بعد تأييد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لترشيح رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون لرئاسة لبنان، بات من المتوقع أن ينعقد البرلمان في 31 أكتوبر للمرة 46 لانتخاب رئيس، منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان عام 2014.
ومنذ ذلك العام فشلت كل المحاولات لتأمين النصاب القانوني المطلوب للانتخاب، أي ثلثي أعضاء المجلس المؤلف من 128 نائبا.
وخطوة الحريري الذي يعارض منذ أمد طويل حزب الله، حليف عون، من شأنها أن تكسر حدة الاستقطاب السياسي في البلاد.
ومع ذلك فإن عون لا يزال أمامه عقبات كبيرة نحو انتخابه رئيسا للبلاد من قبل البرلمان، بما في ذلك معارضة نبيه بري السياسي صاحب النفوذ وهو رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل وحليف حزب الله.
وأعرب 4 من الأعضاء البارزين في كتلة تيار المستقبل في البرلمان، من بينهم رئيس الكتلة ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، للصحفيين عن رفضهم التصويت لعون.
وقال وزير الاتصالات بطرس حرب حليف الحريري إنه يرفض ما سماه “الابتزاز السياسي”.
ومنصب الرئيس في لبنان المخصص للمسيحيين الموارنة ضمن نظام لتقاسم السلطة بين الطوائف، شاغر منذ أكثر من عامين ونصف العام بسبب الصراع السياسي.
وعون سياسي مخضرم في الثمانينات من عمره، ويتزعم أكبر كتلة مسيحية في البرلمان الذي تم انتخابه في 2009 عندما أجريت آخر انتخابات في البلاد، وأضحى عون حليفا لحزب الله منذ عام 2006.
وكان عون شخصية مهمة إبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، وتولى منصب قائد الجيش وترأس إحدى حكومتين متنافستين خلال السنوات الأخيرة من الحرب، حتى أجبرته القوات السورية على مغادرة القصر الرئاسي إلى المنفى.
وعاد إلى البلاد في 2005 بعد انسحاب الجيش السوري تحت ضغط دولي، عقب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وقاد الحريري (46 عاما) تحالف قوى “14 آذار” ضد تحالف حزب الله وحلفائه، بما في ذلك عون، بعد اغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005، ولا يزال من أشد المنتقدين لحزب الله الذي يقاتل في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد.
وأدى التناحر الذي تفاقم بسبب الصراع الإقليمي إلى إصابة الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام بالشلل.
وفي حين تجنب لبنان هذا النوع من الصراعات التي شهدتها سوريا المجاورة، فإن السياسيين المتناحرين فشلوا في حل المشاكل الأساسية في البلاد.
+ There are no comments
Add yours