أبوبكر أبوالمجد
رافعة شعار “الطريق إلى السلام والإبداع”، تستضيف العاصمة الأوزبكية، طشقند، أعمال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي ، يومي 18 ، 19 أكتوبر 2016 ، والتي تأتي في ظل ظروف قاسية تمر بها العديد من الدول الأعضاء.
وتتولى أوزبكستان رئاسة مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، متطلعة من خلال شعارها الرائع إلي تحقيق إنجاز ملموس تستشعره دول المنظمة من شأنه أن يحد من وطأة الأوجاع الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تمر بها دول المنظمة.
ومن المقرر إطلاق “مركز منظمة التعاون الإسلامي للحوار والسلام والتفاهم” بشكل رسمي، حيث يعمل المركز علي الدعوة إلي نشر ثقافة الحوار كما جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء، وتجلت في قوله تعالي ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” ( الآية 125 ، سورة النحل ) ، وتعول أوزبكستان علي هذا المركز أن يكون جسراً بين الحضارات والثقافات، ومنصة للحوار بين الجماعات والمذهب الإسلامية من ناحية ، وبين منظمة التعاون الإسلامي والديانات الأخري من جهة ثانية .
وسيكون الشأن الفلسطيني حاضرا كعادته، والدفاع عن الحقوق العربية والفلسطينية في القدس الشرقية، وأيضا الوضع في سوريا في ظل تحول البلاد إلي مسرح حرب بالإنابة بين الولايات المتحدة وروسيا ومشاركة العديد من الأطراف الإقليمية فيها.
كما تشمل خطة العمل أيضا مناقشة الوضع في كل من اليمن وليبيا أهمية عن الوضع في سوريا، حيث دمرت الحروب الأهلية الطاحنة في البلدين البنية الأسياسية، وشلت معظم مرافق الحياة، إلي جانب ما خلفته تلك الصراعات إلي آلاف القتلي والجرحي، ومن ثم فإن اندمال الجراح في كلا البلدين يحتاج إلي جهد كبير من أجل عودة الوحدة إلي أبناء الشعبين اليمني والليبي، ولكن قبل كل ذلك، يحتاج البلدان إلي كثير من الجهود من أجل وقف نزيف الدماء، وعودة الأطراف المتصارعة إلي الحوار واعتباره السبيل الوحيد لتسوية كل المشاكل علي السلطة في ليبيا واليمن، ولذلك فإن دور منظمة التعاون الإسلامي لا يقل أهمية في تسوية الحرب الأهلية في كلا البلدين العضوين في المنظمة.
كما سيتم مناقشة الوضع في كل من مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وكشمير، وقره باغ، وغيرها من القضايا التي تخص الدول الأعضاء بالمنظمة، كانت من أهم القضايا الهامة علي أجندة الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، إلي جانب قضايا الجماعات المسلمة في الدول غير الأعضاء ، خاصة ميانمار.
من جهة أخرى باتت قضايا مكافحة الإرهاب والتطرف ونزع السلاح والتصدي للإسلاموفوبيا من القضايا الرئيسية علي جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تنامي ظاهرة التطرف بشكل يهدد وحدة الأمة الإسلامية، وانتشار الإسلاموفوبيا في الغرب بدرجة غير مسبوقة، بعد وصول الأحزاب اليمينة المتشددة في الغرب إلي السلطة في عدد من الدول الغربية، وتنامي ظاهرة الحرب علي الإسلام، وإلصاق تهمة الإرهاب إلي المسلمين، والتي أصبحت كلمة كلمة “مسلم” تعني “إرهابي” في مفاهيم كثير من المتشددين في أوروبا والولايات المتحدة والدول الغربية بصفة، الأمر الذي يؤكد علي ضرورة تصحيح تلك الصورة الخاطئة عن الإسلام من خلال الحوار ونشر ثقافة التسامح، وهذا ما يمكن أن يقوم به “مركز منظمة التعاون الإسلامي للحوار والسلام والتفاهم”.
وخلال الاجتماعات التحضيرية لأعمال مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، والتي عقدت بمقر الأمانة العامة للمنظمة بمدينة جدة بمشاركة وزير خارجية أوزبكستان عبد العزيز كميلوف، من المقرر أن يتم الاتفاق علي عدد من القرارات الخاصة بالشؤون السياسية والإنسانية والاقتصادية وبرنامج منظمة التعاون الإسلامي حتى عام 2025، إضافة إلى الشؤون القانونية والتأسيسية وقضايا الإعلام والعلوم والتكنولوجيا والمعلوماتية والشؤون الثقافية والاجتماعية والأسرة والحوار والتواصل، وكل هذه القرارات سوف تضاف إلي القرارات التي صدرت في في ختام أعمال مجلس وزراء الخارجية، وكل هذه القرارات التي تعرف باسم "إعلان طشقند" سوف تكون برنامج عمل أوزبكستان خلال فترة رئاستها لمجلس وزراء الخارجية بمنظمة التعاون الإسلامي التي تسعي إلي وضع كل هذه القضايا في اهتماماتها، ولذلك دعت أوزبكستان وزراء الخارجية بالمنظمة إلي عقد جلسة لشحذ الأفكار والهمم بعنوان "زيادة الفرص وتعزيز القدرات الإبداعية للأجيال الشابة"، حيث تعول أوزبكستان علي جيل الشباب في تحمل مسئوليات الأمة والنهوض بها بما يحقق للعالم الإسلامي طموحاته في السلام والاستقررا والتنمية والإزدهار.
+ There are no comments
Add yours