أمير قطر: لا توجد خلافات تستعصي على الحل بين الأشقاء العرب

1 min read

دعا أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأربعاء، جميع القيادات الفلسطينية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا لإنهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وشدد على أنه "لن تقوم دولة فلسطينية بدون غزة، ولن تقوم دولة في غزة".

وعن الخلافات العربية، قال: "قادرون على توحيد الرؤى ومواجهة مختلف التحديات وتجاوز الأوضاع الراهنة، فلا توجد اختلافات أو خلافات تستعصي على الحل بين الأشقاء".

جاء ذلك في كلمته بجلسة العمل الأولى في القمة العربية العادية الـ28 بالأردن، دعا خلالها إلى "العمل الجاد المشترك للضغط على المجتمع الدولي ومجلس الأمن لرفض إقامة نظام فصل عنصري في القرن الحادي والعشرين، والتعامل بحزم مع إسرائيل، وإجبارها على التوقف عن بناء المستوطنات وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ".

وأكد على ضرورة الضغط على إسرائيل "لوقف الانتهاك المستمر ضد الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة (منذ 10 سنوات)، وحملها على الدخول في مفاوضات جادة ترتكز على أسس واضحة وجدول زمني محدد".

والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة، منذ أبريل/ نيسان 2014 ؛ جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض، والإفراج عن أسرى قدماء في سجونها.

وقال إن "توحيد الصف الفلسطيني ركيزة أساسية لإنهاء الاحتلال"، مشددا على أنه "لا معنى ولا جدوى للخلاف على سلطة بلا سيادة".

ومضى قائلا إنه "في ظل بقاء الاحتلال، لن تقوم دولة فلسطينية بدون غزة، ولن تقوم دولة في غزة".

وأردف: "ندعو جميع القيادات الفلسطينية إلى التحلي بالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية العليا لإنهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية".

** دعوة للضغط على الأسد

وتطرق أمير قطر إلى الأزمة السورية، التي دخلت عامها السابع، قائلاً إن "إنهاء كارثة الشعب السوري يتوقف على اتخاذ الإجراءات والقرارات الملزمة للنظام، بتنفيذ مقررات مؤتمر جنيف 1، التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتي تلبي تطلعات الشعب".

واستطرد: "لا بد من إجبار النظام السوري على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2336، الذي جدد الدعوة إلى السماح بالوصول السريع والآمن للوكالات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد".

ودعا آل ثاني، الدول العربية إلى الاستمرار في القيام بواجباتها الإنسانية تجاه الشعب السوري في مناطق اللجوء والنزوح.

ووصف السوريين بأنهم "شعب عظيم تعرض لما لم يتعرض له شعب في العصر الحديث، وصمد وحافظ على كرامتِه"، رغم أن "نظام الحكم شن عليه حربا شعواء شاملة في سابقة تاريخية".

** الأزمتان الليبية واليمنية

وفي الشأن الليبي، قال أمير قطر إنه "لا خيار أمام الأشقاء الليبيين سوى الحوار والتوافق والتمسك بمخرجات الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات (عام 2015)، والمضي قدما في طريق التسوية السياسية لتشمل جميع القوى السياسية في ليبيا دون إقصاء".

وبالنسبة لليمن، شدد على أن قطر، كجزء من التحالف العربي بقيادة السعودية، حريصة "على وحدة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه، وعلى دعم الشرعية الدستورية ممثلة في فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي".

** الاحتلال والطغيان يغذيان الإرهاب

وعلى صعيد جهود مواجهة الإرهاب، بيّن أن له ملاحظتين "أولا، إذا كنا جادين في تركيز الجهود على المنظمات الإرهابية المسلحة، هل من الإنصاف أن نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية نختلف معها إرهابية، رغم أنها ليست كذلك (؟!). وهل هدفنا أن نزيد عدد الإرهابيين في هذا العالم (؟!)".

وزاد بقوله: "مكافحة الإرهاب هي قضية استراتيجية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية، وبالطبع أمنية أيضا، وهي أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية والشد والجذب بين الأنظمة".

أما ملاحظته الثانية، فهي أنه "لا يقتصر الإرهاب على دين أو مذهب بعينه، فثمة ميليشيات إرهابية من مذاهب مختلفة ترتكب جرائم ضد المدنيين والمرافق المدنية لأهداف سياسية بعلم وأحيانا برضى حكوماتهم. وهذا هو الإرهاب بعينه".

وشدد على أن "الإرهاب يتقلص وينكمش مع التنمية الإنسانية، بما فيها التعليم، والمشاركة في ثمار التنمية والمساواة أمام القانون، وفي ظروف الحرية وتحمل مسؤولية الحرية".

** تحريض على المسلمين في الغرب

وشدد أمير قطر على أنه "لا يجوز السكوت على أن يصبح التحريض على حضارتنا العربية والإسلامية وبث سموم الكراهية ضد المسلمين، مسألة تنافس بين الأحزاب والقوى الشعبوية في الغرب".

ومضى قائلا: "قد يطلب منا بعض الساسة أن نتفهم ظروف الحملات الانتخابية، وأنهم لا يقصدون ما يقولون. ولكن هذا عذر أقبح من ذنب، لأنه يجعل من كراهية المسلمين موضوعا شعبيا".

** الخلافات العربية

وتعرض أمير قطر في كلمته أمام القمة العربية إلى واقع الخلافات السياسية بين الدول العربية وتأثيراتها السلبية على الشعوب.

وقال: "لقد أدت الاختلافات في رؤانا ومواقفنا تجاه بعض القضايا السياسية التي تواجه أمتنا إلى آثار سلبية على مجالات التعاون الأخرى، غير السياسية، ما يبيِّن أن المشكلة لا تكمن دائما في الاختلاف نفسه، بل في كيفية إدارته، وفي إسقاط الخلاف السياسي على كل ما عداه".

وتابع: " قادرون على توحيد الرؤى ومواجهة مختلف التحديات وتجاوز الأوضاع الراهنة، فلا توجد اختلافات أو خلافات تستعصي على الحل بين الأشقاء". 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours