قالت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن قرابة 27 ألف مسلم نزحوا من إقليم "أراكان"، غربي ميانمار، إلى بنغلاديش منذ بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عقب وقوع الهجمات المسلحة على مواقع لشرطة حرس الحدود وما تلاها من عمليات أمنية تقوم بها السلطات.
وذكر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اطلعت عليه الأناضول، أن "أعداد النازحين من بلدة مونغدو بولاية راخين (أراكان) ارتفع إلى 30 ألف شخص، غالبيتهم من المسلمين، منذ التاسع من شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي"، تاريخ وقوع الهجمات المسلحة على مواقع شرطية حدودية.
وأضاف التقرير أن "عددا كبيرا من أبناء طوائف أخري في راخين اضطروا إلى الفرار من بيوتهم بسبب الظروف الأمنية الحالية في الولاية".
وتفرض سلطات ميانمار منذ 9 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، حظرًا للتجول في إقليم "أراكان"، على خلفية هجوم شنه أعضاء منظمة "مجاهدين أكا مول"، مستهدفين مخفرًا حدوديًا بالإقليم. وعقب الهجوم أطلقت السلطات عمليات أمنية، وأرسلت تعزيزات عسكرية للمنطقة.
وأشار التقرير الأممي إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة تلقت الأمم المتحدة تقارير متزايدة بشأن النازحين الذين يعبرون الحدود إلى بنغلاديش".
وأوضحت أنه "وفقا لآخر التقارير الواردة، فإن التقديرات تشير إلى أن ما يقرب من 27 ألف شخص مسلم وصل إلى بنغلاديش منذ الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
ولفت التقرير إلى أن معظم الأنشطة الإنسانية الموجودة في الجزء الشمالي من إقليم أراكان "لا تزال متوقفة نتيجة القيود المفروضة على الحركة منذ التاسع من أكتوبر/تشرين أول الماضي كما لم يعد ممكنا للأمم المتحدة أو شركائها في المجال الإنساني التحقق بصورة مستقلة بشأن أعداد المتضررين، أو تقييم وتلبية احتياجاتهم".
وأكد التقرير على "وجود أدلة تشير إلى أن مئات المنازل والمباني في العديد من قرى الإقليم قد تم حرقها وتفيد التقارير أيضا بأن مزاعم وقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان لا تزال تتواصل في الظهور، لا سيما من الجزء الشمالي من بلدة مونغدو".
وحذر التقرير من مخاطر التداعيات الصحية الناجمة عن تعليق الخدمات والقيود على حرية حركة السكان.
ونوه التقرير إلى عدم حصول نحو 7600 من النساء الحوامل على أية رعاية طبية منذ شهرين، بالإضافة إلى المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال الذين يعانون من مستويات عالية من الحرمان وسوء التغذية.
وهناك ما يقرب من 3400 طفل في الجزء الشمالي من إقليم "أراكان" كانوا يعالجون من سوء التغذية قبل 9 أكتوبر/تشرين أول الماضي وهم يواجهون خطرا حقيقيا بسبب تعطل تقديم المساعدة إليهم منذ ذلك التاريخ، بحسب التقرير ذاته.
ويعيش الغالبية المسلمة والمعروفين باسم الروهينغا، في مناطق "موانغداو" و"ياثاي توانغ" في مخيمات بأراكان، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار في 1982؛ إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ"الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".
+ There are no comments
Add yours