إس-400″ الروسية والضغوط الأمريكية

أبوبكر أبوالمجد ووكالات

حرب لا هوادة فيها.. تراوح بين السر والعلن.. تجارة هي الأضخم في الكون، وعليها تعتمد الدول الكبرى.. إنها تجارة السلاح.. والصراع الأكبر اليوم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ووجه الصراع الأبرز الآن منظومة (إس-400) الروسية.

هذه المنظومة التي يؤكد خبراء أنها أقوى منظومة دفاع جوي في العالم حاليًا وعن تجربة.. تتحرك الإدارة الأمريكية بكل نفوذها ضاغطة على حليفيها التركي والهندي، بغية إثنائهما عن شراء المنظومة الروسية.

بومبيو في الهند

وضمن هذه التحركات الضاغطة، سفر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الأربعاء، إلى الهند، ولقائه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في نيودلهي بمقر إقامته قبيل اجتماعه مع وزٍير الخارجية سوبراهمانيام جايشانكار.

ومن المقرر أن يعقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا بعد محادثاتهما الثنائية.لإجراء محادثات بشأن شؤون التجارة والدفاع التي أحدثت توترًا في العلاقات بين البلدين، بحسب ما هو معلن.

كما سيرتب بومبيو لقاء بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وفي ذلك السياق، قال نائب قائد القوات الجوية الهندية السابق، كابيل كاك، والمدير العام السابق لوكالة الاستخبارات الباكستانية، الجنرال إحسان الحق للأناضول، إن محاولات الولايات المتحدة فرض مصالحها عنوة على الدول ذات السيادة، ستكون لها نتائج عكسية.

وأعربا عن اعتقادهما بأن سلوك الولايات المتحدة في هذا الصدد، يمثل هجومًا على الاستقلال الاستراتيجي لهذه الدول.

وأفاد كابيل كاك، أنه بالنظر إلى الحقائق الجيوسياسية في المنطقة، فإن القوات المسلحة التركية بحاجة إلى شراء أفضل نظام دفاعي، واصفًا الحجة الأمريكية بأن عملية شراء تلك المنظومة ستهدد بكشف أسرار طائرات الجيل الخامس من طراز F-35، بأنه لا أساس لها.

وأوضح نائب قائد القوات الجوية الهندية السابق، أن تركيا والولايات المتحدة، باعتبارهما حليفتان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ملتزمتان بالفعل في اتفاقية التوافق والتعاون الأمني (كومكاسا)، التي تؤّمن المعدات العسكرية الأمريكية، كما أنها تُسّهل التشغيل البيني بين الجيشين وبيع التكنولوجيا المتطورة.

وأكد المسؤول السابق في سلاح الجو الهندي، أن هناك فرقًا ملحوظًا بين تركيا والهند. وحتى عندما كانت الولايات المتحدة تضغط على كلاهما للتخلي عن الصفقة، قال كاك في النهاية إن نيودلهي قد تنجح في تأمين تنازل أمريكي.

أما إحسان الحق، فقال: "وجهة نظري هي أن تركيا والهند ستدافعان عن سيادتهما بحماسة شديدة أثناء عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وستجدان صعوبة بالغة في الخضوع لإملاء من الولايات المتحدة بشأن قضية إس-400".

وأضاف الخبير الباكستاني: "يجب على الإدارة الأمريكية إيجاد حل دبلوماسي لهذه القضية، والاحتفاظ بصلاتها السياسية والعسكرية مع تركيا".

وحول ما إذا كان النهج الأمريكي سيؤثر على باكستان أيضًا، وهي حليف رئيسي آخر من خارج الناتو، قال الجنرال إحسان الحق إن العلاقة العسكرية بين البلدين فقدت زخمها.

وذكر: "لحسن الحظ، أو لسوء الحظ، لم يعط وضع الحليف العسكري من خارج الناتو أي فائدة لباكستان. لقد فقدت العلاقة العسكرية بين باكستان والولايات المتحدة زخمها تدريجياً.

ولا توجد أي عمليات نقل لمعدات عسكرية إلى باكستان، وحتى ترتيبات التدريب العسكري توقفت. وبالتالي، فإن قدرة الولايات المتحدة على فعل أي شيء فيما يتعلق بمشتريات باكستان الدفاعية من روسيا ضئيلة للغاية".

إشادة وتحذير

وكشف نائب المارشال المتقاعد، كابيل كاك، وهو طيار مقاتل سابق ويشارك في التخطيط الاستراتيجي بالهند، إنه من حيث تتبع ومسح الرادارات والمنطقة التي يمكن تغطيتها، تعد منظومة إس-400 الأفضل في العالم.

وأضاف أن العرض الأمريكي بالتزويد بنظام الدفاع الصاروخي "باتريوت" لا يعد بديلا يلبي المتطلبات الاستراتيجية التي تحتاجها بعض الدول.

وأردف: "في تقديري، تتفوق إس 400 على أي نظام آخر ، حتى لو كان باتريوت الأمريكي. وبالنسبة لـ إس 400، نحن نعرف بالضبط ما تعنيه. لكننا لسنا متأكدين من منظومة باتريوت الأمريكية".

وتابع: "لقد تم استخدامها في حرب الخليج وتم تحديثها لاحقًا. ولكن بقدر ما نعلم، فهي ليست متفوقة على إس 400".

وأوضح: "لا أعتقد أن هذه المنظومة ستهم تركيا أو الهند".

وفي سياق متصل، قال المسؤول الذي نقلت عنه وسائل إعلام هندية، دون الكشف عن هويته: "فيما يتعلق بـ إس 400، فإننا نحث جميع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك الهند، على التخلي عن التعاملات مع روسيا، حيث يخاطر ذلك بتفعيل (قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات)، وسنشجع الهند في هذا الوقت على النظر في بدائل".

وقال: "إن قراءتي هي أن النهج الأمريكي تجاه تركيا سيكون أصعب بكثير من الهند ، بسبب العوامل الجيوسياسية والإقليمية المختلفة".

وأضاف: "لقد تم إبلاغنا من جانب معظم المستويات العليا (في الولايات المتحدة) أن الهند ستُعفى. ولن تضطر الهند إلى دفع ثمن العقوبات الاقتصادية إذا مضت قدما في شراء منظومة الصواريخ الروسية. ولكن لا يوجد وضوح حتى الآن".

وأردف: "قراءتي هي أن الهند تراقب عن كثب نهج أمريكا تجاه تركيا. لكنني أشعر بأنهم (الأمريكيين) سيكونون أكثر سخاء تجاه الهند".

وكشف أيضًا أنه مثل الحال بالنسبة لتركيا، تقدم الولايات المتحدة بدائل للهند أيضًا.