قال المتحدث باسم عملية “البنيان المرصوص” التي أطلقتها حكومة الوفاق الوطني الليبية إن القوات نجحت في السيطرة على أغلبية الحي الثالث في مدينة سرت (شمال وسط)، وهو واحد من معقلين يتواجد بهما جيوب لتنظيم “داعش” بعد أن خسر مواقعه في المدينة.
وفي تصريحات، قال محمد الغصري، المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص، إن “المعارك على أشدها داخل الحي الأول، فيما تمت السيطرة على (معظم) الحي الثالث”.
وتجدد القتال صباح اليوم الأحد، بين القوات التابعة لحكومة الوفاق، وتنظيم “داعش”، في الحيين السكنيين الأول والثالث بمدينة سرت.
وأضاف الغصري أن “الحي الثالث الممثل في مربعات الدرايقة والعطايا والغوالبية والشعول والمشاشية وامليطان والصوادق تمت السيطرة عليها كليا فيما تبقى مربع متاخم لعمارات الجيزة البحرية تدور فيه اشتباكات تمهيدا لمحاصرة من تبقى من مقاتلي داعش داخل العمارات”.
ووصف القتال في الحي الثالث بأنه “كان انتحارا جماعيا حيث نفذ الدواعش خمس عمليات انتحارية بواسطة أربعة سيارات مفخخة فيما نفذ انتحاري بحزام ناسف العملية الخامسة”، مشيرا إلى أن من بين تلك الهجمات ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، لم يحدد عددهم.
وأوضح المتحدث أن “القتال في الحي الأول لم يتوقف، ولكن ما يعيق تقدم القوات فيه انتشار الألغام بكثافة”، لافتا إلى أن سيارة مفخخة انفجرت قبل وصولها لهدفها في الحي الأول.
وذكر الغصري أن “امرأتين عثر عليهن بأحد منازل الحي الثالث يشتبه في كونهما من ضمن انتحاريات داعش كن في طور تجهيز أنفسهن لاسيما وأن المنزل يحتوي على متفجرات وأحزمة ناسفة”.
وأشار إلى أن “عشرات الجثث عثر عليها في أرض المعركة عندما تمكنت قواتنا من التوغل داخل الحيين”.
وأفاد الغصري بأن “التنظيم انحصر وجوده الآن في النصف الشمال من الحي الأول وعمارات الجيزة البحرية فقط واللتان تجري فيهما عمليات قتالية ضارية”، حتى الساعة 17: 00 تغ.
وفي تصريحات لاحقة، أفاد المتحدث باسم عملية “البنيان المرصوص” بأن المركز الديني الرئيس لـ”داعش” تمت السيطرة عليه بالحي الثالث خلال الساعات القليلة الماضية.
وقال الغصري إن “قواتنا تمكنت من السيطرة على مسجد قرطبة أكبر مساجد المدينة، والذي اتخذه داعش أكبر مركز ديني له، بعد أن استماتت عناصر تابعة للتنظيم للدفاع عنه”.
ويعتبر مسجد “قرطبة” الذي يشمل قاعات وملاحق من أكبر المساجد في ليبيا، والذي أسسه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في مسقط رأسه بسرت.
وحسب مواقع تابعة للتنظيم الإرهابي فإن المسجد الذي اطلق عليه اسم “أبو مصعب الزرقاوي” شهد محاضرات ودروس هامة كان يلقيها مبعوثي زعماء التنظيم القادمين من العراق وسوريا.
على صعيد متصل، أعلن المستشفى الميداني بمدينة سرت التابع لعملية “البنيان المرصوص”، على صفحته الرسمية على “فيسبوك”، عن ارتفاع حصيلة الضحايا من عناصر قوات العملية إلى 32 قتيلا وإصابة أكثر من 120 جراء الاشتباكات المندلعة مع تنظيم “داعش”.
وكان مصدر طبي في المستشفى الميداني قد أفاد، في وقت سابق من اليوم بارتفاع عدد الضحايا في صفوف القوات الحكومية إثر اشتباكات اليوم إلى 27 قتيلا وإصابة أكثر من 120.
وقال علي الزدام، طبيب بالمستشفى، إن “أغلب القتلى الجرحى يتم نقلهم تباعا إلى مستشفيات مصراته وطرابلس بسبب استمرار توارد خسائر المعارك البشرية”.
وانطلقت عملية “البنيان المرصوص” في مايو/أيار الماضي، بهدف إنهاء سيطرة “داعش”، على سرت، عبر ثلاث محاور هي (أجدابيا – سرت) و(الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت)، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد.
وخلال الأيام الماضية، حققت قوات العملية تقدماً كبيراً في المدينة، باستعادتها أكثر من مقر أبرزها مجمع قاعات “واغادوغو” الحكومي، الواقع في قلب المدينة، وكان مقر قيادة تنظيم “داعش” فيها، إلى جانب تحرير مستشفى “ابن سينا” القريب من المجمع ومصرف متاخماً له –
+ There are no comments
Add yours