الأمم المتحدة: الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان “كارثية”

1 min read

حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من “كارثية الأوضاع الإنسانية في جنوب السوان”، على خلفية اندلاع المواجهات من جديد بين القوات الحكومية الموالية للرئيس، ميارديت سلفاكير، وقوات المعارضة المسلحة بزعامة، ريك مشار، مطالبة كافة الأطراف المعنية بـ”حماية المدنيين”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده استيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، وأكد خلاله أن “تجدد أعمال القتال (في جنوب السودان) شرد عشرات الآلاف من الناس في مواقع متعددة في جميع أنحاء البلاد”.

وقال المسؤول الأممي إن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة الطارئة، ستيفن أوبراين، “أنهى اليوم زيارة لجنوب السودان استغرقت 3 أيام دعا خلالها أطراف النزاع إلي تحمل مسؤولياتها عن حماية المدنيين”.

وأردف قائلا: “أعرب أوبراين عن غضبه إزاء أعمال العنف التي اُرتكبت ضد المدنيين بما في ذلك أعمال قام بها أفراد بالقوات المسلحة بالبلاد، ودعا إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لوقف هذه الانتهاكات وتقديم مرتكبيها للمساءلة القانونية”.

وأدان وكيل الأمين العام “استهداف موظفي الإغاثة العاملين في البلاد”، وقال: “على جميع من هم في مناصب قيادية اتخاذ إجراءات ضد هذه الحوادث غير المقبولة على الإطلاق”، وفق المتحدث الأممي.

وقال أوبراين إن “الوضع الإنساني في جنوب السودان كارثي حيث أكثر من نصف عدد السكان – نحو 6.1 مليون شخص – هم في حاجة إلى مساعدات إنسانية وما يقدر بنحو 4.8 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد، مع ربع مليون طفل يواجهون سوء التغذية الحاد”، بحسب دوغريك.

تجدر الإشارة إلى أن صراعا اندلع بين القوات الحكومية الموالية للرئيس، ميارديت سلفاكير، وقوات المعارضة المسلحة بزعامة، ريك مشار، منتصف ديسمبر/كانون الأول 2013، قبل أن توقع أطراف النزاع اتفاق سلام في أغسطس/آب 2015 قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو ما تحقق بالفعل في 28 أبريل/ نيسان الماضي.

غير أن المواجهات عادت مرة أخرى في 8 يوليو/ تموز الماضي، غادر على إثرها مشار، العاصمة جوبا إلى جهة لم يعلن عنها، وتأزمت الأمور أكثر عندما عين الرئيس، سلفاكير، في 25 من الشهر ذاته الجنرال، تعبان دينق، ليشغل منصب النائب الأول له بدلًا من مشار الذي اتخذ قبل ذلك بيومين قرارًا بفصل دينق من حركته.

وتقلد مشار منصب النائب الأول لسفاكير ضمن حكومة انتقالية أقرها اتفاق السلام وهو نفس المنصب الذي كان يشغله قبيل تمرده في ديسمبر/كانون الأول 2013 بعد أشهر من إقالته وسط تنافس الرجلين على النفوذ في الدولة الناشئة.

وأخذ الصراع الذي خلّف عشرات الآلاف من القتلى، وشرد نحو مليوني شخص، طابعًا عرقيًا بين قبيلة الدينكا التي ينتمي لها سلفاكير، وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار، وهما أكبر قبيلتين في البلاد التي تلعب فيها القبلية دورًا محوريًا في الحياة السياسية.

وانفصل جنوب السودان عن الدولة الأم في يوليو/تموز 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أُبرم عام 2005 لينهي عقودًا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. –

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours