أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليوم الجمعة، أن قرار تسليم فتح الله غولن (زعيم تنظيم الكيان الموازي الإرهابي) إلى تركيا، تقرره الإجراءات القانونية للولايات المتحدة، نافياً صحة المزاعم التي تحدثت عن وجود دور أمريكي في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت الجمعة الماضية.
وكشف أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المكسيكي، إنريكي بينيا نيتو، اليوم، أن عملية تسليم “غولن”، من عدمها “محكومة بالقوانين الأمريكية، وهي ليست شيئاً يستطيع رئيس الولايات المتحدة أو أي شخص آخر، تنحيتها (القوانين) جانباً متى شاء، برغم دعمنا الشديد للديمقراطية التركية، وبرغم قلقنا من أي محاولة للانقلاب ضد حكومتهم، أو أي عمل آخر غير قانوني”.
واستطرد الرئيس الأمريكي، في المؤتمر “لدينا إجراءات (قانونية)، تتعلق بالطلبات الخاصة للحكومات الأجنبية حول تبادل المطلوبين، تحكمها معاهدات وقوانين، وهي ليست قراراً أتخذه أنا، ولكن بدلاً عن ذلك، تقوم وزارة العدل، ومحققون، ومحاكم، إلى جانب إدارتي في عملية مبنية على أسس محكمة”.
وفي السياق نفسه، نفى صحة الاتهامات المتداولة عن وجود دور أمريكي في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت الجمعة الماضية في تركيا، حيث قال “أي تقارير، تتحدث عن وجود معرفة مسبقة لنا بمحاولة الانقلاب، أو أي نوع من المشاركة فيها، أو أي شيء آخر، عدا كوننا مؤيدين بالكامل للديمقراطية التركية، هو كلام غير صحيح، بالمرة”.
واتهمت أوساط سياسية وإعلامية تركية واشنطن، بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي نفذتها جماعة الكيان الموازي الإرهابية، بقيادة فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والذي طالبت أنقرة الإدارة الأمريكية بتسليمه لها.
وأكد أنه “أبلغ الرئيس أردوغان، في مكالمته الهاتفية التي أجراها معه الثلاثاء الماضي على ضرورة أن يكون واثقاً، وأن عليه، وكل من في حكومته، أن يفهموا بأن هذه التقارير غير صحيحة على الإطلاق، لأنه عندما يبدأ تداول شائعات مثل هذه، سيصبح مواطنونا الموجودون على الأراضي التركية معرضين للخطر، وسيهدد هذا الأمر التحالف والشراكة الحيويتين بين واشنطن وأنقرة”.
وشدد قائلاً “لذلك، أريد أن أكون واضحاً بأكبر قدر ممكن، نحن نستنكر محاولة الانقلاب، ولقد قلنا ذلك منذ الساعات الأولى، وقبل أي شخص آخر، وهو أمر كنا فيه متوافقين مع مطالب الشعب التركي في حكومة ديمقراطية منتخبة”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ”منظمة الكيان الموازي” الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.
وقوبلت تلك المحاولة باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب وبالتالي المساهمة في إفشال المحاولة الانقلابية.
وتصف السلطات التركية منظمة “فتح الله غولن” – المقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- بـ “الكيان الموازي”، وتتهمها بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش، والوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة مساء الجمعة الماضية. –
+ There are no comments
Add yours