قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو، إن “المفاوضات القبرصية التي عقدت مؤخراً في سويسرا، بين الجانبين التركي والرومي لم تأت بنتيجة رغم كل جهود حسن النية من طرف قبرص التركية”.
وأضاف مفتي أوغلو، في مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، أنه “للأسف فإن المفاوضات المكثفة التي عقدت في مدينة مونت بيليرين السويسرية، يومي 20 و21 تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري، بين قبرص التركية وقبرص الرومية برعاية الأمم المتحدة، لم تؤت بنتيجة رغم كل جهود حسن النية من طرف قبرص التركية”.
وتابع: “نرى أن فرصة مهمة خلال هذه المرحلة الحرجة من المسيرة قد ضاعت، وسنجري تقييما مفصلا بالخصوص مع قبرص التركية”.
وتابع القول “من المفيد تحديد موعد المؤتمر الخماسي للدول الضامنة دون تأخر، وتركيا عازمة على إيجاد حل دائم قابل للحياة فيما يخص المسألة القبرصية”.
وفشلت المفاوضات التي استمرت يومين في “مونت بيليرين” السويسرية، بين الجانبين التركي والرومي من جزيرة قبرص، بهدف إيجاد حل للقضية وإحلال سلام واستقرار دائم في الجزيرة، رغم النوايا الحسنة التي أظهرها الجانب التركي حتى آخر لحظة من المفاوضات.
وكشفت مصادر دبلوماسية من جمهورية شمال قبرص التركية، أن سبب وصول المفاوضات بين الجانبين التركي والرومي إلى طريق مسدود، ناجم عن الطلبات المبالغ فيها من قبل الجانب الرومي.
وأشارت المصادر إلى أن أهم سبب في فشل المفاوضات الحالية يتثمل بطلب الجانب الرومي أراضٍ بالشطر التركي “تتيح عودة 92 ألف شخص من القبارصة الروم”، رغم أن معظمهم ليسوا على قيد الحياة.
ولفتت المصادر أن أول أزمة برزت خلال مفاوضات سويسرا، جاءت بسبب إصرار الجانب الرومي على ” استبعاد تركيا من المؤتمر الخماسي للدول الضامنة، والجدول الزمني الخاص بطلب انسحاب الجنود الأتراك من الجزيرة”.
وذكر رئيس إدارة الشطر الرومي من قبرص نيكوس أناستاسيادس، أن “عدد القبارصة الروم الذين سيعودون إلى الشطر الشمالي يبلغ 92 ألفًا، وأنه لن يتراجع قيد أنملة عن هذا الرقم، وعن حق عودتهم رغم أن معظمهم متوفون، ورفضه لكافة الأدلة التي تؤكد عدم معقولية ذلك”.
من جانبه، أشار الجانب التركي القبرصي أن سبب انسداد المفاوضات يتمثل في الطلبات المبالغ فيها للشطر الجنوبي حول عودة عدد المهاجرين الروم، وعدم قبوله التفاوض بخصوصه، إضافة إلى استخدام مسألة الرئاسة الدورية كورقة مساومة في المؤتمر الخماسي المزمع عقده لاحقا.
ويرى الجانب التركي أن الموقف المتعنت للجانب الرومي، الرافض للاقتراب من المعقول كان له تأثير كبير في فشل المفاوضات.
وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ 1974، ورفضَ القبارصة الروم خطة الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة عام 2004.
وتوقفت الجولة الأخيرة من المفاوضات، التي تدعمها الأمم المتحدة، في مارس/آذار 2011، عقب الإخفاق في الاتفاق بشأن عدة قضايا، بينها: تقاسم السلطة، وحقوق الممتلكات والأراضي.
وسبق أن تبنى زعيم جمهورية شمال قبرص التركية السابق، درويش أر أوغلو، ونظيره الجنوبي نيكوس أناستاسيادس، في 11 فبراير/ شباط 2014، “إعلانًا مشتركًا”، يمهّد لاستئناف المفاوضات بين شطري الجزيرة.
واستؤنفت المفاوضات بين شطري الجزيرة في 15 مايو/ أيار 2015، بوساطة أممية. –
+ There are no comments
Add yours