية الإندونيسي، ريتنو مرسودي،، ومنذ الأيام الأولى للأزمة، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيسة وزراء ميانمار، أون سان سو تشي، داعيًا إياها إلى وضع حد للعنف ضد المسلمين. 
وبالتزامن مع إرسالها 74 طنًا من المساعدات الإنسانية للمسلمين الروهنغيا في بنغلاديش، تواصل الحكومة الإندونيسية إصدار بيانات إدانة للعنف وأعمال القتل الجماعي التي يشهدها أراكان.

كما تجري إندونيسيا أنشطة دبلوماسية مهمة على مستوى المجتمع الدولي ومنظماته؛ من أجل وقف الانتهاكات ضد الروهنغيا. 
الكويت من جهتها، نظمت في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، مؤتمرًا دوليًا لتوفير المساعدات الدولية لمسلمي أراكان. 
وفي إطار هذا المؤتمر، خصصت الكويت 10 ملايين دولار لدعم مسلمي الروهنغيا وتحسين ظروف حياتهم.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours