أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، أنه اغتال بهاء أبو العطا، أحد أبرز قادة سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في هجوم استهدف منزلا شرقي مدينة غزة، أسفر أيضا عن استشهاد زوجته.
كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، أن إسرائيل قصفت منزل أحد قادتها في العاصمة السورية، دمشق، لكنه نجا من الاستهداف الذي تسبب بـ"استشهاد نجله"، دون صدور تعقيب إسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، وصل وكالة الأناضول: " في عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام، تم في الساعة الأخيرة استهداف مبنى، تواجد في داخله أبرز قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بهاء أبو العطا".
وتابع: " لقد نفذ أبو العطا عمليًا معظم نشاطات الحركة في قطاع غزة وكان بمثابة قنبلة موقوتة، لقد قاد أبو العطا وتورط بشكل مباشر في العمليات ومحاولات استهداف مواطني إسرائيل وجنود جيش الدفاع بطرق مختلفة ومن بينها إطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص وإطلاق طائرات مسيرة وغيرها".
من جانبها، أكدت سرايا القدس، في بيان، وصل وكالة الأناضول نبأ اغتيال أبو العطا، مشيرة إلى استشهاد زوجته في الهجوم.
وقالت في بيان: " إننا وإذ ننعى القائد بهاء أبو العطا وزوجته الذين ارتقيا في هذه الجريمة (..) نؤكد بأن الرد على هذه الجريمة لن يكون له حدود".
بدورها، قالت وزارة الصحة، في بيان مقتضب، إن ثلاثة شهداء وصلوا المشافي الفلسطينية، بينهم، أبو العطا وزوجته أسماء محمد أبو العطا (39 عاما) و18 إصابة.
والشهيد الثالث، هو محمد عطية حمودة (20 عاما)، وقالت الوزارة إنه استشهد جراء التصعيد الإسرائيلي، دون مزيد من التفاصيل.
**قصف فلسطيني
وردا على اغتيال أبو العطا، أعلنت سرايا القدس، أنها أطلقت عشرات الصواريخ على مدن إسرائيل، منها "تل أبيب"، التي تعد بمثابة العاصمة السياسية لإسرائيل، بالإضافة لمدينتي "عسقلان" و"سيدروت"، وتجمعات إسرائيلية أخرى.
وأعلنت (المحطة التلفزيونية الإسرائيلية 12) رصد إطلاق 150 صاروخا من غزة تم اعتراض 60 منها.
وقال مؤسسة الإسعاف الإسرائيلية الرسمية المعروفة باسم نجمة داود الحمراء، إن 29 إسرائيليا أصيبوا جراء الصواريخ، بينهم 15 بجروح طفيفة و14 بالهلع.
**نتنياهو: قد يستغرق وقتا
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد العسكري في قطاع غزة، ولكنه ألمح إلى أن التصعيد الذي بدأ صباحا، عقب اغتيال القائد بحركة الجهاد الإسلامي "بهاء أبو العطا"، قد يستغرق وقتا، طالبا من الإسرائيليين "الصبر".
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي عقده في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب: " إسرائيل لا تريد التصعيد، لكننا سنفعل ما يلزم لحماية أنفسنا، هذا يمكن أن يستغرق وقتا، ويجب السماح للجيش الإسرائيلي بالقيام بهذه المهمة".
وكشف نتنياهو النقاب عن أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، صادق بالإجماع على اغتيال أبو العطا قبل 10 أيام.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، في ذات المؤتمر: " ليس لدينا مصلحة في التصعيد، لكننا نستعد للتصعيد وأيضًا احتمال استمرار عمليات القتل المستهدف"، في إشارة إلى الاغتيالات.
وبدوره، قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" نداف أرغمان، إن توقيت اغتيال أبو العطا، جاء "لأسباب مهنية".
**غارات على غزة
وشنت قوات الجيش الإسرائيلي، غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفاد مراسل "الأناضول" أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت عددا من الأهداف، بعضها مواقع عسكرية، والآخر، أراض زراعية، في مناطق متفرقة من القطاع.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي مؤخرا، في بيان اطّلعت "الأناضول" على نسخة منه، إن الجيش بدأ بقصف "أهداف تابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة".
كما شن الجيش الإسرائيلي، غارتين منفصلتين على فلسطينيين، قال إنهم من نشطاء حركة الجهاد الإسلامي، وكانوا يطلقون الصواريخ باتجاه إسرائيل.
**تعزيز القوات بمحيط غزة
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن الجيش عزز قواته في محيط قطاع غزة، ويستعد لعدة "سيناريوهات هجومية ودفاعية".
وأضافت: " تم إغلاق عدة طرق متاخمة لقطاع غزة، أمام حركة السير وعدة أماكن أمام الزوار، كما تم إيقاف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت، كما تم تعطيل الدراسة بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة في مدن الجنوب الرئيسية بما في ذلك بئر السبع وعسقلان ورهط وبلدة اللقية".
**حالة الطوارئ في غزة
وعلمت وكالة الأناضول، أن قيادة الحكومة التي تديرها حركة حماس بغزة، قررت "إخلاء كافة المقرات الحكومية والمقدرات الهامة والمركبات مع إخلاء كافة الموقوفين في السجون".
وفي هذا السياق، قال المكتب الإعلام الحكومي في غزة، في بيان وصل وكالة الأناضول: " بناء على جريمة الاحتلال فجر هذا اليوم، واستمرار عدوانه على أبناء شعبنا؛ سيتم العمل وفق نظام الطوارئ في كافة المقرات الحكومية وتعليق الدوام المدرسي حتى إشعار آخر".
بدوره، قال الناطق باسم وزارة الداخلية، بغزة، في بيان، وصل الأناضول: " تُتابع وزارة الداخلية والأمن الوطني تداعيات استهداف الاحتلال الإسرائيلي لأحد قادة المقاومة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة فجر اليوم الثلاثاء، وقد اتخذت الأجهزة الأمنية والشرطة التدابير اللازمة".
**إغلاق البحر ومعبر "أبو سالم"
من جانبه، قال رائد فتوح، مسؤول تنسيق دخول البضائع لقطاع غزة (حكومي)، في تصريح صحفي مقتضب، إن إسرائيل أبلغت الجانب الفلسطيني، بقرارها إغلاق معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع.
كما أغلق الجيش الإسرائيلي بحر قطاع غزة بشكل كامل، أما صيادي الأسماك، حتّى إشعار آخر.
وقال نزار عياش، نقيب الصيادين الفلسطينيين، في تصريح للأناضول: " تم إبلاغنا من وزارة الزراعة، وجهاز الارتباط المدني الفلسطيني (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي)، بأن إسرائيل أغلقت البحر كاملا".
**الفصائل المسلحة
وحمّلت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة"، في قطاع غزة، إسرائيل، المسؤولية الكاملة عن تداعيات اغتيال أبو العطا.
وقالت "الغرفة المشتركة" التي تضم الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية (باستثناء حركة فتح)، في بيان وصل "الأناضول" نسخة منه: " ما جرى من قبل العدو هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وهو يضع العدو أمام المسئولية الكاملة عن ارتكاب هاتين الجريمتين بالتزامن في غزة ودمشق".
وتابعت: " العدو سيتحمل كافة التبعات عن هذه الجرائم، وسيدفع الثمن غالياً".
**تشييع "أبو العطا"
وشيّع الآلاف من الفلسطينيين، الثلاثاء، جثمان أبو العطا وزوجته، بمشاركة عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة.
وردد المشيّعون، هتافات غاضبة، تندد بعملية الاغتيال، وتدعو الفصائل بالرد على عملية الاغتيال، من بعضها "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"الرد الرد يا مقاومة".
وأدى المشيّعون صلاة الجنازة على جثماني "ابو العطا" وزوجته في المسجد العمري، شرقي مدينة غزة، وتم دفنهما في مقبرة "الشجاعية".
وخلال التشييع، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، في كلمة له، إن حركته "سترد على عملية اغتيال أبو العطا، دون النظر لأي حسابات".
وتابع البطش: " لا خيار أمامنا سوى المواجهة، ولا حسابات ستمنع الجهاد من الرد على الاغتيالات ".
**الرئاسة تدين
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، اغتيال القيادي أبو العطا، واستمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.
وحمّلت الرئاسة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة، وتبعات تدهور الأوضاع في قطاع غزة، باستهدافها للمواطنين والممتلكات".
وطالبت المجتمع الدولي، بضرورة توفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
كما أدان صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، "جريمة الاغتيال"، محملا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن نتائج وتبعات هذه "الجريمة "، بحسب بيان صحفي تلقت الأناضول نسخة منه.
**حماس تدين الاغتيال
من جانبها، قالت حركة حماس، إن إقدام إسرائيل، على اغتيال أبو العطا، هو بمثابة "تصعيد خطير، واستمرار لمسلسل العدوان والإجرام بحق شعبنا ومقاومته الباسلة".
وأضافت في بيان وصل الأناضول: " إن هذا العدوان لن يرتد إلا في وجه الاحتلال الصهيوني وقياداته المجرمة؛ فهو الذي بدأ، وعليه أن يدفع الثمن ويتحمل النتائج".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في بيان، وصل الأناضول: " سياسة الاغتيالات التي يعتبرها الاحتلال جزءا من عقيدته الأمنية لم ولن تنجح في ثني أو تغيير العقيدة القتالية لدى قوى وفصائل المقاومة".
وأضاف هنية: " إن هذه الجريمة وما تبعها من جرائم للاحتلال غير منفصلة عن محاولاته تصفية القضية الفلسطينية وضرب صمام الأمان والجدار السميك في مواجهة هذه المحاولات متمثلًا في فصائل المقاومة وقادتها في الداخل والخارج".
**من هو أبو العطا
يعدّ "أبو العطا" أحد أبرز المطلوبين للجيش الإسرائيلي مؤخرا، بحسب تقرير صادر عن حركة "الجهاد الإسلامي"، ووصل "الأناضول" نسخة منه.
وكان "أبو العطا"، قد تعرّض لثلاثة محاولات اغتيال إسرائيلية، كان آخرها خلال العدوان الذي شنّته إسرائيل على قطاع غزة صيف عام 2014.
التحق "أبو العطا" في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، عام 1990، وتدرج في العمل التنظيمي "حتى أصبح قائدا للمنطقة الشمالية في سرايا القدس".
وولد "أبو العطا"، في حي الشجاعية شرقي قطاع غزة، عام 1977، وهو أب لخمسة أطفال، أصيبوا خلال الغارة، دون أن تتضح طبيعة إصاباتهم.
وتلقّى القائد العسكري في سرايا القدس "أبو العطا"، تعليمه في مدارس حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، وتخصص في المرحلة الجامعية بدراسة "علم الاجتماع".
**استهداف في دمشق
وفي سياق متصل، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن إسرائيل، استهدفت منزل أحد قادتها، صباح الثلاثاء، في العاصمة السورية، دمشق، ما أسفر عن استشهاد أحد أبنائه.
وقالت الحركة في بيان، اطلعت عليه وكالة الأناضول: " استهداف منزل عضو المكتب السياسي للحركة الأخ أكرم العجوري في دمشق واستشهاد أحد أبنائه".
ولم تذكر الحركة مزيدا من التفاصيل، كما لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعقيبا حول الحادث.
+ There are no comments
Add yours