أعلن مصدر طبي عراقي عن ارتفاع حصيلة الهجوم الانتحاري، الذي استهدف منطقة الكرادة التجارية بوسط بغداد، صباح الأحد، إلى 105 قتلي، فيما تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بالتفجير.
وأفادت حصيلة سابقة للتفجير، الذي تم عبر سيارة مفخخة جرى تفجيرها قرب مطعم، وتبناه تنظيم “داعش”، بسقوط 81 قتيلا و33 جريحًا.
لكن مصدر طبي من دائرة صحة بغداد، قال إن “الحصيلة المتوفرة حاليا تبلغ 105 قتلى، وهي ليست نهائية”.
وأضاف المصدر، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن ارتفاع حصيلة الهجوم ضحايا الهجوم جاء بعد انتشال عدد من الجثث مجهولة الهوية من تحت أنقاض المباني المنهارة بسبب التفجير.
وأوضح أن “11 جثة مجهولة الهوية لا تزال موجودة في مستشفى الكاظمية، و27 جثة مجهولة الهوية في مستشفى الكرامة، و9 جثث مجهولة الهوية في مستشفى الشيخ زايد”.
يأتي ذلك بينما تواصلت الإدانات الدولية للتفجير.
إذ أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التفجير، وأعرب، في بيان له عن “الصدمة من التجاهل التام للحياة الإنسانية من قبل الجناة الذين ضربوا أناسا يستعدون لأستقبال عيد الفطر المبارك”.
وناشد أمين عام المنظمة الدولية “أهل العراق أن يرفضوا كل محاولات نشر الخوف بينهم وتقويض وحدة البلاد”، وطالب الحكومة العراقية بـ”ضمان تقديم مرتكبي هذه الجريمة المروعة إلى العدالة في أقرب وقت ممكن”.
أيضا، أدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، التفجير، ودعا إلى تعقب منفذيه، وتقديمهم للعدالة.
وقال كوبيتش، عبر بيان له “ندين بشدة التفجير الإرهابي الجبان الذي طال حي الكرادة وسط بغداد وراح ضحيته العشرات من القتلى والجرحى، وهذا التفجير يظهر نوايا داعش المتعمدة للقتل والتشويه وإضعاف المعنويات”.
وطالب بـ”تعقب منفذي هذا العمل الوحشي، ومن يقف وراءهم، وتقديمهم إلى العدالة”، داعيا حكومة العراق إلى “مضاعفة جهودها الأمنية لضمان احتفال أهالي بغداد، وباقي محافظات العراق بعيد الفطر الأسبوع المقبل بسلام وأمان”.
أمريكيا، قالت السفارة الأمريكية ببغداد في بيان لها، إنها “تدين بشدة الهجمات الإرهابية الأخيرة التي قام بها تنظيم داعش في بغداد، ومناطق أخرى في العراق؛ والتي أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المدنيين الأبرياء”.
وأضافت السفارة أن هذه الهجمات الإرهابية “تعتبر دلالة أخرى على الطرق الجبانة لتنظيم داعش، وعدم اكتراثه لحياة الإنسان”، مؤكدة على “استمرار التزام الولايات المتحدة بدعم العراق في جهوده لإلحاق الهزيمة بداعش، وتحرير جميع أنحاء العراق”.
كما قال بيان صادر عن مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنّ الولايات المتحدة “تعرب عن ادانتها الشديدة للتفجير”، مؤكدة على “استمرار واشنطن في العمل المشترك مع الحكومة والشعب العراقيين؛ بهدف إنهاء وجود التنظيم من الأراضي العراقية”.
كذلك، نددت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر بيان، بالتفجير.
وفي باريس، أدان الرئيس الفرنسي، فرانسو هولاند، تفجير الكرادة.
وقال في بيان أصدره قصر الإليزيه إن التفجير “يقف وراءه مجرمون دنيؤون”.
وأكد على ضرورة “القضاء على هؤلاء المتطرفين بلا هوادة”، مشددا على “حزمه الكامل في محاربتهم في كل مكان”.
من جانبها، أدانت “منظمة التعاون الإسلامي” التفجير، وقالت، عبر بيان تلقت “الأناضول” نسخة منه، إنها “تدين بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع في حي الكرادة”.
وعبر البيان ذاته، اعتبر الأمين العام للمنظمة، إياد مدني أن “هذا العمل الإرهابي، الذي استهدف المواطنين الأبرياء في أواخر شهر رمضان الكريم والأمة الإسلامية على أعتاب عيد الفطر المبارك، لا يمكن أن يقوم به مسلم”.
وأضاف: “الجماعة الإرهابية التي ارتكبت هذا العمل الآثم، لا تعبأ بالنفس البشرية ولا بأي قيمة أو خلق أو دين؛ كما تؤكد إمعانها في الإساءة للإسلام والمسلمين”.
بدوره، أدان أحمد أبو الغيط، أمين عام “جامعة الدول العربية” التفجيرين الإرهابيين، مقدماً خالص تعازيه لعائلات الضحايا.
وجدد أبو الغيط، عبر بيان له “مساندة الجامعة العربية للجهود والإجراءات التي تتخذ في العراق لمواجهة الأعمال الإرهابية، التي ترمى للنيل من أمن واستقرار هذا البلد العربي والدخول به في دوامة جديدة من العنف”.
وأكد على الموقف “الثابت للجامعة العربية في إدانة الإرهاب في كل صوره وأشكاله”.
وفي وقت سابق وردت إدانات للتفجير من كل من: وزارة الخارجية التركية، وبابا الفاتيكان، فرانسيس، ووزارة الخارجية المصرية.
وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن التفجير، وتداول أنصار التنظيم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بيانًا للتنظيم، ذُكر فيه أن “أبو مها العراقي، تمكن من تفجير سيارته المفخخة ضمن تجمع للرافضة (في إشارة للشيعة) بمدينة الكرادة وسط بغداد”.
ووقع التفجير أثناء فترة ذروة اكتظاظ المنطقة بالمارة، وذلك حوالي الساعة الواحدة من يوم الأحد بتوقيت بغداد (22: 00 تغ من ليل السبت)، حيث يفضل السكان قضاء أوقاتهم خارج المنزل أثناء الليل في شهر رمضان، أو القيام بالتسوق من أجل عيد الفطر.
ويعد هذا التفجير الأكبر من نوعه في المنطقة التي تعد تجارية وتقطنها أكثرية شيعية.
وفي بغداد، أعلنت الحكومة العراقية الحداد العام في عموم البلاد، لمدة 3 أيام، بسبب التفجير.
ودعت دول العالم والمنطقة إلى التعاون معها ضد الإرهاب وعدم التحريض الطائفي أو التدخل في شؤونها الداخلية.
وقال سعد الحديثي، المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، في ايجازه الصحفي المتلفز، إن “الحكومة العراقية تشدد على ضرورة تعاون مختلف دول العالم ودول المنطقة على وجه الخصوص مع جهود العراق في الحرب ضد الأرهاب ومساندة ما تقوم به الحكومة العراقية”.
ودعا هذه الدول ووسائلها الإعلامية إلى الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وتجنب التحريض الطائفي واعتماد المصداقية والموضوعية في تغطية ما يحدث في العراق.
الحديثي دعا، أيضا، الأطراف السياسية والفعاليات الاجتماعية والدينية في العراق إلى “تفويت الفرصة على الإرهاب، وافشال مخططاته بعدم السماح له بأحداث شرخ في العلاقة بين الكتل السياسية والحكومة أو بين المواطن والأجهزة الأمنية”. –
+ There are no comments
Add yours