توفي السبت قبل الماضي الشيخ أحمد الحافظ التجانى شيخ الطريقة التجانية بمصر والعالم الإسلامى، خلال زيارته لمحافظة قنا من أجل حضور عدة مؤتمرات وندوات صوفية تهدف إلى محاربة الأفكار الشاذة والمتطرفة.
ولد الشيخ "أحمد الحافظ التجانى" عام 1939 بالقاهرة، وتخرج فى كلية التجارة قسم المعاملات التجارية عام 1971، فى وقت كانت الدولة المصرية تعد فيه للحرب على العدو الصهيونى، الذى كان يحتل شبه جزيرة سيناء، ودعا "التجانى" وقتها مريدى الطريقة للوقوف مع الجيش المصري، من خلال الانضمام للجان الشعبية، والالتحاق بصفوف الجيش للدفاع عن الوطن، وكانت هذه الفترة نقطة تحول كبيرة فى حياة "التجاني"، خاصة مع توليه نيابة الطريقة، التي ينتشر أتباعها فى العديد من الدول الإسلامية.
تولى "التجاني" مسئولية الطريقة، خلفا لوالده الشيخ محمد الحافظ التجاني عام 1978، وبدأ بعد توليه مقاليد الأمور فى الطريقة، وضع الخطوط الرئيسية التي يسير عليها أتباع الطريقة فى العالم الإسلامي، وسعى لخلق نهضة صوفية شاملة، من خلال إعداد مجموعة كبيرة من الدعاة والعلماء المنتمين للطريقة؛ لنشر المنهج الصوفي التجاني فى دول العالم الإسلامي، وسعى هؤلاء العلماء لنشر المنهج الصوفي فى عدة دول إسلامية منها نيجيريا والسودان وتشاد وجنوب إفريقيا وغيرها من الدول.
انتُخب "التجاني" عضوًا بالمجلس الأعلى للصوفية عام 1995، ونظم العديد من المؤتمرات الإسلامية تحت رعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية بمصر، وكان يرى أن من أهم واجبات الصوفي نشر الفكر الوسطي، الذي يرفض التطرف والعنف، والسعي إلى الروحانيات، والمحبة والعدالة والرحمة ونشر الأخلاق الفاضلة.
تم اختياره مسئولًا للعلاقات الخارجية، بالاتحاد العالمي للصوفية سنة 2013، فى باريس، وكان اختياره وقتها بمثابة، المفاجأة الكبرى للصوفية فى مصر وإفريقيا، خاصة أنه اختفى عن الأنظار فترة كبيرة، وكان يرفض تقلد أي مناصب صوفية داخل مصر أو خارجها، لانشغاله بمسئوليات الطريقة التجانية، إلا أنه أمام ضغط كبير من مشايخ الصوفية- الذين أسسوا الاتحاد العالمى للتصوف- تقلد منصب رئيس العلاقات الخارجية، وهو لايزال يتقلد هذا المنصب حتى هذا التوقيت.
فى 2016 كان للشيخ أحمد التجانى، دور كبير، فى محاربة تنظيم بوكو حرام المتطرف، فى دولة نيجيريا، بعد قتل التنظيم عددًا كبيرًا من أتباع ومريدي الطريقة هناك، وكان مقتل الشيخ آدم اللفظي نائب التجاني فى نيجيريا، سببا فى إعلان الحرب على التنظيم والتأكيد على أن هذه الجماعات المتشددة جاءت لهدم الإسلام والقضاء عليه، مما يستوجب مواجهتهم بكل الطرق سواء كانت الدعوية منها أو المسلحة إذا لزم الأمر، ولكن بالاستعانة بجهود الجيش النيجيري.
يُلقب "التجاني" بملك الصوفية فى إفريقيا، نظرًا لانتشار طريقته بصورة كبييرة، فى جميع أنحاء إفريقيا، مما جعل أتباعه ومريدوه، يطلقون عليه ملك "التجانية " فى إفريقيا.
+ There are no comments
Add yours