هاجم حزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وجماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، اليوم الجمعة، المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مطالبين بتنحيته عن مهمته.
جاء ذلك في رسالة وجهها صالح الصماد، رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، المشكل بالمناصفة بين الحوثيين وحزب صالح، في رسالة وجهها لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش .
وقال الصماد إن "إدارة ولد الشيخ للمفاوضات اتسمت بميله وتعاطفه" مع التحالف العربي الذي يدعم قوات الشرعية، و"الرضوخ المستمر للضغوط السعودية، ما أخل بمهمته وطبيعتها".
وأضاف أن قدرات ولد الشيخ الذاتية وكفاءته المهنية "ضعيفة".
واتهمه بـ"الفشل في إدارة النقاشات والمفاوضات، وعدم الاستفادة من الفرص وإرباك العملية التفاوضية على مدار عامين".
واعتبر أن ولد الشيخ "لم يعمل بمسؤولية على فتح مطار صنعاء أمام المرضى والجرحى ومن يتطلب علاجهم خارج اليمن".
وبناء على ما سبق، طالبت الرسالة بـ"عدم التمديد لولد الشيخ لفشله في مهمته وعدم حياديته"، في إشارة إلى تنحيته عن مهمته كون المبعوث الأممي في اليمن ليس له فترة محددة.
ومنذ أغسطس/ آب الماضي، يفرض التحالف العربي بقيادة السعودية، حظرا للطيران على مطار صنعاء، باستثناء الطائرات الأممية والتابعة للمنظمات الإغاثية الدولية.
كما طالبت الرسالة بمواصلة الحوار بين قوى سياسية، برعاية الأمم المتحدة، في إشارة إلى رفضهم الدخول في مشاورات جديدة كطرف واحد بين وفد الحوثي-صالح، كما كان معمولا في جولات المشاورات الثلاث، ولكن على شكل أحزاب سياسية يمنية.
وجاءت الرسالة في أعقاب هجوم حوثي متواصل على المبعوث الأممي خلال الأيام الماضية، وتحديدا منذ زيارته الأخيرة للعاصمة صنعاء، ومطالبته للحوثيين بالالتزام بالشق الأمني من خارطة السلام، والانسحاب من صنعاء وتسليم السلاح الثقيل.
كما شن المبعوث الأممي، بدوره، هجوما على الحوثيين في أعقاب قصفهم مقر لجنة التهدئة والتنسيق الأممية لوقف إطلاق النار في ظهران الجنوب السعودية، وقال إن ذلك "يعكس نوايا غير حسنة".
وولد الشيخ هو المبعوث الأممي الثاني في اليمن بعد المغربي جمال بن عمر، الذي عمل في الأزمة اليمنية منذ اندلاع الثورة الشبابية في العام 2011 وحتى 2015.
وتم تعيين الموريتاني، خلفا لبن عمر، أواخر إبريل/نيسان 2015، أي بعد نحو شهر من انطلاق عاصفة الحزم بقيادة السعودية، ضد الحوثيين وقوات صالح.
وتشهد عدة محافظات يمنية، بينها مناطق محاذية للحدود السعودية، حرباً منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي الحوثي/صالح من جهة أخرى.
وخلّفت الحرب أوضاعاً إنسانية صعبة، فضلا عن تسببها بمقتل 10 آلاف يمني وجرح 40 ألف آخرين، ونزوح قرابة 3 ملايين في الداخل حسب تقديرات للأمم المتحدة.
وتقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، تشارك فيه الإمارات، يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية لصالح".
+ There are no comments
Add yours